استئناف إجلاء المحاصرين بحلب
عشرات الحافلات تبدأ بالدخول إلى آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب السورية تمهيدا لاستئناف عمليات إجلاء الآلاف من المدنيين
استئنفت عملية إجلاء المدنيين والفصائل المعارضة، في حلب السورية، مساء اليوم الأحد، بعد توقف ثلاثة أيام، إذ دخلت عشرات الحافلات، اليوم الأحد، إلى آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة تمهيدا لإجلاء الآلاف من المحاصرين الذين ينتظرون منذ الجمعة وسط البرد والجوع.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن عددا من الحافلات تقل مسلحين وأسرهم بدأت مغادرة شرق حلب.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن اتفاقا بين الحكومة والمعارضة المسلحة لإجلاء الناس من شرق حلب مقابل إجلاء أشخاص من قريتي الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما المعارضة دخل حيز التنفيذ.
ولضمان خروج آمن للمحاصرين من حلب، يصوت مجلس الأمن الدولي الأحد على مشروع قرار قدمته فرنسا يقترح إرسال مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء، رغم معارضة روسيا أبرز حلفاء دمشق، والتي تمتلك حق النقض (فيتو).
وانتظر الآلاف من السكان وسط الجوع والبرد استئناف عملية الإجلاء من حلب بعد تعليقها الجمعة إثر اتهام الجيش السوري للفصائل المقاتلة بخرق الاتفاق، ومن ثم الخلاف بين المفاوضين حول عدد الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من البلدتين الشيعيتين الفوعة وكفريا.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الأحد "بدء دخول الحافلات إلى أحياء الزبدية وصلاح الدين والمشهد والأنصاري في الجهة الشرقية من مدينة حلب" بإشراف الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر "لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي".
وفى وقت سابق الأحد، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي السوري إن عدة حافلات كانت في طريقها لإجلاء المرضى والمصابين من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين تعرضت للهجوم والحرق.
ووصلت بعض الحافلات وسيارات تابعة للهلال الأحمر لمدخل القريتين المحاصرتين من مقاتلين من المعارضة في محافظة إدلب.
ويطالب تحالف من قوات تحارب في صف حكومة الرئيس بشار الأسد بالسماح بإجلاء أشخاص من القريتين - وأغلب سكانهما من الشيعة - مقابل السماح باستئناف عمليات إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب.
ومنذ الخميس، تم إجلاء نحو 8500 شخص بينهم 3 آلاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الأقل، بموجب اتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا أساساً قبل دخول إيران على خط المفاوضات.
ويتزامن دخول الحافلات إلى شرق حلب مع بدء دخول حافلات إلى الفوعة وكفريا.
وقال مصدر قيادي من "جيش الفتح" -ائتلاف فصائل يسيطر على إدلب ويضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)-: إن "1250 شخصاً سيخرجون من بلدة الفوعة مقابل نصف عدد السكان المحاصرين في حلب في مرحلة أولى".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه "في المرحلة الثانية سيخرج 1250 شخصاً آخرين من كفريا مقابل النصف الآخر المتبقي من المحاصرين في حلب". وفي المرحلة الثالثة يخرج "1500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل 1500 آخرين من مدينتي الزبداني ومضايا".
والبلدات الأربع محور اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي بين الحكومة السورية والفصائل ويتضمن وقفاً لإطلاق النار، ووجوب أن تحصل عمليات الإجلاء وإدخال المساعدات بشكل متزامن.
ويأتي استئناف عمليات الإجلاء من حلب في وقت تتفاقم فيه معاناة المحاصرين الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية في ظل ظروف مناخية قاسية.