أسبوع التراث الثقافي.. أنشطة تبرز عادات وتقاليد أمازيغ الجزائر
البرنامج الذي تحتضنه جميع دور الثقافة والمكاتب العمومية يتضمن أنشطة ثقافية ورياضية وفنية، مع إبراز عادات وتقاليد أمازيغ الجزائر.
تحتضن جميع المحافظات الجزائرية الـ48 "أسبوع التراث الثقافي الأمازيغي"، بالتزامن مع احتفال أمازيغ الجزائر برأس السنة الأمازيغية الموافق لـ12 يناير/كانون الثاني، والذي يسمى باللغة الأمازيغية "يَنَّاَير" (في اللهجة القبائلية) أو "يَنَّار" (في اللهجة الشاوية).
- مهرجان المسرح الأمازيغي في الجزائر.. صراع من أجل الاستمرار
- "الجَبَّة القبائلية".. أصالة أمازيغية جزائرية صنعت زيا فريدا
ويأتي ذلك، بعد أن أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 27 ديسمبر/كانون الأول 2017 قراراً رئاسياً بجعل رأس السنة الأمازيغية والتي تصادف 12 يناير/كانون الثاني من كل عام، عطلة مدفوعة الأجر.
واحتفالاً بالتظاهرة الثقافية، تجند عدد من وزارات الحكومة الجزائرية، على رأسها وزارات الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة، لإعداد برنامج "أسبوع التراث الثقافي الأمازيغي".
ويتضمن البرنامج الذي تحتضنه جميع دور الثقافة والمكاتب العمومية لجميع المحافظات الجزائرية أنشطة ثقافية ورياضية وفنية، مع إبراز عادات وتقاليد أمازيغ الجزائر الذين يتمركز غالبيتهم في المناطق الوسطى والشرقية والجنوبية الغربية وبعض الغربية.
ووصف عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، هذه المناسبة الثقافية بـ"الفرصة السانحة للجزائريين من أجل التواصل مع تراثهم وتاريخهم والاعتزاز بهويتهم بكل أبعادها العربية والأمازيغية والإسلامية والإنسانية".
كما أجمع عدد من المفكرين والباحثين والمثقفين في الجزائر على اعتبار تظاهرة "الأسبوع الثقافي الأمازيغي" بـ"المناسبة المهمة للتصالح مع الذات".
واستناداً إلى دراساتهم وأبحاثهم، شدد الباحثون والمثقفون الجزائريون على "تفتح الأمازيغ في علاقاتهم مع الأمم الأخرى، خصوصاً منذ عهد يوبا الثاني"، والذي أسهم -بحسبهم- في "تشييد صروح علمية من جامعات ومكتبات، إضافة إلى مساهمات الأمازيغ في فتح الأندلس وإيصال الإسلام إلى أفريقيا".
وخلال الأسبوع الثقافي الأمازيغي الثاني من نوعه بالجزائر، أقيمت معارض للمنتجات التقليدية الأمازيغية، من ملابس وحلي ومأكولات تقليدية شعبية وأوانٍ تقليدية وفخارية وجلود وسجاد، والتي تتميز عن غيرها برموز ونقوش ورسومات أمازيغية قديمة.
إضافة إلى محاصيل زراعية ومواد غذائية مثل زيت الزيتون والجوز والبلوط والتي تشتهر بها المدن الجزائرية، وتعد موروثاً شعبياً حافظ عليه سكانها منذ قرون.
أسبوع الثقافة الأمازيغية خُصص أيضا لأنشطة ثقافية متنوعة، من خلال معارض لكتب تتحدث عن تاريخ الجزائر القديم وعن الثقافة والأدب والتراث الأمازيغي، إضافة إلى قراءات شعرية بمختلف اللهجات الأمازيغية ومسابقات فكرية.
كما ألقي عدد من المحاضرات عن التاريخ الأمازيغي، من أهمها محاضرة "نوميديا الغربية" و"الأدب الأمازيغي المترجم" بمحافظة وهران (غرب الجزائر).
وبعاصمة الغرب الجزائري أيضا (وهران)، عرضت بقاعة سينما المدينة 3 أفلام جزائرية باللغة الأمازيغية.
ويتعلق الأمر بـ"ماشاهو" للمخرج بلقاسم حجاج، "جبل باية" للمخرج عز الدين مدور، وفيلم وثائقي بعنوان "لعنة زهرة" للمخرجة فاطمة سيساني.
مدارس الجزائر انضمت هي الأخرى إلى برنامج "الأسبوع الثقافي الأمازيغي"، من خلال احتفالات وأنشطة مدرسية أشرف عليها المعلمون والمساعدون التربويون.
نشاطات أبرزت طريقة الاحتفال بالتراث الجزائري الأمازيغي، وبمشاهد وصور متكررة في المدارس الجزائرية، حضرها التلاميذ بألبسة تقليدية جزائرية، حاملين معهم مأكولات تقليدية وحلويات.
وأكدت وزارة التربية الجزائرية أن الهدف من إشراك التلاميذ في هذه التظاهرة الثقافية السنوية هو تربية الأجيال الجديدة على الأبعاد الـ3 المكونة للهوية الجزائرية وهي "الإسلام والعربية والأمازيغية".
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وجهت وزارة التربية الجزائرية مراسلة إلى مديريات التربية بمختلف المحافظات وطلبت منهم "إحصاء المؤسسات التربوية التي لم تحتفل بالأسبوع الثقافي الأمازيغي".
كما طالبت نورية بن غبريط رمعون، وزيرة التربية الجزائرية، في مراسلتها "بمعاقبة المؤسسات التربوية التي لم تحتفل برأس السنة الأمازيغية، وأمرت بتوجيه إنذار كتابي لها، على أن تتم محاسبتهم نهاية السنة الدراسية".