مهرجان المسرح الأمازيغي في الجزائر.. صراع من أجل الاستمرار
11 فرقة مسرحية تقدم عروضاً مختلفة مستمدة غالبية سيناريوهاتها من الموروث الثقافي الأمازيغي لمختلف المناطق الجزائرية.
اختتمت، الأربعاء، بمحافظة باتنة (شرق الجزائر)، فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي للمسرح الأمازيغي تحت شعار "الانفتاح والاستمرارية"، وهو المهرجان الذي يهدف إلى ترقية الثقافة والفنون الأمازيغية بالجزائر.
- 14 دولة و27 فيلماً في الدورة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما
- "كوكو".. مملكة أمازيغية بالجزائر تحدت العثمانيين قبل 500 عام
ووسط حضور جماهيري كبير ولافت بحسب ما رصدته "العين الإخبارية" التي حضرت جانباً منه، قدمت 11 فرقة مسرحية عروضاً مختلفة مستمدة غالبية سيناريوهاتها من الموروث الثقافي الأمازيغي لمختلف المناطق الجزائرية، وذلك على خشبة مسرح محافظة باتنة العتيق.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، غابت محافظة باتنة المستضيفة للمهرجان، عن التظاهرة لأسباب بقيت مجهولة، فيما شاركت 6 محافظات أخرى وهي: أم البَواقي وسْطيف وتيزيوزو من شرق الجزائر، ووَرْقلة وغَرداية من جنوبها.
وتنافست العروض المشاركة على 8 جوائز تتعلق بأفضل عرض متكامل، وأفضل إخراج، وأفضل نص أصلي، وأفضل دورين رجالي ونسائي، وجائزة أحسن تصميم مسرحي، المعروف باسم "السينوغرافيك"، وجائزة أحسن تأليف موسيقي.
وتوج مسرح محافظة أم البواقي بجائزة أحسن عرض متكامل عن مسرحية "تيمنقلة"، التي تعني "الخيوط المتشابكة"، وتم عرضها باللهجة "الشاوية" الأمازيغية المنتشرة في شرق الجزائر.
مسرحية "تيمنقلة" التي أخرجها الفنان لحسن شيبة، تعود أحداثها إلى سنوات التسعينيات المعروفة في الجزائر بـ"العشرية السوداء"، وهي الفترة التي عاش فيها الجزائريون جحيم الإرهاب.
المسرحية طرحت في قالب كوميدي، تتلخص أحداثها في ظروف قاهرة اضطرت زوجين إلى مغادرة مدينتهما (أم البواقي)، والاستقرار في الريف بمنزل عائلي قديم، وبحكم طبيعة تخصصه كبيطري، وجد الزوج فرصة عمل في ذلك الريف، لكنه نقل معه "غيرة زوجته" التي لا تطاق بحسب سيناريو المسرحية.
وبالنظر إلى صعوبة تلك المرحلة أمنياً، توالت أحداث العرض المسرحي، وبات ذلك المنزل بمثابة "الملجأ" للكثير من الهاربين من جحيم الإرهاب، لتنتقل بعدها الأحداث إلى بروز صراعات بين ساكني المنزل. صراعات تنسي الزوج غيرة زوجته، و"تُشفي" الزوجة من غيرتها الكبيرة على زوجها، إذ بات الزوجان "حكماً" بين المتصارعين داخل منزلهما، وفي قالب فكاهي انتقلت المسرحية إلى قيادة الزوجين مفاوضات بين المتصارعين.
وحاولت مسرحية "الخيوط المتشابكة" إعطاء وصفة ناجعة "للعيش بسلام" تحت سقف واحد بين أبناء البلد الواحد، مركزة على العوامل الرئيسية لنجاح ذلك العيش من خلال احترام حرية الآخر والتسامح.
وحصدت محافظة تيزيوزو 3 جوائز، وهي جائزة أحسن مخرج، والتي عادت للمخرجة "تونس آيت علي" عن مسرحية "إنوا كتش" التي تعني "من تكون؟"، وجائزة أحسن تصميم مسرحي عن مسرحية "تيمووراث" التي تعني "المطلقات"، وجائزة أحسن دور نسائي التي عادت للممثلة "زليخة طالبي" عن دورها "فاطمة" في المسرحية ذاتها.
ونالت محافظة سطيف جائزتين عن أفضل نص وأفضل تأليف موسيقي عن مسرحية "إيضن أوسلكم"، التي تعني "ليلة الإعدام"، أما أحسن دور رجالي فقد ناله الممثل "محمد لفقير" عن دوره "موح" (اسم مختصر لمحمد) في مسرحية "موح يروح" (محمد يذهب)، التي أنتجها مسرح محافظة بجاية.
وعلى الرغم من وصول المهرجان إلى عامه الـ10، فإن الطبعة الـ10 طرحت إشكالية استمرار المهرجان في ظل قلة الموارد المالية التي اشتكت منها إدارته، وهي الصعوبة التي ألقت بضلالها على برنامج المهرجان.
وقررت إدارة المهرجان إلغاء عدد من النشاطات، من بينها ورشة التدريب التي تعد الوحيدة في الجزائر التي تختص بالتكوين في الفنون المسرحية باللغة الأمازيغية، ما دفع بفنانين من المنطقة إلى دق ناقوس الخطر، والدعوة إلى مساهمة القطاع الخاص في الطبعات المقبلة تفادياً لتوقف هذا المهرجان السنوي.
وعلى الرغم من محدودية ميزانية المهرجان، فإن المشاركين فيه من فناني المسرح في الجزائر، دعوا إلى ضرورة منح فرص أكثر للنصوص المسرحية الشبابية المكتوبة بمختلف اللهجات الأمازيغية، مع ضرورة استحداث لجنة لقراءة النصوص بهدف الرفع من مستوى الأعمال المسرحية باللغة الأمازيغية.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز