وفاة «الظواهري الصغير».. عراب مخطط إحياء «الخلايا التفكيرية» بمصر
سنوات طويلة لم ينجح فيها بتنفيذ أهدافه داخل مصر، قبل أن يقول القدر كلمته وينهي حياة دارت حول التنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة.
إنه محمد الظواهري الشقيق الأصغر لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة السابق، الذي توفي أمس، بعد أن حمل نفس أفكار الأخير، ونشط في الترويج لها داخل مصر، لكنه فشل في إحياء أفكار التنظيمات المتطرفة.
ولد محمد الظواهري عام 1953 في حي الدقي بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، وانضم وهو ما زال طالباً في كلية الهندسة إلى جماعة "الجهاد" الإرهابية، واتهم في قضية جمعت قيادات الجماعة ونظرها القضاء المصري عام 1981.
سافر الظواهري الأصغر عدة مرات إلى أفغانستان للمشاركة في المعارك هناك ضد الاتحاد السوفياتي في السبعينيات.
وأدين الظواهري في قضية "العائدين من ألبانيا" عام 1998، وأودع سجن طرة شديدة الحراسة المعروف بـ"سجن العقرب"، وأفرج عنه 17 مارس/آذار 2011 عقب أحداث 25 يناير/كانون الثاني، لكن عقب خروجه بـ 3 أيام، تم اعتقاله مرة أخرى.
وأعلنت الأجهزة الأمنية المصرية أن محمد الظواهري محكوم عليه بالإعدام في القضية رقم 8 لسنة 1998 والمعروفة إعلامياً بقضية "العائدون من ألبانيا"، ضمن 8 أشخاص صدر ضدهم أحكام بالإعدام في نفس القضية بين 107 متهمين صدرت أحكام بالسجن لمدد مختلفة لعدد 50 منهم والباقون صدرت لهم أحكام بالبراءة.
لكن جرى الإفراج عنه بعد براءته من هذه القضية، وحاول بعد ذلك لملمة شتات "تنظيم الجهاد"، إلى أن تم اعتقالة مرة أخرى عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، أثناء اعتصام الإخوان في رابعة، حيث وجهت له تهمة تكوين خلية تسعى لنشر الفوضى في البلاد، عرفت باسم "خلية الظواهري"، وقضية أخرى بإدارة تنظيم إرهابي يسمى "الطائفة المنصورة".
وكانت التحقيقات قد أشارت في 2014 إلى أن الظواهري "استغل التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي بالبلاد، وعاود نشاطه في قيادة تنظيم الجهاد الإرهابي، وإعادة هيكلته وربطه بالتنظيمات الإرهابية داخل البلاد وخارجها، وذلك إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي."
وظل الظواهري الأصغر، حبيس السجون المصرية في القضية الأخيرة، حتى قررت محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء 24 فبراير/شباط 2016، إخلاء سبيله "مراعاة لظروفه الصحية، لكنها وضعته تحت إجراءات احترازية، وهى أن يتم عرضه على المحكمة التي تحاكمه كل 45 يومًا، وتحت مراقبة الشرطة".
نفس أفكار زعيم القاعدة
وفي تعقيبه حول نشاط شقيق الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، قال الدكتور هشام النجار الكاتب الصحفي والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن محمد الظواهري الشقيق الأصغر لأيمن الظواهري، حمل نفس أفكار زعيم القاعدة، ونشط في الترويج لها داخل مصر.
ويتابع: "كان الظواهري الصغير من ضمن الذين حاولوا استغلال فوضى ما بعد أحداث يناير/كانون الثاني 2011، للانتقام والثأر من الدولة المصرية التي أفشلت خطط تنظيم الجهاد وحلفائه، وبحث عن مكان آخر ينفذ فيه مخططاته بعد أن اعترف بأن مصر عصية على أن تنجح حركته بها".
وكانت واشنطن قد أعلنت في عام 2022 مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بغارة جوية في أفغانستان. وتولى الظواهري قيادة القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011 على يد القوات الأميركية خلال غارة ليلية في عمق باكستان حيث كان يختبئ.
وأكد مسؤولون أمريكيون، أن "العملية نفذتها طائرة مُسيرة تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان"، في أكبر ضربة للتنظيم الإرهابي منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في 2011.
ومنذ مقتل بن لادن، لم يبارح الظواهري، خطى أستاذه "بن لادن" في طريق الإرهاب طوال حياته وحتى في طريقة مقتله.
وصعد الظواهري من الظل كساعد أيمن لأسامة بن لادن حتى خلفه في قيادة التنظيم، مستندا إلى "مشروعه الإرهابي" الذي بدأه من مصر فساعد في تأسيس "جماعة الجهاد"، ثم احتفظ بموقع المنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4xMTcg جزيرة ام اند امز