قضية فلسطين تهيمن على افتتاح معرض الإسكندرية للكتاب

مكتبة الإسكندرية تطلق البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية وتحتفي بـ"يوم الأرض" بحضور حشد من المثقفين والإعلاميين.

افتتح الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، معرض مكتبة الإسكندرية، السبت، في نسخته الجديدة بمشاركة متميزة للمملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الأزهر الشريف، بحضور الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف والدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب وهيفاء أبو غزالة، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور خالد حلبي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات، كامل عبد الجليل، رئيس مكتبة الكويت الوطنية.

وقال الدكتور مصطفى الفقي إن معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب يعبر عن روح الاسكندرية الثقافية، لافتا إلى أنه يقام بالتعاون مع هيئة الكتاب، متابعا:" نحن ندرك أن هذه الشراكة الثقافية تجعلنا نؤكد على الدور الكبير للمكتبة في التفاعل مع كل القضايا". وأضاف " الفقي" أن المعرض يشارك فيه عدد من الدول العربية وكذلك الأزهر الشريف، قائلا: "أرجو أن يجد المعرض كل القبول والدعم من الجميع". 

وبمناسبة احتفال البرنامج الثقافي للمعرض بيوم الأرض الفلسطينية، استنكر الدكتور مصطفى الفقي، ما قام به الكيان الصهيوني من اعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل في ذكرى الاحتفال بيوم الأرض، مؤكدا أن ما حدث هو أمر جلل فكلما حاولنا أن نحسن من فرص السلام تأتي إسرائيل كعادتها وترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن الإسرائيليين دأبوا كعادتهم على سفك الدماء وهدم المنازل ولم نكن نتصور أن يحدث ما حدث أمس تجاه الشعب الفلسطيني.

من جانبه ثمن الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، الدور الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية في نشر العلم والثقافة في العالم أجمع، لافتا إلى أن المحافظة تشهد خلال هذه الفترة فعاليات ثقافية متوازية، من بينها معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، مؤكدا أن مثل هذه الفعاليات تؤكد مكانة المدينة الساحلية في حوض البحر المتوسط..

بدوره أوضح الدكتور عباس شومان، وكيل شيخ الأزهر الشريف، أننا في حاجة إلى استعادة الوعي الثقافي العربي بالقراءة فهي مشكلة نعاني منها في وقتنا الحاضر، مشيدا بالدور الذي تقوم به المكتبة في دعم الثقافة والحراك الثقافي في مصر والوطن العربي. 

وتطرق "شومان" في حديثه إلى القضية الفلسطينية داعيا الجميع إلى الانضمام إلى المبادرة التي أطلقها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب باعتبار عام 2018 هو عام القدس. وقال إن أهلنا في القدس منذ أمس يتعرضون لعمل همجي ليس الأول من نوعه وتكرر كثيرا وسيتكرر كثيرا.

وطالب وكيل الأزهر الشريف الفلسطينيين إلى تنحية الخلافات جانبا وأن ينهوا حالة الانقسام التي تعد أكبر مأزق تقع فيه القضية الفلسطينية. قائلا:" لابد أن يتمسكوا بحقهم في إنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعلينا أن ندعم مطلبهم العادل وعليهم أن ينصروا أنفسهم أولا ويتخلوا عن مصالح ضيقة وإلا فلينتظروا مزيدا من التقهقر".

ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي أن يكف عن المعالجات الباهتة للقضية الفلسطينية والعبارات الجوفاء الفارغة التي تدعو إلى حل دون اتخاذ خطوات حقيقية على الأرض، مطالبا جميع الدول العربية بالتضامن والتكاتف مع القضية الفلسطينية لإنهاء معاناة الشعب.

من جانبه، قال الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، إن المعارض الثلاثة المتواجدة في الاسكندرية هي ثلاثة أجنحة لمعرض واحد تمثل اصطفافا ثقافيا في مرحلة مهمة من عمر الوطن التي تحتاج إلى تكاتف كل الجهود لمواجهة ما يمكن أن يجابه هذا الوطن.

وأضاف:"نحن في مرحلة نحتاج إلى دعم الهوية العربية والإسلامية ودعم ونشر الهوية في هذا الوقت الدقيق الذي نواجه فيه اخطارا في الداخل وعلى الحدود. 

بدورها قالت هيفاء أبو غزالة، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية قطعت شوطا كبيرا في الحفاظ على الوثائق والتراث التي تعكس الدور الثقافي بالغ الأهمية للجامعة العربية.

وأضافت:" ونحن نشارككم إطلاق البوابة الإلكترونية نتطلع إلى خروجها بشكل فني يحقق الهدف منه وهو الحصر الشامل لكل المكتبات في الدول العربية"، لافتة إلى تبني مكتبة الإسكندرية عددا من المشروعات منها مشروع توثيق تاريخ الجامعة الدول العربية وتوثيق مسيرة التعاون العربي المشترك.

وأشاد الدكتور خالد حلبي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات، بإنجاز مشروع تجميع بيانات المكتبات العربية، لافتا إلى المساهمة الكبيرة التي ستحققها تلك الخطوة في تسهيل العمل على الباحثين وأصحاب المكتبات والقارئ العادي، لافتا إلى أن العمل لم ولن ينتهي عند هذا الحد.

وقال كامل عبد الجليل، رئيس مكتبة الكويت الوطنية، إنهم يتطلعون إلى مزيد من التعاون بين الكويت ومكتبة الإسكندرية لما لها من خبرة كبيرة، مشيرا إلى أن إنجاز مشروع البوابة الإلكترونية الشامل للمكتبات العربية هو إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات مكتبة الإسكندرية.

وأضاف: "لمكتبة الإسكندرية مكانة خاصة بين كل المكتبات العربية، فلها الريادة التي يسجلها التاريخ"، متطلعا إلى مزيد من التعاون من مشاريع مشتركة مع مكتبة الاسكندرية في مجال الأعمال الفنية المتخصصة التي يحتاجون فيها إلى الخبرة المصرية قائلا:" سنبحث كيفية وضع تنفيذ الأولويات لبعض المشاريع الكويتية على أرض الواقع".

قدم الحفل الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، وأشار إلى أن المعرض هذا العام يشارك فيه العديد من الدول؛ ويتضمن 150 فعالية ثقافية و550 مشاركا في عدد كبير من الدول.

وأوضح أن المكتبة ستستضيف غدا الدورة الاولى لمهرجان الاسكندرية المسرحي في نسخته الأولى، مثمنا قرار وزارة الثقافة بجعل مكتبة الاسكندرية مكتبة إيداع لكل الإصدارات التي ستنتجها الوزارة.