العين يتجاوز "كمين" الجيش وزلاتكو في لقاء العقل والعاطفة
تغييرات زلاتكو وشعور بعض لاعبيه بالارتياح عقب الهدف نقلت المباراة إلى نصف ملعب البنفسج وتحولت لتدريب "عسكري" قاس لمدافعي وحارس العين
تأهل صعب لنهائي دوري أبطال آسيا نجح فريق العين الإماراتي في حصده من منافسه الجيش القطري، خاصة بعد الكمين التكتيكي الذي نجح لاعبو الفريق القطري في نصبه للاعبي البنفسج في الشوط الثاني.
المباراة انقسمت فنيا إلى شوطين يصلح كلا منهما أن يكون مباراة مستقلة بذاتها، نجح الكرواتي زلاتكو مدرب العين في ربح معركة الذكاء مع منافسه صبري لموشيه في الشوط الأول، وكان الأقرب للتسجيل في أكثر من مناسبة ومن ثم حسم التأهل مبكرا.
أما الشوط الثاني فنجح لموشيه في قلب الطاولة على منافسه وساعده على ذلك ما بدا أن زلاتكو تخلى عن العقل في إدارة المباراة لصالح العاطفة، خاصة بعد تسجيل عموري هدف التقدم العيناوي فأقدم على تغييرات غير محسوبة فنيا كاد أن يدفع البنفسج ثمنها بحرمانه من التأهل.
بدأ زلاتكو المباراة بمفاجأة تكتيكية تحمل قدرا كبيرا من الذكاء حين تخلى عن وجود مهاجم صريح، معتمدا على خطة لعب 4-1-4-1 بوجود رباعي الدفاعي وأمامهم أحمد برمان، ثم خماسي الوسط مع مرونة في تحديد اللاعب المتقدم منهم حيث تناوب على أداء الواجب عموري واسبريلا وكايو وأحيانا لي ميونج وعامر عبد الرحمن.
صبري لموشيه وجد نفسه أمام معضلة فنية تتمثل في الزحام الكبير في وسط الملعب الذي خنق المساحات المتاحة للتحرك أمام لاعبيه الذين يتميزون بكثير من السرعة وقليل من المهارة مثل رشيدوف ومعين ومراد وماجد.
ومن ثم نجح زلاتكو في عزل البرازيلي رومارينيو الذي حاول التغريد منفردا بما يمتلكه من مهارات فنية، لكن سوء تصرف زملائه في الاستلام والتمرير حال دون تشكيل خطورة، لدرجة أن أبرز فرص الجيش في الشوط الأول جاءت بمبادرات فردية من البرازيلي وحده.
لكن مدرب العين وقع في خطأ بدائي لا يجب أن يرتكبه في الشوط الثاني وتحديدا بعد هدف التقدم، فأجرى تغييرات استعراضية باعتبار أن المباراة انتهت "اكلينيكيا"، وهي مغامرة ساذجة من مدرب في خبرته يدير فريقا مثل العين بطموحاته القارية العريضة، حيث دفع بمحمد عبد الرحمن بدلا من اسبريلا الذي كان أخطر لاعبي العين على دفاع الجيش والمزعج في الجبهة اليمنى العيناوية ما أعطى الفرصة للظهير الأيسر البديل ياسر عيسى الذي دفع به لموشيه في التقدم للهجوم كثيرا وزيادة الضغط على دفاع العين.
ثم أكمل زلاتكو تهوره بالدفع بدوجلاس الذي لا يقدم منذ التحاقه بالفريق ما يشفع له أن يكون مهاجمه الأساسي، بديلا عن عامر عبد الرحمن لاعب الوسط المهاجم ليكرس خطأه السابق بتفريغ منطقة وسط الملعب أمام لاعبي الجيش وبالتالي إعطائهم الإشارة الخضراء لمواصلة الضغط على خالد عيسى ودفاعه، فيما كان تغييره الثالث اضطراريا بالدفع بسعيد مصبح بدلا من محمد فايز الفدائي المصاب.
تغييرات زلاتكو وشعور بعض لاعبيه بالارتياح عقب الهدف نقلت المباراة إلى نصف ملعب البنفسج وتحولت إلى تدريب "عسكري" قاسي لمدافعي وحارس العين لا تبتعد فيه الكرة عن محطيهم إلا لتعود ثانية في غمضة عين.
وبعد تسجيل هدف تعادل الجيش ثم الهدف الثاني أصيب بقية لاعبي العين بحالة من الخوف من إمكانية ضياع تأهل تعاملوا معه باعتباره في "الجيب" فتحولوا للدفاع الصريح، وتغلب الخوف على العقل ما أدى لتعاظم الإحساس بخطورة الجيش.
فكثرة عدد لاعبي العين في منطقة مرماهم لم ينتج عنها سيطرتهم على الكرة أو تقليص خطورة هجمات الجيش لأنهم تعاملوا مع الكرة بثقافة التشتيت وليس التمرير لبناء هجمة أو تمويت اللعب، لتصبح كل كرة هجمة للجيش وتعيش جماهير العين دقائق من الرعب الخالص قبل أن يأتي الفرج بقدم محمد عبد الرحمن الذي انقذ في تقديري مدربه زلاتكو من مصير مظلم كان ينتظره لو ضاع التأهل.