خبراء لـ"العين الإخبارية" عن مؤتمر السيسي: كشف حساب وإعلان ضمني للترشح

مداخلة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر بالعاصمة الإدارية الجديدة، عدها خبراء ومحللون بمثابة إعلان ضمني عن الترشح للانتخابات المقبلة، التي تجري في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

كما اعتبر الخبراء والمحللون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، المؤتمر الذي حمل عنوان "حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز"، بمثابة كشف حساب للرئيس المصري عما قدمه وما قامت به الدولة المصرية خلال فترة رئاسته.

• "تؤتي الملك من تشاء".. رسائل السيسي للمصريين قبل انتخابات الرئاسة
•  انتخابات الرئاسة في مصر.. الضوابط وموعد جدول التصويت

كشف حساب

وفي هذا الإطار يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، طارق فهمي، إن "السيسي قدم في مؤتمر (حكاية وطن) الذي شارك فيه أوراق اعتماده كاملة للرأي العام دون إعلانه الترشح لأنها خطوة إجرائية فقط، والتي سيقابلها دعم كبير جدا من المواطنين في الفترة المقبلة".

ولفت إلى أنه "كان كشف حساب للدولة خلال السنوات الأخيرة من كل وزير في اختصاصه".

سر التوقيت؟

وأضاف فهمي في حديث لــ"العين الإخبارية" أن سر التوقيت هو إرسال رسالة بسيطة من الرئيس السيسي مضمونها أنه كان لدينا مشروع وطني، في كل القطاعات التي تحدث في الوزراء عبر الأولويات سواء المالية أو الاستثمار أو الصناعة، للتأكيد على أن هذا المشروع الوطني يسير في خطاه ولكن يحتاج وقت لاستكماله".

وأكمل: "الرسالة الأخرى أن الدولة تواجه تحديات ومخاطر عديدة وأنه لولا ما تم خلال الفترة الماضية لكان هناك العديد من الإشكاليات الكبيرة المتعلقة بعدد من الدول المجاورة".

ولفت إلى أن "التوقيت مهم في إيصال تلك الرسائل نظرا لبداية حرب التوكيلات للترشح للانتخابات الرئاسية الجديدة".

وشدد على أنه "من ضمن الرسائل أن العمل والإنجاز يتم في صمت والمشروع الوطني يسير في كل القطاعات العامة".

ولفت إلى أن "الإعلان عن ترشحه خطوة إجرائية خاصة أن ما دشنه السبت عباره عن استمرارية العهد فيما معناه (أنني لست قادما لتقديم نفسي فأنتم أعلم بما فعلت) وهذا كشف حساب.

إعلان ضمني بالترشح

واتفق مع فهمي، الباحث والمحلل السياسي المصري أحمد رفعت، الذي قال إن "إشارات اليوم تؤكد ترشيح الرئيس السيسي بشكل ضمني بنسبة 100%".

ولفت رفعت في حديثه لــ" العين الإخبارية" إلى أن "السيسي تحدث عن التضحية بروحه ونفسه في سبيل الوطن وقبوله برأي الشعب الذي يدعو لاستكمال ما بدأه من بناء".

وتابع أن "الترشيح مهم لاستكمال المشاريع التي تسير على الأرض حتي تصل لغايتها".

واستطرد: "المنطقة أيضا تحتاج لاستكمال النهج المصري في حل الأزمات والصراعات والتعاون في كل المسارات المختلفة".

إعطاء فرصة للمرشحين

الأمر ذاته أكده ايضا، الكاتب الصحفي زكي القاضي مقرر مساعد لجنة الشباب في الحوار الوطني، أن مؤتمر حكاية وطن يعتبر وثيقة وطنية للعشر سنوات الماضية في حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وعرض كل الملفات التي تم إداراتها.

وأوضح القاضي في حديث لــ" العين الإخبارية" أنه "عبر تصريحات كشف كيف كان الوطن متروكا دون تعمير وتطوير عبر السنوات الماضية، حتى جاءت الأحداث ما بين عامي 2011 و2013 وتسبب في انهيار شامل لمفاصل الدولة وخسارة ما يقرب من 450 مليار دولار، وأنه عمل منذ 2013 على تغيير شكل الدولة المصرية".

واعتقد الكاتب السياسي أن "المؤتمر يشرح مضمون الدولة المصرية ويقدم روشتة كاملة عما تم وما سيستكمل خلال الفترة المقبلة في حال فوزة السيسي في الانتخابات الجديدة".

وأكدا أن "التوكيلات والأصوات الشعبية هي دافع رئيسي لترشحه للانتخابات في الوقت القريب وسط دور القوى المجتمعية التي تناشده أيضا".

وعن تأخير الإعلان الرسمي للرئيس بإعادة ترشحه رغم سهولة حصوله على توقيع أعضاء البرلمان، يرى مقرر مساعد لجنة الشباب في الحوار الوطني، أولا أن "الرئيس يعطي الفرصة لاستكمال الحشد الشعبي، كما يعطي فرصة للمرشحين الآخرين لاستكمال توكيلاتهم حتى تكون المنافسة عادلة وحقيقية وتعزز فرص التنافسية".

الاستقرار والوحدة

من جانبه بقول عضو مجلس النواب المصري، اللواء محمد الشهاوي، إن تصريحات الرئيس اليوم من منظور الأمن القومي تؤكد علي أهمية الحفاظ علي استقرار الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، من خلال العمل والوقوف خلف قيادته السياسية في الانتخابات الرئاسية، لاستكمال الإنجازات، التي تمت خلال الفترة السابقة.

وبين الشهاوي في حديث لـ"العين الإخبارية " أن من هذه الإنجازات تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء علي الإرهاب وتنفيذ أكثر من 30 ألف مشروع تكلفت أكثر من 8 تريليون جنيه، وتعزيز القدرة العسكرية للجيش المصري، ليصبح في المركز 12 عالميا طبقا لتقرير "غلوبال فاير باور".

شروط الترشح

ويشترط لمن يريد الترشح أن يحصل على تزكية 20 عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 مؤيد من كل محافظة منها.

وفي جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون.

ولم يعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ترشحه حتى الآن، رغم أن الأيام الماضية شهدت جمع توكيلات للعديد من المرشحين على رأسهم الرئيس السيسي.

 فيما أعرب عدد من المرشحين المحتملين نيتهم خوض الانتخابات المقبلة، وهم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب "الوفد" عبد السند يمامة، ورئيس حزب "السلام الديمقراطي" أحمد الفضالي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر، ورئيس "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" فريد زهران.

وحسب تصريحات حزب الشعب الجمهوري استطاع حازم عمر، رئيس الحزب، الحصول على تزكية 48 نائبا من أعضاء الحزب بمجلس النواب حالياً؛ لدعم ترشحه لانتخابات الرئاسة.