من يدير غزة بعد الحرب؟ واشنطن تبحث عن «أفضل الخيارات السيئة»
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة تحاول الإجابة عن السؤال الذي يشغل الجميع: "من يحكم غزة بعد انتهاء الحرب؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت في التخطيط لـ"المرحلة التالية" لانتهاء الحرب في غزة، حيث تواجه أسئلة إشكالية مثل من سيحكم القطاع بمجرد توقف إطلاق النار؟ وكيف ستتم إعادة بنائه؟ وربما كيف يصبح في النهاية جزءا من دولة فلسطينية مستقلة؟ لكنها تواجه عددا من الخيارات غير المشجعة.
وفي زيارته إلى إسرائيل والضفة الغربية الأسبوع الماضي، سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تعزيز تلك المناقشات، لكنه لم يحصل سوى على القليل من الإجابات.
وترى إدارة بايدن ضرورة تولي السلطة الفلسطينية حكم القطاع، لكن الفكرة لا تحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل وبين الكثير من الفلسطينيين، إضافة إلى رفض الدول العربية تولي هذه المسؤولية.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون بالتحدي، لكنهم يقولون إن السلطة الفلسطينية هي الحل الأفضل، وربما الوحيد من بين قائمة من الخيارات الأسوأ، والتي تشمل العودة إلى الاحتلال الإسرائيلي المباشر لقطاع غزة.
وقال بلينكن للصحفيين أثناء وجوده في تل أبيب: "نعلم تماما أن الأمر لن يكون سهلا. ستكون هناك خلافات على طول الطريق"، لكنه قال إن "البديل -المزيد من الهجمات الإرهابية، والمزيد من العنف، والمزيد من معاناة الأبرياء- غير مقبول".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين يؤكدون أنهم لا يريدون العودة إلى احتلال غزة، لكنهم يناقشون خططا أمنية مثل إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع إسرائيل وإمكانية وصول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة خلال فترة انتقالية من شأنها إلغاء بعض مقومات الحكم الذاتي في غزة، وهو ما تعارضه إدارة بايدن التي ترفض بشدة فرض أي قيود على كيفية استخدام سكان غزة لأراضيهم، وتتطلع إلى قيام القوات الإسرائيلية بتسليم المسؤولية، ربما إلى قوات دولية.
ويقول الخبراء إن مسألة من يحافظ على القانون والنظام بعد الصراع معقدة للغاية. وتعترف السلطات الإسرائيلية بالحاجة إلى وضع مثل هذه الخطط، كما يقول المسؤولون الأمريكيون الذين التقوا بهم الأسبوع الماضي، لكنهم لم يقدموا أي مقترحات ملموسة ويبدو أنهم يريدون من الآخرين أن يقرروا ذلك.
وقال دينيس روس، المستشار السابق لكل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إنه بعد انتهاء الصراع، ستحتاج عملية انتقالية مستقرة في غزة إلى إيجاد طريقة "للسماح بنزع السلاح، مع وجود آلية لضمان عدم إمكانية إعادة تسليح أي شخص".
في الوقت ذاته، لا يريد الإسرائيليون قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وذلك لأنهم لا يثقون بقدرة الأمم المتحدة على الاستجابة لمخاوفهم. كما تشعر الدول العربية بشكوك عميقة بشأن إرسال قواتها الأمنية لأنها تشعر بالقلق إزاء فكرة الاضطرار إلى فرض القوة على الفلسطينيين إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ويرى كاتوليس، من معهد الشرق الأوسط، إن السلطة الفلسطينية "قد تكون الأفضل من بين مجموعة من الخيارات السيئة للغاية في البداية".
وقال روس، المفاوض الأمريكي السابق: "هناك مدرستان فكريتان" بين الإسرائيليين "تقول إحدى المدارس الفكرية: "لقد أثبت هذا أننا لا نستطيع تحمل تكلفة قيام دولة فلسطينية إلى جانبنا، لأنه يمكن الاستيلاء عليها من قبل مجموعات مثل حماس".
وستقول المدرسة الفكرية الأخرى "حسنًا، لقد هزمنا حماس للتو"، وإذا كنت تعتقد أننا قادرون على السيطرة على الفلسطينيين أو احتلالهم إلى الأبد، بشروطنا فقط، وأننا لن نواجه خليفة لحماس، فأنت تعيش في عالم الأحلام".
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز