اقتحام الأقصى.. عشرات المصابين والمعتقلين وإدانات دولية مستمرة
منذ فجر الجمعة، تشهد ساحات المسجد الأقصى، اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، أسفرت عن عشرات الإصابات وحملة إدانات دولية.
البداية كانت مع اقتحام قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة فجر الجمعة، وأطلقت قنابل صوتية وأجبرت مصلين على مغادرة المسجد.
أما الرواية الإسرائيلية فقد زعمت قيام العشرات بمسيرة في باحة الحرم القدسي وإطلاق عدة مفرقعات وألعاب نارية في الهواء وإلقاء الحجارة.
حينها قالت الشرطة الإسرائيلية إن العشرات من الفلسطينيين قاموا "بإلقاء الحجارة نحو حائط المبكى وأعمال شغب عنيفة، ما اضطر قوات الشرطة بقيادة قائد لواء القدس اللواء دورون تورجمان إلى دخول الحرم القدسي، والعمل على تفريق وصد المنتهكين العنيفين والسماح للمصلين الآخرين بمغادرة المكان".
وبعد ساعات من الاشتباكات، ارتفع عدد المصابين الفلسطينيين في تلك المواجهات إلى 152 مصابا فيما اعتقل أكثر من 100 شخص.
ومع بدء توافد المصلين لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان، بدأت الشرطة الإسرائيلية بالانسحاب من ساحات المسجد الأقصى، معلنة إصابة 3 شرطيين بجروح طفيفة نتيجة الإصابة بالحجارة.
بدوره، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: "تم إطلاع رئيس الوزراء نيفتالي بينيت على آخر الأحداث في الحرم الشريف وهو يجري في هذه الأثناء مشاورات لتقييم الأوضاع مع كل من وزير الأمن الداخلي والمفوض العام للشرطة وقائد الحرس الحدود".
وقد تم تسجيل أداء نحو 60 ألف مصل صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان هذا العام في المسجد الأقصى وسط انتشار قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية في أنحاء مدينة القدس الشرقية منذ ساعات الصباح وبخاصة في البلدة القديمة من المدينة ومحيطها.
وكانت الغالبية من المصلين من سكان القدس الشرقية والبلدات العربية في إسرائيل في حين تم فرض قيود على وصول المصلين من الضفة الغربية ومنع المصلين من قطاع غزة من الوصول إلى القدس.
وقالت إسرائيل إنها ستسمح للرجال من سكان الضفة الغربية فوق سن 50 عاما والنساء بالمشاركة في صلوات الجمعة بالمسجد الأقصى في رمضان، بينما لم يسمح لسكان قطاع غزة بالوصول إلى المسجد لأداء الصلاة وذلك للجمعة الثانية في رمضان.
وسارعت دول ومؤسسات عربية ودولية للإعراب عن قلقها إزاء التطورات في المسجد الأقصى، داعية الجانبين إلى ضبط النفس ومنع تكرار الاعتداءات.
وبنهاية يوم الجمعة، قال نادي الأسير الفلسطيني إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 400 فلسطيني من المسجد الأقصى.
وتعقيبا على هذه التطورات، قال تور وينيسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، في بيان تلقته "العين الإخبارية": "إنني أشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس خلال هذه الأيام المقدسة".
بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق إزاء التصعيد الأخير، داعيا إلى "وقف العنف على الفور".
من جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، من إشعال الموقف في المسجد الأقصى، محملا القوات الإسرائيلية مسؤولية أي تصعيد.
من جهتها، أدانت منظمة التعاون الإسلامي هذه الاعتداءات، واعتبرتها "مساساً بمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء".
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد حيال العنف في القدس اليوم؛ حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الأفعال والخطابات الاستفزازية والحفاظ على الوضع التاريخي في القدس".
مواقف أخرى سجلتها السعودية والإمارات ومصر والأردن والجزائر والمغرب والعراق وقطر والبرلمان العربي من إدانات مختلفة لتلك الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي بيان مشترك لكل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، أكدت الدول الأربعة أنها تشعر بـ"قلق بالغ إزاء مشاهد الاشتباكات وتصاعد العنف في القدس".
لكن مشاهد اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية لساحات المسجد الأقصى، تجددت الأحد، ليتم إجبار المصلين على المغادرة قبل وقت قصير من بدء اقتحامه من قبل المستوطنين.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن "الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 4 من المتواجدين في المسجد الأقصى".
ومنعت الشرطة الإسرائيلية المصلين من دخول المسجد خلال فترة اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين التي تستمر أكثر من 3 ساعات.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية، إصابة 5 مستوطنين إثر استهداف حافلاتهم قرب باب الأسباط بالقدس، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 9 أشخاص في المواجهات.
وكانت منظمات إسرائيلية وجهت دعوات لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة بمناسبة عيد الفصح اليهودي.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز