الإنتان القاتل.. 11 مليون ضحية وملايين الإعاقات سنويا
المنظمة دعت إلى اتخاذ إجراءات على نطاق دولي للوقاية من الإنتان، الذي يقتل، حسب الدراسات الحديثة، 11 مليون شخص سنويا.
كشف أول تقرير عالمي أطلقته منظمة الصحة العالمية الأربعاء حول الإنتان (تعفن الدم) أن هذه الحالة الصحية الخطيرة الناجمة عن استجابة الجسم للعدوى، تتسبب بوفاة واحدة من بين كل 5 وفيات في العالم.
ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات على نطاق دولي للوقاية من الإنتان، الذي يقتل، حسب الدراسات الحديثة، 11 مليون شخص سنويا، والكثير منهم أطفال، ويتسبب بإعاقة الملايين.
وأكدت المنظمة، في بيان، الحاجة الملحة للحصول على بيانات أفضل؛ فمعظم الدراسات المنشورة حول تعفن الدم تم إجراؤها في مستشفيات ووحدات عناية مركزة في الدول ذات الدخل المرتفع، ولم تقدم سوى القليل من الأدلة عن الحالة في بقية أنحاء العالم.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس: "يجب على العالم تكثيف الجهود بشكل عاجل لتحسين البيانات حول الإنتان حتى تتمكن جميع الدول من اكتشاف هذه الحالة الرهيبة وعلاجها في الوقت المناسب".
الإنتان يهدد الحياة
ويحدث تعفن الدم أو الإنتان نتيجة لاستجابة الجسم للعدوى، إذ يطلق الجسم عادة مواد كيميائية في مجرى الدم لمحاربة العدوى فيحدث الإنتان نتيجة لاستجابة غير متوازنة من الجسم لتلك المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات قد تتلف أعضاء في الجسم.
وحسب المنظمة، فإن المرضى الذين هم في حالة حرجة بسبب فيروس كورونا المستجد المسبب لممرض (كـوفيد-19) وغيره من الأمراض المعدية الأخرى، هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالإنتان والموت.
وحتى الناجين من تعفن الدم ليسوا بعيدين عن الخطر، حيث تؤكد المنظمة أن نصف المصابين فقط سيتعافى تماما، والبقية إما يموتون في غضون عام واحد أو يعانون من إعاقات طويلة الأمد.
الفئات الأكثر تأثرا بالحالة
يؤثر تعفن الدم بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة، كالمواليد الجدد والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعيشون في ظروف منخفضة الموارد.
وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 85% من الحالات المصابة بتعفن الدم والوفيات المرتبطة بهذا المرض تحدث لتلك الفئات.
تقريبا نصف الـ 49 مليون حالة المصابة بتعفن الدم سنويا تحدث في صفوف الأطفال، وتتسبب بـ 2.9 مليون وفاة، معظمها يمكن الوقاية منها لو تم التشخيص المبكر وعلاج الحالة بشكل مناسب، وغالبا ما تكون هذه الوفيات نتيجة لأمراض الإسهال أو التهابات الجهاز التنفسي السفلي.
وتشير المنظمة إلى أن الالتهابات المرتبطة بالولادة، من بينها المضاعفات التي تعقب الإجهاض أو العدوى بعد الولادة القيصرية، هي السبب الثالث للوفاة الأكثر شيوعا بين الأمهات.
وعالميا، يُقدّر أن من بين كل 1000 سيّدة تضع مولودا، 11 امرأة تعاني من الخلل الوظيفي الشديد في الأعضاء أو الوفاة المرتبطة بالعدوى.
كما وجد التقرير أن الإنتان ينتج في كثير من الأحيان عن العدوى المكتسبة في أماكن الرعاية الصحية.
وأضاف التقرير أن نحو نصف المرضى (49%) المصابين بتعفن الدم الموجودين في وحدات العناية المركزة أصيبوا بالمرض في المستشفى، ونحو 27% من الأشخاص المصابين في المستشفيات و42% في وحدات العناية المركزة سيموتون.
طرق الوقاية
ولفتت المنظمة إلى أن تحسين الصرف الصحي وجودة المياه وتوافرها وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، مثل نظافة اليدين المناسبة، يمكن أن تقي من الإنتان وتنقذ الأرواح على أن تقترن بالتشخيص المبكر والإدارة السريرية المناسبة والحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة وميسورة التكلفة.
وأشارت إلى أن مثل هذه التدخلات قد تساعد على الوقاية من 84% من الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة بسبب تعفن الدم.
وشددت المنظمة على ضرورة إشراك العاملين الصحيين والمجتمعات وتثقيفهم بشكل أفضل لعدم التقليل من مخاطر تطور العدوى إلى تعفن الدم، والتماس الرعاية على وجه السرعة لتجنب المضاعفات السريرية وانتشار الأوبئة.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز