سوريا.. داعش توحد"المتخاصمين" وتؤجل مصير الأسد
الحرب على داعش في سوريا تحولت إلى أداة تناور بها الدول الفاعلة في الملف السوري لتحقيق التقارب فيما بينها وتجاوز الخلافات
بدلا من أن يعلن الجميع اتحادهم من أجل القضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تحولت الحرب على داعش في سوريا إلى آداه تناور بها الدول الفاعلة في الملف السوري لتحقيق التقارب فيما بينها وتجاوز الخلافات.
فبعد فتور في العلاقات بين روسيا وأمريكا على خلفية الهجوم الكيماوي للنظام السوري في إدلب والرد الأمريكي عليه بقصف قاعدة الشعيرات السورية، أكدت موسكو، أمس السبت، استعدادها للتعاون مع واشنطن في الملف السوري.
موسكو، وهي تبدي هذا الموقف المرن، لم تتحدث كالعادة عن أن يسفر هذا التعاون عن حل للأزمة السورية من خلال مؤتمر الأستانة المقرر عقده الأربعاء، وحدد سيرغي لافروف آفاق التعاون مع الأمريكيين في الحرب على داعش.
وقال لافروف خلال لقائه نظيره الأردني أيمن الصفدي أمس "لا بد من توحيد الجهود بين روسيا والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده أمريكا في سوريا"، مؤكدا مكافحة تنظيمي «داعش» و «القاعدة» في مناطق جنوب سورية المتاخمة للأردن.
وتأتي هذه التصريحات بعد مرور يوم واحد على إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون استعداده لعقد جولة محادثات جديدة مع الجانب الروسي. كما أنها تأتي بالتزامن مع جهود تبذل لتحديد موعد لأول لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يمكن أن يُعقد خلال مايو/ أيار المقبل.
واستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الورقة ذاتها، وفي محاولة منه للقضاء على نقطة الخلاف الرئيسية بين أنقرة وواشنطن، وهي دعم الأخيرة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، والتي تصنفها أنقرة إرهابية، قال أمس" نؤكّد أننا على استعداد لتنفيذ عملية الرقة لطرد داعش منها بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة".
وتابع موضحا هدفه من هذا العرض: " لكن نقول للأصدقاء الأمريكيين: لا تشركوا معكم في العمليات منظمات إرهابية (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب)".
ومع حصر الأزمة السورية في القضاء على داعش أولا، لا يتوقع مراقبون أن تخرج محادثات الأستانة المقرر عقدها الأربعاء بجديد.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد أعلنت مشاركتها في محادثات أستانة على ضوء معطيات إيجابية ترتبط بآلية تنفيذ وقف إطلاق النار ودخول أطراف ضامنة جديدة، بعدما كان الأمر مقتصراً على روسيا وإيران وتركيا، وذلك بحسب ما أفادت به صحيفة "الشرق الأوسط".
وقال عضو وفد المعارضة إلى أستانة العميد فاتح حسون إن عوامل جديدة إيجابية أضيفت إلى جدول أعمال المفاوضات السورية وتم إرسالها بشكل غير رسمي إلى المعارضة. وسيتم بحث هذه العوامل الجديدة ودراستها رسمياً في جلسات المؤتمر.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز