"الطائفية وتصدير الفوضى".. إيران تسعى للتدخل في العراق مجددا
إيران تسعى لإذكاء نار الطائفية داخل العراق للتدخل مجددا بعد تقهقرها في الهيمنة عبر الانتخابات البرلمانية.
تسعى إيران إلى مد نفوذها وبسط سيطرتها داخل العراق، عبر دعم مليشياتها الطائفية، لإذكاء نار الطائفية والإبقاء على تدخلاتها الفجة في الساحة السياسية للدولة المجاورة لها، إضافة إلى اتخاذ أراضيها ساحة خلفية لأنشطة نظام الملالي التخريبية في المنطقة، وصولا إلى استمرار الهيمنة في سوريا ولبنان.
ويبدو أن طهران قد صدمت من النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية التي عقدت السبت الماضي، الأمر الذي دعاها للبحث عن وسيلة أخرى تسعى من خلالها إلى إشعال التوترات داخل بغداد مجددا، لا سيما في ظل تقدم ائتلاف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر والمتحالف مع القوى اليسارية العراقية، المناؤة لتدخلات النظام الإيراني في شؤون البلاد.
حسن نوروزي، أحد أعضاء كتلة الولاية المتشددة داخل البرلمان الإيراني، اعترف في سياق تصريحات أدلى بها، أمس الأحد، أن بلاده قد أثرت على العراق عبر ما أسماه "تصدير الثورة"، وهي إحدى آليات نظام الملالي للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإخضاعها لنفوذه بشكل غير مباشر.
واعتبر نوروزي، الذي يشغل منصب المتحدث باسم اللجنة القضائية بالبرلمان، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أن طهران في الوقت نفسه لديها تأثير كبير في منطقة غرب آسيا وفقا للمعطيات الجيوبوليتيكة، حسب زعمه.
محاولة إذكاء نار الطائفية داخل العراق ظهرت أيضا على لسان عباس حسين، المسؤول عن "مرقد علي الهادي الإمام العاشر لدى الشيعة"، في مدينة سامراء العراقية، داعيا إلى تشكيل تحالف يضم كافة المكونات الشيعية بدعوى التمهيد لظهور المهدي، إحدي الوسائل الدينية التي تلجأ إليها طهران لجلب المقاتلين في معاركها، مؤكدا أن دور هذا الحلف يتمثل في القضاء على من وصفهم بـ"أعداء الإسلام"، حسب قوله.
واعتبر حسين، حسب وكالة فارس الإيرانية، أن الانتخابات البرلمانية العراقية تمت في أجواء آمنة بفضل دماء قتلى المليشيات الإيرانية في بغداد، بدعوى محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مهنئا إيران والعراق جنبا إلى جنب، بدعوى أن العملية الانتخابية تسير على نحو جيد مقارنة بالسنوات الماضية، في إشارة إلى مدى تدخل النظام الإيراني في العراق.
وفي السياق ذاته، زعم موقع إيراني مقرب من المتشددين أن مليشيا الحشد الشعبي أكبر الرابحين من الانتخابات العراقية، معتبرا أن مجرد حصول ما يعرف بائتلاف "الفتح المبين" التابع لها، بقيادة هادي العامري الموالي لطهران على مقاعد برلمانية بمثابة انتصار لـ"محور المقاومة"، وهو أحد المصطلحات المتداولة داخل أدبيات النظام الإيراني لتوصيف حلفائه ومليشياته بالمنطقة.
وأشار الموقع المعروف باسم "الاتحاد العالمي لوسائل الإعلام الإلكترونية"، أحد أذرع نظام الملالي الإعلامية الموجهة للخارج لترويج بروباجندا طهران، أن العراق يعد منفذا مهما لإيران نحو الهيمنة، وصولا إلى سوريا ولبنان لدعم مليشيات حزب الله والحرس الثوري، المنخرطين في القتال إلى جانب قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد.
التدخل الإيراني المتكرر في الشأن العراقي جاء في سياق تصريحات أدلى بها علي شمخاني، مستشار مرشد إيران علي خامنئي، وسكرتير ما يعرف بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الإثنين، مهنئا العراق بإجراء الانتخابات البرلمانية، ومقرا أيضا بتدخل طهران على مدار سنوات ماضية بدعوى مساعدة بغداد في تجاوز أزماتها الصعبة، وفق تعبيره.
ولفت شمخاني، في رسالة مصورة تداولها الإعلام الإيراني، أن بلاده عازمة على استمرار دورها داخل البلد المجاور حتى بعد انقضاء أجل الانتخابات العراقية، تحت ستار توطيد العلاقات الثنائية والمشاركة في التنمية، غير أن الشواهد على الأرض تؤكد سعي طهران إلى إحداث مزيد من التغلغل في الداخل العراقي، والتحكم في الساحة السياسية داخل البلاد لخدمة مصالحها بالمنطقة.