دراسة: ارتفاع وفيات السرطان المرتبطة بالكحول

أظهرت دراسة أميركية حديثة ارتفاعًا ملحوظًا في الوفيات الناجمة عن السرطانات المرتبطة باستهلاك الكحول خلال العقود الثلاثة الماضية.
وتضاعفت معدلات الوفيات، خاصة بين الرجال الذين تجاوزوا عمر 55 عامًا. وعلى الرغم من تراجع الوفيات الناتجة عن السرطان بشكل عام خلال نفس الفترة، إلا أن السرطانات المرتبطة بالكحول شهدت زيادة ملحوظة.
الكحول كمادة مسرطنة وتأثيراته
تُصنِّف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الكحول كمادة مسرطنة منذ عام 1987، إذ يساهم في الإصابة بسرطانات الفم، الحلق، الحنجرة، المريء، الكبد، القولون، والمستقيم، إضافة إلى سرطان الثدي. عند تحلله داخل الجسم، يتحول الكحول إلى مادة "أسيتالديهيد"، وهي مادة مسرطنة تُسبب تلف الحمض النووي وتجعل الجسم أكثر عرضة لامتصاص المواد الضارة.
الارتفاع في معدلات الوفيات
في عام 1991، كان 2.5% من وفيات السرطان لدى الرجال و1.46% لدى النساء مرتبطة بالكحول. بحلول عام 2021، ارتفعت النسبة إلى 4.2% لدى الرجال و1.85% لدى النساء، مع تسجيل زيادة في الوفيات الناتجة عن هذه السرطانات بنسبة 56% لدى الرجال و8% لدى النساء.
الأكثر شيوعًا وفتكًا
كانت سرطانات الكبد، القولون والمستقيم، والمريء الأكثر فتكًا بين السرطانات المرتبطة بالكحول في عام 2021. بالنسبة للرجال، تصدّر سرطان الكبد قائمة الوفيات، بينما كان سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء. وأظهرت الدراسة أن حتى الكميات القليلة من الكحول قد تؤثر سلبًا على أنسجة الثدي، وأن بعض المجموعات العرقية معرضة أكثر للتأثير المسرطن للكحول بسبب نقص إنزيمات التمثيل الغذائي.
تغير أنماط استهلاك الكحول
شهد استهلاك الكحول في الولايات المتحدة ذروته في السبعينيات، ثم تراجع حتى نهاية التسعينيات. ومع ذلك، ارتفع استهلاك الكحول مجددًا بشكل حاد خلال جائحة كورونا، مما أدى إلى زيادة الوفيات المرتبطة به.
رسائل توعوية جديدة
تشير الدراسة إلى ضرورة تغيير الرسائل التوعوية حول الكحول، إذ ينبغي أن تتجاوز فكرة "الشرب بمسؤولية" إلى التحذير من المخاطر الصحية المرتبطة حتى بالشرب المعتدل. فالكحول، بغض النظر عن الكمية، يحمل تأثيرات تراكمية تظهر مع التقدم في العمر، مما يستدعي تعزيز الوعي بخطورته.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز