دراسة: أدوية الكوليسترول تقلل الوفيات من مرض «خفي» قاتل بنسبة 40%

كشفت دراسة جديدة أن تناول أدوية الستاتينات يمكن أن يحسن فرص النجاة من مرض الإنتان، المعروف بالقاتل الخفي، بنسبة تصل إلى 40%.
الإنتان هو استجابة مفرطة لجهاز المناعة تجاه عدوى، حيث يهاجم الجسم أعضائه بدلاً من محاربة العدوى فقط. ويُعد الإنتان من الأمراض التي يصعب تشخيصها مبكرا، لأن أعراضه مثل الحمى وآلام العضلات تشبه أعراض نزلات البرد أو الالتهابات العادية.
والستاتينات هي أدوية تُستخدم لتقليل الكوليسترول والوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويتناولها حوالي 5 ملايين شخص في المملكة المتحدة. لكن خبراء أشاروا إلى أن هذه الأدوية تمتلك فوائد إضافية، منها تقليل الالتهاب ومكافحة البكتيريا التي قد تؤدي إلى الإنتان.
وأجرت الدراسة التني أجحراها باحثون من جامعة تيانجين الطبية في الصين، مقارنة بين مرضى الإنتان الذين تناولوا الستاتينات خلال فترة علاجهم بالمستشفى، وأولئك الذين لم يتناولوا الدواء. وأظهرت النتائج أن خطر الوفاة انخفض بنسبة 39% بين المرضى الذين تناولوا الستاتينات.
وفي وحدة العناية المركزة، توفي 14.3% من 6000 مريض تناولوا الستاتينات خلال 28 يوماً، مقارنة بـ 23.4% من 6000 مريض لم يتناولوا الدواء. كما سجلت نسب الوفاة انخفاضاً بين المرضى خارج وحدة العناية المركزة أيضاً.
مع ذلك، استغرق المرضى الذين تناولوا الستاتينات وقتا أطول قليلا في المستشفى، بمتوسط 10 أيام مقارنة بـ 8 أيام للمرضى الآخرين.
ويقول الدكتور كايفنغ لي، الباحث في جامعة تيانجين الطبية في الصين ومؤلف الدراسة: "تشير النتائج بقوة إلى أن الستاتينات قد توفر تأثيراً وقائيا وتحسن النتائج السريرية لمرضى الإنتان".
ويعتقد الباحثون أن فوائد الستاتينات في هذه الحالة تعود لخصائصها المضادة للالتهاب والمعدلة للمناعة والمضادة للأكسدة، فضلاً عن قدرتها على مكافحة البكتيريا بشكل مباشر.
ورحب خبراء الإنتان بهذه النتائج، مشيرين إلى أهمية دراسة أي علاج قد يقلل من هذا المرض الذي يودي بحياة واحد من كل 5 أشخاص حول العالم.
وقال الدكتور رون دانييلز، مؤسس ومدير مؤسسة الإنتان في بريطانيا: "من المعروف أن الخصائص المضادة للالتهاب للستاتينات تمنح ميزة للبقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يصابون بالإنتان. هذه الدراسة الجديدة تدعم الحاجة إلى تجارب واسعة النطاق متعددة البلدان."
يذكر أن الإنتان هو حالة طبية طارئة تتطلب تشخيصاً وعلاجاً سريعاً، حيث تزداد فرصة الوفاة بنسبة 8% مع كل ساعة تأخير في العلاج.
وتشمل الأعراض المبكرة للإنتان الحمى، القشعريرة، زيادة سرعة نبض القلب والتنفس، وقد يُخطئ الأطباء في تشخيصه على أنه نزلة برد أو إنفلونزا.
وينبغي على أي شخص تظهر عليه أعراض مثل صعوبة الكلام أو الارتباك، رعشة شديدة أو ألم في العضلات، عدم التبول لمدة يوم، ضيق التنفس الشديد، أو تغير لون الجلد، أن يطلب مساعدة طبية عاجلة ويسأل: "هل يمكن أن يكون هذا إنتانا؟".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ4IA== جزيرة ام اند امز