الأسد في السعودية.. دعوة "وشيكة" من أجل القمة العربية
خطوة سعودية مرتقبة بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية في مايو/أيار، لتنهي رسميا عزلة إقليمية عاشتها دمشق لسنوات.
وكالة أنباء رويترز نقلت عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن المملكة العربية السعودية تعتزم دعوة الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في مايو/أيار المقبل.
وقال مصدران إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيتوجه إلى دمشق، في الأسابيع المقبلة، لتسليم الأسد دعوة رسمية لحضور القمة المقرر عقدها يوم 19 مايو/أيار المقبل.
وقبل أسبوع دارت مباحثات سعودية سورية حول استئناف الخدمات القنصلية بعد سنوات من القطيعة، وفق إعلام حكومي سعودي نقلا عن مسؤول بخارجية المملكة.
آنذاك قال المسؤول السعودي إنه "في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإنّ البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية".
وكانت رويترز قد أكدت أن السعودية وسوريا اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد، في خطوة من شأنها أن تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.
مصدر إقليمي قال بدوره قبل أيام إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
وعودة العلاقات بين الرياض ودمشق سيكون بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع سوريا.
تقارير صحفية سعودية أخرى تحدثت عن أن قنصلية المملكة في دمشق بدأت بأعمال ترميم مقرها الكائن في مزة فيلات شرقية في دمشق.
خطوة سعودية تستهدف دفع سوريا إلى المزيد من تحسين علاقاتها مع الوسط العربي وتوسيع دائرة الانفتاح العربي.
تفاهمات سعودية سورية تأتي بعد أيام من إعلان المملكة وإيران التوصل إلى اتفاق برعاية صينية، يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
وعام 2016، انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، إثر إعدام المملكة رجل دين شيعيا معارضا.
وحدّد الاتفاق بين السعودية وإيران مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسميا بعد سبع سنوات من القطيعة، كما تضمّن تعهدا لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في "الشؤون الداخلية".
وساهم زلزال 6 فبراير/شباط الذي ضرب دولتي سوريا وتركيا، وخلف آلاف القتلى والجرحى، في مزيد من الانفتاح العربي على التعامل مع سوريا.
وأجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في أعقاب الزلزال اتصالا هاتفيا هو الأول له منذ قدومه إلى السلطة في 2014، بنظيره السوري بشار الأسد، أعرب خلاله عن تضامن القاهرة مع دمشق.
ويرى مراقبون أن "الاتصال كان بمثابة تحول إيجابي في العلاقات المصرية السورية".
وأشار المراقبون إلى أن "المد التضامني مع دمشق قد يفتح الباب لاتصالات أوسع ومحادثات تمهد لعودة سوريا للجامعة العربية".
وأضيف الاتصال إلى مؤشرات أخرى رجحت تلك التوقعات، بينها زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة العُمانية مسقط، للقاء السلطان هيثم بن قابوس سلطان عمان، في ثاني زيارة له إلى دولة عربية بعد زيارة دولة الإمارات منذ عام 2011.
وفي أعقاب ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مؤخرا أن "إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية".
وتخلل المد الإنساني، تحرك عربي قادته دولة الإمارات التي كان لها السبق في استئناف العلاقات مع سوريا، والدعوة لعودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، لعدم تركها فريسة لتدخلات إقليمية ودولية.