ماذا ينتظر حلب بعد الفيتو الروسي الصيني؟
عقّد الفيتو الروسي الصيني بشأن تنفيذ هدنة في حلب لمدة 7 أيام، من الصراع الذي تخوضه الأطراف السورية للسيطرة على ثاني أكبر المدن.
عقّد الفيتو الروسي الصيني بشأن تنفيذ هدنة في حلب لمدة 7 أيام، من الصراع الذي تخوضه الأطراف السورية للسيطرة على ثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة دمشق، فيما لا تزال المدينة ترزح تحت نيران الدمار والنزوح.
وبهذا فشل مشروع قرار أعدته نيوزلندا ومصر وإسبانيا بشأن إحلال هدنة وإيصال المساعدات، خلال التصويت في مجلس الأمن، الإثنين.
يتساءل مراقبون عن تداعيات التصويت الروسي الصيني على مصير حلب، حيث يفشل بذلك سادس مشروع قرار دولي بشأن سوريا منذ 2011، وما الدور الصيني ومصلحتها السياسية في الفيتو.
في الوقت الذي يتخوف الروس من أن تعيد المعارضة المسلحة ترتيب صفوفها خلال أيام الهدنة، لم يمنع هذا العذر المراقبين من توضيح موقف الصين التي تحاول أن تبدو متمسكة مع روسيا وأن تبقى لاعباً مهماً في العالم، نظراً لدعمها للرئيس السوري قبل ذلك وتقديمها مساعدات إنسانية.
وكان الفشل واضحاً منذ طرح مشروع القرار على التصويت في مجلس الأمن، نتيجة تصريح روسي عن بطلانه سلفاً، أي كانت النتائج محسومة، بعد أن قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "طرح مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن إيقاف إطلاق النار في حلب غير بنّاء"، فيما أكدت الصين لاحقاً أن "المشروع يتضمن إجراءات معينة لتخفيف معاناة المدنيين في سوريا"، بينما قالت وزارة الخارجية السورية، إنها ترفض "أي محاولة من أي جهة كانت لوقف إطلاق النار بشرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع الإرهابيين منها".
بعض المراقبين يربطون الموقف الصيني بالعلاقة بين بكين وواشنطن في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة بإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وما إذا كانت العلاقات ستتغير بين البلدين أم لا، ولاسيما أن ترامب أشار إلى العمل مع موسكو لحل الأزمة السورية دون ذكر أي دور للصين في هذا السياق.
ولكن، يبدو أن روسيا لا تأبه بمجلس الأمن بقدر اهتمامها بمجموعة خبراء روس وأمريكيين يبدأون العمل في جنيف، من أجل إخراج جميع المسلحين من حلب، على حد قول لافروف.
وميدانياً، قالت المعارضة المسلحة لوزير الخارجية الأمريكي، إنها لن تنسحب من حلب، في وقت دعت فيه لتوحيد الفصائل على الأرض وبدء معركة جديدة في حلب الشرقية، الأمر الذي يعقد هذا الصراع منذ أشهر.
ويرى محللون أن معركة حلب ستطول وستأخذ أبعاداً أكثر شراسة، بعد أن فشلت الجهود السياسية وقبلها العسكرية.
وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من 200 ألف شخص ربما لا يزالون محاصرين داخل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والمساعدات.