باحث أسترالي يكشف لـ"العين الإخبارية" الوجه "المناخي" للطحالب
يرى بعض الناس أن نمو الطحالب في حدائقهم يمثل مشكلة، لكن ما قد لا يدركونه أنها تجلب الكثير من الفوائد للتربة، مثل الحماية من التآكل.
ووجدت دراسة عالمية ضخمة بقيادة جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني أن الطحالب ليست مفيدة فقط للحديقة، ولكنها مهمة أيضا لصحة الكوكب بأكمله، فعندما تنمو على التربة السطحية، فهي لا تضع أسس ازدهار النباتات في النظم البيئية حول العالم فحسب ، بل قد تلعب دورا مهما في التخفيف من تغير المناخ من خلال التقاط كميات هائلة من الكربون.
وفي دراسة نُشرت في 1 مايو/أيار الجاري بدورية "نيتشر جيوساينس"، وصف الباحثون، كيف جمعوا عينات من الطحالب التي تنمو على التربة من أكثر من 123 نظاما بيئيا في جميع أنحاء العالم ، بدءا من النباتات المورقة والرائعة بالغابات الاستوائية المطيرة، إلى المناظر الطبيعية القطبية القاحلة ، إلى الصحاري القاحلة مثل تلك الموجودة في أستراليا لوصف الأدوار المهمة التي تقوم بها الطحالب بيئيا؟. فما هي تلك الأدوار؟ وكيف يمكن الاستفادة من نتائج البحث في جهود مكافحة تغير المناخ.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها ديفيد إلدريدج، من كلية علوم الأحياء والأرض بجامعة نيو ساوث ويلز، والباحث الرئيسي بالدراسة، في مقابلة خاصة مع بوابة العين الإخبارية.
ما هي الطحالب؟
تختلف الطحالب عن النباتات، فالنباتات لها جذور وأوراق، لكن الطحالب لها ما يشبه الجذر، لتثبتهم على سطح التربة، ولا تمتلك نسيج الخشب واللحاء مثل النبات ، والتي يتحرك الماء خلالها، لكنها تعيش عن طريق التقاط الماء من الغلاف الجوي، وبعض الطحالب، مثل تلك الموجودة في الأجزاء الجافة من أستراليا، تتجعد عندما تجف، لكنها لا تموت، فهي تعيش في حركة معلقة إلى الأبد، فقد أخذت الطحالب من عبوة بعد 100 عام، وتم رشها بالماء وشاهدتها تنبض بالحياة، فخلاياها لا تتحلل كما تفعل النباتات العادية.
وكيف جاءتكم فكرة هذا البحث؟
في الأصل نحن مهتمين بكيفية اختلاف النظم الطبيعية للنباتات المحلية التي لم تتعرض للاضطراب كثيرا عن الأنظمة التي صنعها الإنسان مثل المتنزهات والحدائق، وفي هذه الدراسة، أردنا المقارنة بينهما من حيث الطحالب وما تفعله والخدمات الأساسية التي تقدمها لكل منهما، ونظرنا إلى ما كان يحدث في التربة التي يهيمن عليها الطحالب وما كان يحدث في التربة، حيث لم يكن هناك طحالب، وقد اندهشنا أن الطحالب تغطي مساحة مذهلة تبلغ 9.4 مليون كيلومتر مربع في البيئات التي شملها المسح، والتي تقارن في الحجم بكندا أو الصين، واكتشفنا أنها تقوم بأشياء مذهلة.
وما هي أهم الأشياء المذهلة التي تقدمها الطحالب للنباتات؟
اتضح أن الطحالب هي شريان الحياة للنظم البيئية النباتية، وأن النباتات تستفيد بالفعل من وجود الطحالب كجار، وقمنا بتقييم 24 طريقة يقدم بها الطحلب فوائد للتربة والنباتات الأخرى، منها المساعدة في تحلل المواد العضوية والسيطرة على مسببات الأمراض الضارة بالنباتات.
وما هي أبرز مفاجئة تم رصدها في بحثكم؟
وجدنا أن الطحلب يمكن أن يأتي للإنقاذ في النظم البيئية المضطربة، فبعد ثوران بركان "ماونت سانت هيلينز" المدمر في أوائل الثمانينيات، تم تعرية معظم النباتات والحيوانات بالقرب من موقع الثوران ، لكن تتبع كيف عادت الحياة إلى المنطقة، كشف عن أن الطحالب كانت من بين الأشكال الأولى للحياة التي عاودت الظهور، وكانت أول الأشياء التي عادت هي البكتيريا الزرقاء ، والطحالب الخضراء المزرقة ، لأنها بدائية للغاية ، ثم عادت باقي أنواع الطحالب.
وماذا عن البيئات المستقرة؟
في البيئات المستقرة، عندما يكون هناك طحالب، يكون لديك مستوى أعلى من صحة التربة ، مثل المزيد من الكربون والنيتروجين.
هذا عن التربة، فهل توجد فوائد تتعلق بالمناخ؟
وجدنا أن الطحالب قد تكون مفيدة في إعادة امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وقدرنا أنه مقارنة بالتربة الجرداء حيث لا يوجد طحلب، فإن هذا السلف القديم للنباتات يدعم تخزين 6.43 جيجا طن - أو 6.43 مليار طن - من الكربون من الغلاف الجوي، وهذه المستويات من التقاط الكربون لها نفس الحجم من حيث مستويات إطلاق الكربون من الممارسات الزراعية مثل تطهير الأراضي والرعي الجائر.
وماذا تعني هذه الأرقام؟
إذاً لديك كل الانبعاثات العالمية من تغيير استخدام الأراضي ، مثل الرعي وإزالة الغطاء النباتي والأنشطة المرتبطة بالزراعة، نعتقد أن الطحالب تعمل على الموازنة من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون، فالوظائف البيئية الإيجابية لطحالب التربة من المحتمل أن ترتبط بتأثيرها على المناخ.
وكيف يمكن الاستفادة من نتائج بحثكم؟
نحن حريصون على تطوير استراتيجيات لإعادة إنتاج الطحالب في التربة المتدهورة لتسريع عملية التجديد، وقد توفر الطحالب وسيلة مثالية لبدء استعادة تربة المناطق الحضرية والطبيعية المتدهورة بشدة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز