السعودية وإيران.. دبلوماسية الهواتف وموائد الإفطار تعبّد طريق "التطبيع"
خطوة جديدة على طريق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وطي صفحة 7 سنوات من القطيعة، بعد دخول الصين على خط الوساطة بين البلدين.
وعلى طريق عودة العلاقات بين البلدين، أجرى وزيرا خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان والسعودية فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين، خلال الأيام القليلة المنصرمة، واتفقا على عقد لقاء بينهما خلال شهر رمضان.
وفي خطوة نحو عقد ذلك اللقاء، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في وقت متأخر من مساء السبت، إنه "سيجري مشاورات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان هاتفيا خلال الـ48 ساعة القادمة، لوضع اللمسات الأخيرة على موعد ومكان الاجتماع بينهما".
وفي تصريح أدلى به للصحفيين على هامش المشاركة في الاحتفال الوطني للعلم وإحياء ذكرى 1 أبريل/نيسان (يوم التصويت لتأسيس إيران عام 1979)، قال أمير عبداللهيان: "سوف أتحدث وأتشاور مع نظيري السعودي خلال الـ48 ساعة القادمة، وخلالها سنتفق على موعد ومكان اجتماعنا".
محطات على الطريق
وقطعت العلاقات بين إيران والسعودية مطلع يناير/كانون الثاني 2016 بعد اقتحام محتجين إيرانيين سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، بعد إدانته بعدة قضايا بينها الإرهاب.
إلا أنه بعد قرابة سبع سنوات من ذلك التاريخ وتحديدًا في 10 مارس/آذار الماضي توصل البلدان إلى اتفاق بوساطة صينية، يقضي باستئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات بين البلدين في غضون شهرين.
وحول المباحثات التي عقدت في بكين، قال وزير الخارجية الإيراني، إنها تركزت على القضايا الأمنية وبعض الثغرات والتوترات، مشيرًا إلى أنها عملت على تبديد سوء الفهم والمشاكل التي كانت بين الطرفين.
وبحسب رئيس الدبلوماسية الإيرانية، فإنه جرى عقد 5 جولات من المحادثات في بغداد و3 في مسقط، قبل المباحثات التي رعتها الصين، مشيرًا إلى أنه يجب الاهتمام بالعمل على تطبيق تفاصيل الاتفاق والسعي للإيفاء بها.
وأشار إلى تبادل دعوات الزيارات التي جرت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكدًا أنه سيجري اتخاذ التدابير اللازمة لذلك.
لقاءات متبادلة
وخلال الأيام القليلة الماضية، جرت اجتماعات ولقاءات متبادلة بين سفراء إيران والسعودية في الخارج في العراق وإسبانيا والنرويج؛ كان آخرها مشاركة سفير إيران الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، في مأدبة إفطار دعا إليها نظيره السعودي عبد العزيز بن محمد الواصل.
ويوم الجمعة، لبى السفير السعودي في بغداد عبد العزيز الشمري دعوة نظيره الإيراني محمد كاظم آل صادق للحضور على مأدبة إفطار في مبنى السفارة الإيرانية، كما حضر السفير السوري صطام الدندح هذه المأدبة.
وفي اليوم نفسه، أعلن سفير إيران في النرويج علي رضا أفشار عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن حضوره مأدبة إفطار سفير المملكة العربية السعودية "أمل المعلم" في هذا البلد، مؤكدًا أن الاتفاق الأخير فتح صفحة جديدة في العلاقات الودية بين إيران والسعودية.
وكان سفير إيران لدى إسبانيا حسن قشقاوي، التقى مساء الإثنين الماضي، نظيره السعودي في مدريد عزام بن عبد الكريم القين، لحضور مأدبة إفطار في مقر إقامة السفير السعودي في مدريد بدعوة منه، بحسب وكالة "إرنا" الحكومية الإيرانية، التي قالت إن السفيرين أكدا ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.