عجّل بنهاية الحرب العالمية الثانية.. "اللغز" الذي فكّته "القنبلة"
كانت آلة التشفير الخاصة بالحرب العالمية الثانية حاسمة في المجهود الحربي الألماني، ومع ذلك نجح الحلفاء في في فك "اللغز"، والتعجيل بحسم المعركة.
إنها آلة "إنجما"، التي تعني بالإنجليزية "اللغز"، واستخدمها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية لنقل الرسائل المشفرة.
أطلق هذا الاسم على وجه التحديد على الآلات الكهروميكانيكية الدوارة التي تستخدم لإنتاج الشيفرة السرية، التي شملت أنواعًا متعددة ومختلفة من الطرازات، وفقا لما طالعته "العين الإخبارية" في موقع متحف الحرب الإمبراطورية البريطاني.
تم تطوير كود إنجما لأول مرة من قبل المخترع الألماني آرثر شيربيوس في نهاية الحرب العالمية الأولى واستخدمت بشكل أساسي لحماية الاتصالات التجارية والدبلوماسية والعسكرية.
أصبحت آلات إنجما أكثر تعقيدا واستخدمها الجيش الألماني بكثافة خلال الحرب العالمية الثانية لتشفير إشارات الراديو.
استند كود الآلة إلى سلسلة من عجلات الشيفرة الدوارة ومفاتيح لوحة التوصيل ، وكان يُعتقد أنه غير قابل للكسر.
بدأ الاستعمال التجاري لآلة تشفير إنجما في بدايات العقد الثاني من القرن العشرين، لكنها لقيت شهرة واسعة في حقبة ألمانيا النازية في فترة ما قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية.
ذاع صيت الطراز الألماني من هذه الآلة، والذي أطلق عليه "فيرماخت إنجما"، بسبب سهولة استخدامها وصعوبة فك شفرتها.
وكان سلاح البحرية الألماني أول فروع الجيش الألماني الذي يمتلك آلة إنجما عام 1926.
وبدأت البحرية الألمانية في إرسال رسائل مشفرة بطريقة أكثر عشوائية، مما جعل فك شفرتها عملية شبهَ مستحيلة.
كانت هذه الرسائل قد شُفرت باستخدام آلة إنجما التي تشبه الآلة الكاتبة، وتحتوي لوحة مفاتيحها على 29 حرفا للأبجدية الألمانية.
كانت لوحة المفاتيح موصلة بدائرة كهربائية، حيث إن كتابة حرف واحد كانت تؤدي إلى إضاءة مصباحٍ مختلف في مجموعة من المصابيح في الأعلى.
وتعمل الأجزاء الدوارة في الآلة على تغيير مسار الدائرة الكهربائية مع كل ضغطة على مفتاح.
كانت هذه الآلات متاحة تجاريًا للشراء،¬ ولكنها عُدِّلَت لتناسب الاستخدام العسكري الألماني.
وفي ظل عدم معرفة الإعدادات الدقيقة للآلة، كان من المستحيل فك الشيفرة.
كان أحد الأهداف الرئيسية للحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية هو إيجاد طريقة لكسر الشيفرة لتكون قادرة على فك تشفير الاتصالات الألمانية.
ولهذه المهمة، اختاروا فريقا من محللي الشفرات البولنديين، كان أول من كسر رموز إنجما في وقت مبكر من عام 1932.
في عام 1939 مع احتمال نشوب حرب ، قرر البولنديون مشاركة نتائجهم مع البريطانيين. فأنشأ ديلي نوكس، أحد خبراء فك الشيفرات البريطانيين السابقين في الحرب العالمية الأولى ، قسم أبحاث إنجما في إنجلترا.
عمل نوكس إلى جانب مجموعة من علماء الرياضيات والتشفير، الذين طوروا معا آلة معقدة تسمى القنبلة لفك تشفير الرسائل المشفرة.
وبالفعل، تم كسر رسائل "إنجما" الأولى في زمن الحرب في يناير/كانون الثاني 1940.
القدرة على فك تشفير الرسائل الألمانية أعطت الحلفاء معلومات قيمة كان لها التأثير الكبير على نتائج الحرب العالمية الثانية، بحسب الروايات.
وكانت بومب عبارة عن آلة كهروميكانيكية يمكنها التحقق بسرعة من التوليفات الممكنة من عجلات الكود ومفاتيح اللوح لفك تشفير الرسائل المشفرة.
كيف كسر آلان تورينج كود إنجما؟
وعلى الرغم من أن علماء الرياضيات البولنديين قد توصلوا إلى كيفية قراءة رسائل "إنجما" وتبادلوا هذه المعلومات مع البريطانيين ، إلا أن الألمان زادوا من أمنهم عند اندلاع الحرب من خلال تغيير نظام التشفير يوميا. الأمر الذي جعل مهمة فهم الكود أكثر صعوبة.
هنا برز اسم آلان تورينج، الذي لعب دورا رئيسيا في هذا الموضوع خلال الحرب العالمية الثانية، حيث اخترع، جنبا إلى جنب مع زميله في فك الشيفرات جوردون ويلشمان - آلة تُعرف باسم "القنبلة"، حيث ساعدت الأخيرة في تقليل عمل مفككات الشيفرات بشكل كبير.
ومنذ منتصف عام 1940 ، كانت إشارات القوات الجوية الألمانية تُقرأ لدى الحلفاء، وكانت المعلومات الاستخبارية المكتسبة منها تساعد في المجهود الحربي.
كان آلان تورينج عالم رياضيات لامعا، ولد في لندن عام 1912 ، ودرس في جامعتي كامبريدج وبرينستون.
في عام 1939، تولى تورينج دورا متفرغا، حيث تم تنفيذ أعمال سرية للغاية لفك رموز الرموز العسكرية التي تستخدمها ألمانيا وحلفاؤها.
وكان له الفضل؛ عبر أبحاثه الكثيرة، في التنبؤ بأن باستطاعة الكمبيوتر القيام بمهمات أكثر تعقيداً، وهو الذي تحقق اليوم.
وبحسب موقع بوابة التقنية الأمريكي، كان كسر شيفرة إنجما الألمانية، أحد العوامل الحاسمة التي عجّلت بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.