"صندوق الوطن" الإماراتية و"الدار العقارية" تدعمان التعلم عن بعد بـ10 آلاف حاسوب
المبادرة تأتي تماشياً مع رؤية الإمارات التي تعتمد التعليم أساساً للريادة، حيث تهدف لتوفير أجهزة حاسوب لمساعدة الطلبة في التعلم عن بعد
أعلن صندوق الوطن المبادرة المجتمعية لمجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين بهدف دعم صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة عن تقديمه مساهمة نقدية بقيمة 12.5 مليون درهم بالشراكة مع شركة الدار العقارية والتي ساهمت بمبلغ 5 ملايين درهم، وذلك لتوفير 10 آلاف جهاز حاسوب محمول دعماً لمبادرة التعلم عن بعد لدى وزارة التربية والتعليم لضمان استمرارية العملية التربوية.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أهمية تلاحم المجتمع في هذه الأوقات والوقوف جنباً إلى جنب لدعم الجهود الوطنية في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن الجميع اليوم مسؤول عن الجميع ومشيراً إلى الدور الفعال لوزارة التربية والتعليم في تطبيق مبادرة التعلم عن بعد ودعم الطلبة في مختلف إمارات الدولة بكل ما يحتاجون إليه لنجاح هذه المبادرة.
وثمن مساهمة شركة الدار العقارية ودعمها لهذه المبادرة الوطنية والتي ستعود بالنفع على طلبة المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة وتساهم في تمكينهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية عن بعد، وأكد أن صندوق الوطن يعد مثالاً للعمل الوطني الهادف، وذلك من خلال مساهمات رجال الأعمال في الصندوق منذ تأسيسه، باعتبارهم جزءاً رئيسياً وشركاء أساسيين في نمو مسيرة التنمية، وبما يعود بالفائدة على المجتمع، داعياً الشركات الوطنية إلى الإسهام الفاعل في دعم أهداف وتوجهات الصندوق.
وتأتي هذه المبادرة تماشياً مع رؤية دولة الإمارات التي تعتمد التعليم أساساً للريادة، حيث تهدف لتوفير أجهزة حاسوب للطلبة في المدارس والجامعات لمساعدتهم في تطبيق نظام التعلم عن بعد، تماشياً مع الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا.
وأكد حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن هذه المرحلة التي نمر بها من تحديات نتيجة للظرف الصحي الاستثنائي، تمخضت عن واقع وطني مطمئن ونموذج رائد من التلاحم والتآزر وتكاتف الجهود المؤسسية والفردية، وما لمسناه من مسؤولية مجتمعية أظهرت القوة المحركة والحقيقية في هذا الوطن، وهو ما يدعو للفخر والتفاؤل والمضي قدما في خطط التطوير ومسيرة التنمية.
وقال إن رحلة التعلم متواصلة رغم هذا الطارئ، وهي نتاج رؤية استشرافية للمستقبل من قبل القيادة الرشيدة، حيث نمتلك منظومة تعلم ذكي قصرت المسافات وأزالت العوائق الزمانية والتباعد وعززت من التعلم الذاتي الذي يكرس بدوره لمفهوم التعلم مدى الحياة.
وأشار إلى أن هذا النجاح هو بفعل عمل دؤوب لسنوات متواصلة، ودعم من قبل الشركاء الاستراتيجيين، ومبادرة صندوق الوطن وشركة الدار العقارية بتوفير آلاف الحواسيب المحمولة للطلبة، هي محل تقدير كبير من المؤسسة التربوية بعناصرها كافة، وهي بكل تأكيد تأتي في وقت مهم يتطلب تعاونا مجتمعيا كبيرا بما يصب في المحصلة النهائية في رفد طلبتنا بالممكنات التقنية لمواصلة التعلم.
وأثنى على الدور البارز الذي يؤديه صندوق الوطن على الساحة الوطنية من خلال مساهمات رجال الأعمال، وهو ما أفضى إلى استثمار موارده في دعم وترسيخ أسس النهضة الوطنية في مجالات عدة، وتعزيز مسارات التنمية المجتمعية، وهذا الدور نلمسه أيضا في شركة الدار العقارية، التي تضطلع بدور مجتمعي تشكر عليه وله بالغ الأثر في تحقيق أفضل المؤشرات في النمو والأعمال التي تنهض بالمجتمع والوطن.
وعبّر طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية، عن فخره بكون الشركة من أوائل الداعمين لصندوق الوطن وجميع مبادراته التي تهدف إلى الارتقاء بالمجتمع وبناء جيل إماراتي قادر على التغلب على كافة التحديات وقيادة اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.
كما أكد أن الشركة تدرك المسؤولية التي تقع على عاتقها للمساهمة في دعم الاقتصاد المحلي والمجتمع، وستواصل التركيز على المشاركة في المبادرات المجتمعية السامية مثل هذه والتي من شأنها ضمان وصول الخدمات التعليمية بصورة متكافئة لجميع الطلاب.
ومن جانبه أكد أحمد محمود فكري مدير عام صندوق الوطن بالإنابة أن هذه المبادرة التي ستقوم بتوفير 10 آلاف حاسوب محمول لطلبة المدارس والجامعات في مختلف إمارات الدولة لمساعدتهم في استكمال مسيرتهم الدراسية تقوم على أساس الأهداف التي بني عليها صندوق الوطن والرامية إلى تمكين مواطني دولة الإمارات ومجتمعها من المساهمة في تقدم الوطن من خلال إتاحة الفرص لهم للنمو والتطور بأقصى طاقاتهم وإمكاناتهم.
وأضاف أحمد فكري: "يعمل صندوق الوطن على مشاريع ومبادرات مبتكرة في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تم اتخاذها في المنظومة التعليمية بالإمارات خلال الفترة الأخيرة شملت دعم منظومة التعلم عن بعد في المدارس من خلال تطبيق "سكول فويس" والذي يتم تقديمه مجاناً للمدارس بالإضافة إلى إطلاق برنامجي "موهبتنا" و"المبرمج الإماراتي" عبر منظومة إلكترونية متطورة تقوم على "التعلم عن بعد"، بالإضافة إلى إطلاق تحدي جائزة القرن لإيجاد حلول مبتكرة لتصريف المياه الملحية الراجعة وتقوم هذه البرامج بإتاحة الفرص للكفاءات الوطنية في جميع الظروف للمساهمة في بناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والبحث والتطوير، وذلك بتوفير الدعم للمبتكرين لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وتحويل ابتكاراتهم لمشاريع تعود بالنفع على المجتمع الإماراتي وتسهم في دفع عجلة التنمية.
يعتبر صندوق الوطن مبادرة تتجسد فيها أسمى معاني الوحدة والتلاحم في خدمة الوطن والحفاظ على منجزاته ودفع مسيرة تقدمه وازدهاره موجهاً موارده لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا تماشياً مع رؤى قيادتنا في الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط.