عادت مجددا.. السعيد الثقافية بتعز تنفض ركام حرب الحوثيين
من تحت ركام الحرب، تنتفض مؤسسة ومكتبة السعيد للعلوم والثقافة بمدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، لتعود إلى الحياة من جديد.
6 سنوات كاملة أغلقت خلالها المؤسسة أبوابها أمام جمهورها، وتوقفت أنشطتها الثقافية والعلمية، والمسابقات البحثية؛ بسبب قصف الحوثيين وحربهم على عاصمة اليمن الثقافية "تعز".
وتجري المؤسسة حاليا تجهيزاتها لإعادة افتتاح مقرها، بعد أن شوهت الحرب وجه عاصمة الثقافة وحرمتها من أكبر صرح ثقافي في المدينة.
شغف الافتتاح
على قدمٍ وساق، شهدت الشهور الماضية أعمال ترميم واسعة لإعادة افتتاح مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، بتكلفة كاملة من مؤسسيها، مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه.
ورغم أن القائمين على المؤسسة، رفضوا الحديث مع وسائل الإعلام حول تحديد موعد لافتتاح المؤسسة، إلا أن هذا الحدث بات قريبًا، ويترقبه مثقفو تعز ونخبتها بكل شغف.
وتضمنت عملية إعادة تأهيل المؤسسة، ترميم قاعات المكتبة الرئيسية المتضررة من الحرب، وإصلاح قاعة الفعاليات والمؤتمرات، وكذا ترميم المبنى الذي احترقت أجزاء منه ونهب أثاثه، عام 2016 أثناء المعارك التي شهدتها مدينة تعز.
مرجع وملاذ تاريخي
تأسست مؤسسة السعيد عام 1996، وأصبحت أبرز صرح ثقافي بتعز، وتقوم بالعديد من الأنشطة العلمية والثقافية والبحثية.
وتستقبل المؤسسة رواد وقراء مكتبتها الزاخرة بأمهات الكتب والمراجع والمصادر التاريخية والدينية، وفي كافة مجالات العلوم والفنون والآداب.
كما تحوي المكتبة أقدم الدوريات اليمنية، التي يعود تاريخها إلى عشرينيات القرن الماضي، والصحف والمجلات الصادرة في عهد ما قبل الجمهورية، وخلال الاحتلال البريطاني لمدينة عدن.
وفي المؤسسة قسم للمخطوطات التاريخية النادرة، والمسكوكات والعملات المتداولة في الدول اليمنية القديمة.
أنشطة نوعية
وتقوم المؤسسة بإصدار وطباعة الكتب لأدباء وباحثين من عموم أرجاء البلاد، وتنظم مسابقة سنوية للأبحاث العلمية المحكمة في كافة المجالات.
وتضم المؤسسة ما يزيد عن مليون كتاب إلكتروني ضمن المكتبة الإلكترونية التي كانت توفر خدمة المطالعة من قبل الباحثين والمثقفين.
وتعنى مؤسسة السعيد بتشجيع اليمنيين على البحث العلمي وإقامة الفعاليات الثقافية، كالمعارض التشكيلية ومعارض الكتب والندوات الفكرية التي تناقش الهموم والقضايا العامة.
ولم تغفل مؤسسة السعيد تثقيف وتعليم الأطفال، ووفرت مسرحا خاصا ومكتبة، بالإضافة إلى مرسم مفتوح وروضة أهلية.
عودة الثقافة إلى تعز
ناشطون ومثقفون في مدينة تعز، أكدوا أن مؤسسة السعيد للثقافة والعلوم صرح يجسد البعد الثقافي الذي تتمتع به مدينة تعز.
كما تعتبر المؤسسة مساهمة من قبل رجال الأعمال وكبرى المجموعات الاقتصادية العائلية باليمن، في مجال الثقافة والعلوم.
وطالب المثقفون بإعادة كل ما نهب من محتويات المؤسسة، وترميمها لتعاد المكانة التاريخية لمدينة تعز، مشيرين إلى أن الجميع بانتظار أن تعود المدينة لريادتها الثقافية.
ولسنوات، كانت مؤسسة السعيد مجرد أكوام من الأطلال، غاب عنها زخمها الثقافي والعلمي، الذي تسببت به حرب الحوثيين على عاصمة الثقافة اليمنية.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg جزيرة ام اند امز