ناظر مدرسة الضحك.. أوراق باكية من دفتر علاء ولي الدين يرويها شقيقه لـ"العين الإخبارية"
صلى لربه ونحر، أعطى من أضحيته لكل ذي حق حقه، أدى أمانة الأضحية كما أمر، دلف إلى غرفته لغفوة سريعة ولكنها كانت أبدية، فقد فاضت الروح إلى بارئها واستسلم الجسد العليل إلى كلمة رب السموات.
مات علاء ولي الدين، خارت قواه نائماً، ليترك لمحبيه الذين التفوا لتوديع الجثمان حزنا في "عيد الأضحى"، باكين الشاب الذي فارق الحياة في هدوء لا يتناسب مع الضجيج الكوميدي الذي كان يحدثه في أي ظهور له.
ذكريات الوفاة القاسية لعلاء ولي الدين خلفت أوراقا باكية من دفتر ناظر مدرسة الضحك، يرويها معتز ولي الدين، شقيق الفنان الراحل لـ"العين الإخبارية"، تشير إلى أن ساعات قليلة بعد آذان الفجر كانت فاصلة في حياة الفنان.
فبعد أن أدى "علاء" الفرض، ونحر ذبيحته وحرص كما يحرص على توزيعها على المحتاجين والفقراء، غير ناسٍ نصيب الأحبة والأقارب من الأضحية عاد إلى المنزل ليستريح.
قبل ذلك بساعات قليلة كان الفنان المصري عاد للتو من رحلة عمل مرهقة من دولة البرازيل بعد أن فرغ من تصوير فيلم لم يكتمل عرف بـ"العربي تعريفة"، في لحظتها كانت كل الأحلام وردية حيث كان يريد "كوميديان العصر" استعادة عرش إيرادات الكوميديا لصالحه بعد أن اهتزت قليلاً في آخر أفلامه "ابن عز" بعد أن كان مسيطراً على سوق الإيرادات في فيلمي الناظر وعبود على الحدود.
فرغ "علاء" من توزيع الأضحية، وكان التعب بدا عليه جراء رحلة السفر الطويلة طالبته أمه بالمكوث لكنه آثر الخلود إلى النوم، مردداً "أنا عاوز ارتاح".
للعيد ذكريات لا ينساها معتز مع شقيقه الراحل، حيث كانا يحرصان على الذهاب مع أبيهما لأداء صلاة العيد، ثم الذهاب إلى الجزار للذبيح، ولسنوات ظلت العادة مستمرة حتى بعد وفاة والديهما فبات علاء يمارس ما كان يمارسه من عادات في حضور ولاده، غير أنه لم يقدم ولو مرة على الذبح بيده فقد كان يؤثر أن يحل الجزار محله في هذا الأمر الشاق.
في المنزل كانت أجواء العيد محلية الصنع، فكما يقضي المصريون عيديهم كان الراحل يؤديها، فطقوس عيد الأضحى تعني الذبح وتناول الأضحية وزيارة الأقارب والجلوس الهانئ مع الأسرة في البيت لتجاذب الحديث واستعادة الذكريات.
وفاة علاء لم تمنع أصدقائه وذويه من استمرار حبائل الود بينه وبين أمه وأخوته، فالكل كان على عهد الصداقة الذي لم ينقطع وعلى رأسهم الفنانين محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وأحمد آ دم، حتى أن الزعيم عادل إمام الذي شارك مع الفقيد في عدد غير قليل في أفلامه ظل حريصاً على التواصل مع أسرته وكان على رأس المعزين في وفاة والداته التي رحلت عن دينانا بعد وفاة ولدها بسنوات.
وغيب الموت علاء ولي الدين، يوم 11 فبراير عام 2003، أول أيام عيد الأضحى، تعرض إلى ذبحة صدرية خلال نومه وفشلت محاولات إنقاذه، وتوفي عن عمر ناهز 40 عاما.