من الصمدي إلى قطران.. الحوثي تواصل قمع الأصوات اليمنية
افتتحت مليشيات الحوثي الإرهابية عام 2024, بحملات قمع للأصوات اليمنية التي تناهض مشروعها التخريبي وذلك عبر اعتداءات واعتقالات وتهديدات بالتصفية والاغتيالات.
تلك الجرائم كان آخرها اعتقال القاضي المعارض لمليشيات الحوثي في صنعاء عبدالوهاب قطران، بعد يوم واحد من الاعتداء بالضرب المبرح على مالك إذاعة صوت اليمن مجلي الصمدي وتهديد آخرين ممن سبق وعملوا تحت مظلتها.
وقالت مصادر إعلامية ومحلية بصنعاء لـ"العين الإخبارية"، إن حملة حوثية مؤلفة من آليتين وعناصر مسلحة حاصرت منزل القاضي قطران قبل أن تقتاده إلى جهة مجهولة وذلك بعد يوم من تهديده بالاعتقال والتصفية.
وكان قطران فيما مضى أحد منظري مليشيات الحوثي قبل أن يتبنى موقفا مناهضا لها، ليتحول إلى أحد أبرز الأصوات في مناطق المليشيات التي تنتقد الفساد والجرائم والظلم والقضاء العنصري ومتاجرة الحوثيين بقضية فلسطين، كما تضامن بشكل متكرر مع ضحايا الانتهاكات الحوثية.
وكتب قطران أمس الإثنين، عبر حساباته في منصتي فيسبوك وإكس إنه "تلقى تهديداً وسبا وشتائم ممن يزعمون أنهم مناصرون لمظلومية فلسطين، كلها إرهاب ممنهج وعنف لفظي وتنمر وعنجهية، وقذف وسب وشتم وانحطاط وتفاهة، وتهديدات بالقتل والضرب والسجن"، إشارة للحوثيين.
واليوم، قال عضو البرلمان الخاضع لمليشيات الحوثي أحمد سيف حاشد إن "مدرعتين وطقم وعناصر ملثمة للحوثيين حاصروا منزل قطران واقتادوه إلى إحدى السيارات المتواجدة أمام منزله" بصنعاء.
ضرب الصمدي
وكانت مليشيات الحوثي اعتدت أمس الإثنين، 1 يناير/كانون الثاني بالضرب على الكاتب والصحفي مجلي الصمدي كما قاموا بتكسير سيارته وذلك بعد مصادرة إذاعته صوت اليمن.
وبحسب المصادر فإن 3 عناصر أقدمت على ضرب الصمدي وتحطيم زجاجات سيارته في جريمة هي الثانية يتعرض لها الرجل من قبل مليشيات الحوثي وذلك بعد أن أصبح أحد الأصوات التي تناهض فساد وجرائم المليشيات بصنعاء.
وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين، الثلاثاء، الاعتداء على" الزميل الصحفي مجلي الصمدي مدير ومالك إذاعة صوت اليمن والذي تعرض للاعتداء أمام منزله بصنعاء من قبل 3 عناصر قاموا أيضا بكسر زجاج سيارته بعد يوم من إصدار محكمة الاستئناف حكما بإلغاء الحكم الابتدائي المؤكد على حق إذاعة صوت اليمن في إعادة البث واستعادة أجهزتها المنهوبة من قبل مليشيات الحوثي".
وحملت النقابة في بيان مليشيات الحوثي" كامل المسؤولية عن هذا الترهيب الذي بدأ بإغلاق الإذاعة ثم اقتحامها ونهبها, ورفض تنفيذ حكم ابتدائي بعودة الإذاعة للعمل, ومن وثم الاعتداء على الزميل والتحريض عليه من قبل بعض قيادات الحوثي وصولا للحكم القضائي الذي يسلبه حقه.
وأشارت إلى أن الصحفي الصمدي كان قد تعرض للتهديد والتهكم" من قاضي المحكمة عندما طلب من الزميل ترك مهنة الإعلام, و الذهاب للعمل بالزراعة في صورة تكشف عدم حيادية القضاء واستخدامه لخدمة مليشيات الحوثي".
وأكدت النقابة أن "حالة الإفلات من العقاب للمعتدين على الزميل مجلي الصمدي في الواقعتين المختلفتين هي رسالة ترهيب لكل الصحفيين العاملين في مناطق سيطرة الحوثيين لإخراس كل صوت مطالب بحقوقه".
جرائم 2023
ومؤخرا، لجأت مليشيات الحوثي لتكتيكات سوداء لملاحقة الأصوات اليمنية التي تعري فسادها وإجرامها من بينها الاغتيالات الصامتة والغامضة ونصب محاكم التفتيش لشرعنة الاعتقالات التعسفية طويلة المدى.
وخلال 2023, ارتكبت مليشيات الحوثي عشرات الانتهاكات بحق الصحفيين والأصوات اليمنية منها 17 حالة في مدينتي صنعاء وإب, ما جعل الكثير من الأصوات لم يعد بمقدورهم التنقل بسهولة، ونقل الحقائق بعيداً عن الخوف من البطش.
من بين هذه الأصوات، تعرض 7 ناشطين بينهم 5 مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للاغتيالات والاعتقالات التعسفية ومحاكمات سياسية جائرة استهدفت بالدرجة الأولى إسكات أصواتهم عقب انتقاد تدهور الأوضاع المعيشية والفساد في مناطق الانقلاب الحوثي.
كما أن تصفية الناشط اليمني حمدي عبدالرزاق المكحل الذي يتابعه على قناته "أجياد الأمير" في "يوتيوب" أكثر من 22 ألف متابع، في مارس/آذار الماضي والذي تسبب اغتياله بهزة للرأي العام، تعد واحدة من أبشع جرائم الحوثي الشاهدة على توحشه وإرهابه ضد الأصوات اليمنية.