أليكسي مورداشوف.. قصة ابن "الطحان" الذي طالته عقوبات بايدن
بات أثرياء روسيا هدفا لعقوبات أمريكا وأوروبا المتتالية التي تدرس تطبيق حزمة سابعة، في ظل تطورات الحرب التي تنفذها موسكو على أوكرانيا.
وأقر الاتحاد الأوروبي، الجمعة، رسميا الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا من أجل تجفيف منابع تمويل حربها ضد أوكرانيا.
وتم توسيع القائمة السوداء الأوروبية لتشمل نحو 60 شخصية روسية إضافية، بينها لاعبة الجمباز السابقة ألينا كابيفا التي استُهدفت بسبب دورها على رأس مجموعة إعلامية تنشر "دعاية" الكرملين، وقد أكدت وسائل إعلامية وجود علاقة بينها وبين الرئيس فلاديمير بوتين الذي نفى ذلك.
كما شملت وفق وكالة الأنباء الألمانية، أغنى رجل في روسيا أليكسي مورداشوف.
وعرضت تلك العقوبات المفروضة على أليكسي مورداشوف إمبراطورية قطب الصلب الروسي للخطر، مما يؤكد كيفية تأثير الحرب في أوكرانيا على الأعمال التجارية لبعض أثرى المليارديرات الروس، حسب ما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الجمعة.
وجاءت الخطوة ضد مورداشوف /56 عاما/ وأسرته بعدما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد قطب الأعمال وشركته "سيفيرستال بي جيه إس سي" في مطلع شهر مارس/آذار.
ووجهت العقوبات الأمريكية ضربة جديدة من خلال تهديدها بإغلاق طرق التصدير المتبقية لرابع أغنى رجل في روسيا.
وحول مورداشوف "سيفيرستال" إلى أحد أكبر صانعي الصلب في الولايات المتحدة، قبل أن يبيع مصانعه الأمريكية مقابل 33ر2 مليار دولار في 2014.
ويعد مورداشوف "قطب المعادن" والأقوى في طبقة "الأوليجارشية" المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، لذلك وضعه الاتحاد الأوروبي على قائمة المستهدفين بالعقوبات .
من هو أليكسي مورداشوف؟
وفق البيانات المتوفرة، ولد مورداشوف عام 1965 لوالدين يعملان في المطاحن بمدينة شيريبوفيتس، وتخرج من معهد لينينجراد للهندسة والاقتصاد عام 1988.
وقد بدأت رحلته في مصنع مدينته حيث عمل لسنوات، وترقى حتى أصبح مديرا ماليا لمصنع شيريبوفيتس عام 1992، أي بعد عام واحد من انهيار الاتحاد السوفيتي.
في العام التالي، أعاد الرئيس الروسي آنذاك بوريس يلتسن هيكلة الشركة لتصبح شركة مساهمة وغير اسمها لـ"سفرستال".
وبحسب "بلومبرج" استحوذ موردشوف على الحصة الكبرى عبر صندوقي استثمار أسسهما بنفسه، ليصبح عام 1996 الرئيس التنفيذي للشركة عن عمر 31 عاما.
وشغل الشاب الروسي المنصب لمدة 19 عامًا لحين استقالته عام 2015، مع الإبقاء على حصته الأكبر من الشركة بحوزته.
وأكمل موردشوف تعليمه وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من بريطانيا عام 2006، وبعد عامين أخذ يتوسع خارج السوق الروسي بحيث اشترى 3 مصانع أمريكية.
وبعد أعوام، خرج من السوق الأمريكية وباع الأصول المتبقية.
يؤكد مورداشوف الذي تقدر ثروته بنحو 21.4 مليار دولار أن لا علاقة له "بالتوتر الجيوسياسي الراهن"، حيث أصدر بيانًاقال فيه: "لا أفهم كيف سيساعد إدراج اسمي في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي على حل النزاع في أوكرانيا"، مضيفًا: "إنه لأمر فظيع أن يموت الأوكرانيون والروس، يجب أن نفعل كل ما هو ضروري لإيجاد مخرج من الصراع ووقف إراقة الدماء".
ولم يكن يوم الـ27 من فبراير سهلًا على أغنى رجل في روسيا، إذ تراجعت ثروة مورداشوف في غضون ساعات فقط من 25.1 مليار دولار إلى 21.9 مليار دولار في اليوم التالي.
وإلى جانب اهتماماته التجارية واسعة النطاق، يمتلك مورداشوف الكثير من المزايا والممتلكات التي لن يستغني عنها بسهولة، بما في ذلك طائرة خاصة ويخت واحد على الأقل.
ويقال إنه يستمتع حالياً بعطلة بعيدة عن الصراع أو الشتاء الأوروبي.
وبعد الحظر على الفحم والنفط الروسيين، يفكر الأوروبيون في حزمة عقوبات سابعة لعزل روسيا بشكل أكبر، ولكن لا يتوقع في الوقت الحاضر تضمينها الغاز الذي لا يزال الأوروبيون يعتمدون عليه بشدة لا سيما أن تعويضه أصعب بكثير من النفط.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز