حساء "زمبو".. الرفيق المفيد لأهل جنوب الجزائر في رمضان
من مدينة إلى أخرى، ومن بيت لآخر، يكتشف الزائر إلى الجزائر بلدا غنياً بتراثه وعاداته التي تبرز في مختلف المناسبات.
ثراء ثقافي وشعبي لا يزال أهل هذا البلد العربي يحافظون عليه ويفتخرون به، ويصرون على أن تتوارثه الأجيال فيما بينها، مشكلاً فسحة سياحية وثقافية تعود بالزائر إلى مئات السنين، رغم تغير العباد وأحوالهم.
ويعد شهر رمضان، من أكثر المناسبات الدينية التي تبرز فيها عادات وتقاليد الشعب الجزائري خصوصاً من مطبخهم الغني بالأكلات والأطباق التقليدية التي لا يستغنون عنها، مركزين فيها على تلك الوصفات التي تفيد الصائم وتزيد من مقاومته للجوع والعطش في بلد فيه أطول ساعات الصيام بالمنطقة العربية.
ومن الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، تتنوع وتختلف عادات الجزائريين الرمضانية، تلتقي جميعها عند أصالة التراث والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي والموروث الثقافي.
جنوب الجزائر الشاسع الذي تفوق مساحته 2 مليون كيلومتر مربع، ويشكل أكبر صحراء بأفريقيا، له طقوسه الخاصة في شهر رمضان، التي تميزه عن بقية مناطق الجزائر، كما يتميز أهل جنوب الجزائر بطيبتهم وكرمهم وهدوئهم، وبيئتهم القاسية شتاء ببردها، وحرارتها العالية صيفاً.
مميزات طبيعية وإنسانية تفسر إلى حد كبير سر تلك العادات والتقاليد، وعلاقتها أيضا بالأنظمة الغذائية لأهل جنوب الجزائر، التي يولونها أهمية كبيرة في شهر الصيام.
ولعل من أبرز الأكلات التقليدية التي يتميز بها سكان جنوب الجزائر في شهر رمضان، يوجد حساء "زمبو" الذي تشتهر به ولاية أدرار العريقة، الواقعة في الجنوب الغربي من الجزائر، وتبعد عن العاصمة بنحو 1390 كيلومترا.
ولاية كانت منذ أواخر القرن الـ9 محط حركة تجارية وعلمية كبرى، ومركز إشعاع علمي وهمزة وصل بين الجزائر ومنطقة جنوب غرب أفريقيا، وتشتهر بعدد كبير من الزوايا والمدارس الصوفية، كما تشتهر بمناخها الصحراوي الجاف.
زمبو.. شوربة رمضان
ككل مناطق الجزائر، تعتبر "الشوربة" الحساء المفضل لدى معظم الجزائريين في شهر رمضان، بل يعد الوجبة الإلزامية الأولى على سفرة رمضان، إلا أن لسكان ولاية أدرار الجزائرية شوربة خاصة بهم، تسمى "حساء زمبو"، توارثوها عن الأجداد منذ مئات السنين، ولازالوا محافظين عليه إلى يومنا هذا، يجعل لرمضان نكهة خاصة.
مادته الأساسية هي القمح البلدي المنتج محلياً، الذي يقومون بتحميصه بطريقة خاصة تسمى "البوغة"، وهي عبارة عن طريقة طهي تقليدية بعد طحنه يدوياً وغليه في الماء والملح، وهو السر الحقيقي في ذلك المذاق الخاص الذي يُعرف به حساء "زمبو"، مع الإشارة إلى أن أدرار هي أكثر ولاية جزائرية إنتاجاً للقمح بنحو 450 قنطار سنوياً.
ويتميز هذا الحساء ببساطة تحضيره لكن بقيمته الغذائية العالية، وإضافة إلى القمح، فإن نساء أدرار يحرصن على تحضير التوابل الخاصة بهذا الحساء والتي تزيده لذة.
ويسمي أهل أدرار تلك التوابل بـ"الختيم"، وهي خلطة من عدة توابل يتم تخميرها، وتوضع بعدها على شكل عجائن صغيرة مجففة، لتستعمل فيما بعد في جميع أيام رمضان في تحضير حساء "زمبو".
وتقدم "العين الإخبارية" إحدى وصفات حساء "زمبو" المشهور في ولاية أدرار الجزائرية والذي يعد الطبق الرئيسي عند أهل هذه المدينة الصحراوية.
طريقة تحضير حساء "زمبو" الجزائري
المكونات
- 150 جرام من لحم الغنم أو الدجاج
- مسحوق القمح المحمص والمطحون
- حبة بصل
- حبة جزر
- حبة بطاطا
- حبة كوسا
- كزبرة
- 3 فصوص ثوم
- 3 ملاعق من الزيت الطبيعي
- ملعقة طماطم
- توابل الختيم (رأس الحانوت، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر)
- كمية من الملح
طريقة التحضير
- ضعي في قدر متوسط اللحم مع الخضار والكزبرة والثوم.
- أضيفي لها الزيت والملح وتوابل الختيم وملعقة طماطم مصبرة، واتركيهم بضعة دقائق على نار هادئة، ثم أضيفي كمية من الماء للمرق.
- بعد غليان المرق، أضيفي 5 ملاعق من مسحوق القمح المحمص والمطحون أو 8 ملاعق على حسب عدد أفراد العائلة، مع خفض درجة حرارة النار.
- أضيفي لها حبة فلفل حار، واتركيها حتى تزول رائحة القمح.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز