كم مرة استضافت الجزائر القمة العربية؟
تستعد الجزائر لاستضافة رابع قمة عربية في تاريخها يومي 1 و2 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتأتي بعد 17 عاما من آخر قمة استضافتها عام 2005.
ويبدو أن الجزائر على موعد دائم مع القمم العربية التاريخية، فأول قمة استضافتها كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 1973، بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، وكانت الثانية في يونيو/حزيران 1988 عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول 1987.
وجاءت القمة الثالثة التي استضافتها الجزائر في مارس/آذار 2005 لتكون أول قمة عربية تعقد بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وهو ما شكل نقطة تحول عربية مهمة، كما تزامنت مع الذكرى الستين لإنشاء الجامعة العربية.
وتأتي قمة 2022، لتتزامن مع الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة الجزائر التحريرية، كما أنها أول قمة تعقد منذ 2019، بعد تأجيلها أكثر من مرة بسبب أزمة وباء فيروس كورونا.
وتستعرض "العين الإخبارية" القمم السابقة التي استضافتها الجزائر وأهم قراراتها.
1973..قمة الدعم العربي
بعد وقف إطلاق النار في بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، استضافت الجزائر برئاسة الرئيس هواري بومدين في 26 نوفمبر /تشرين الثاني من العام ذاته مؤتمر القمة العربية بحضور 16 دولة عربية بمبادرة من سوريا ومصر، فيما قاطعته العراق وليبيا.
وكانت هذه القمة العربية هي الأولى التي تستضيفها الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962.
وجاء في أبرز قرارات تلك القمة تقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد إسرائيل، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية، واستمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة.
كما تم في هذه القمة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، وفي ذلك المؤتمر أيضا، تم قبول انضمام موريتانيا إلى الجامعة العربية بعد سنوات من استقلالها.
1988.. قمة الدعم الفلسطيني
عقدت في 7 يونيو/حزيران بمبادرة من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول 1987.
وكانت هذه القمة قبل 4 أشهر من اندلاع أحداث ما يعرف بـ"العشرية السوداء" في الجزائر، والتي شهدت موجة من الأعمال الإرهابية استمرت حتى عام 2002.
وجاء دعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وتعزيز فعاليتها وضمان استمراريتها، على رأس قرارات القمة، التي كانت أيضا من أوائل الداعين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف أممي.
القمة أيضا جددت التضامن العربي الكامل مع العراق والوقوف معه في حربه ضد إيران، كما أدانت الاعتداء الأمريكي على ليبيا، وتأييده لسيادة ليبيا على خليج سرت.
كما كانت قمة الجزائر 1988 سباقة في إدانة الإرهاب الدولي والممارسات العنصرية، وطالبت كذلك بالبدء بالنزع التدريجي للأسلحة النووية.
2005.. نقطة تحول عربية
القمة الثالثة التي استضافتها الجزائر عقدت في 22 و23 مارس/آذار 2005، وكانت أول قمة عربية تعقد بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات، واغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وتزامنت كذلك مع الذكرى الستين لإنشاء الجامعة العربية.
وتعتبر هذه القمة هي أول اجتماع عربي تستضيفه الجزائر بعد انتهاء العشرية السوداء في 2002.
وكانت مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في 2002 على رأس الموضوعات التي ناقشها القادة العرب، الذين جددوا التزامهم بها باعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.
وأكدت القمة أن عملية السلام كُل لا يتجزأ وتقوم على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولاسيما القرارين 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد.
ودعا القادة العرب إلى احترام وحدة وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، كما رحبوا بتوقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في يناير/كانون الثاني 2005، فيما أعربوا عن قلقهم إزاء تطورات الأوضاع في إقليم دارفور، وأكدوا تضامنهم مع سوريا إزاء "قانون محاسبة سوريا".
كما سميت “قمة الإصلاحات” حيث اتخذت خلالها قرارات جيدة لإصلاح الجامعة العربية والأجهزة التابعة لها،
وكانت هذه القمة هي الوحيدة التي رأسها الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة خلال فترة حكمه (1999-2019).
2022.. قمة لم الشمل
يأتي انعقاد قمة الجزائر 2022، بعد توقف دورية انعقاد القمم العربية لمدة 3 سنوات، حيث كان مقررا عقدها في مارس/آذار 2020، ولكن بسبب ظروف أزمة وباء فيروس كورونا تم تأجيلها أكثر من مرة على مدار عامين، حتى سنحت الفرصة بإقامتها.
وتبدأ القمة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لتتزامن مع الذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائري عام 1954، وستكون هذه القمة هي الأولى التي يشارك فيها الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون، وتعقد تحت شعار لم الشمل العربي.
ومن المقرر أن تكون هذه القمة، هي أول قمة عربية رقمية بالكامل، حيث سيتم الاستغناء تماما عن الأوراق خلالها.
واستعدت الجزائر لاستضافة القمة بشكل غير مسبوق، سواء من الناحية اللوجستية، أو الإعلامية، وقد بدأت بالفعل قبل أيام الاجتماعات التحضيرية للقمة على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين ووزراء الخارجية العرب.
وتناقش قمة الجزائر 2022 عددا من الملفات المهمة أبرزها التدخلات الإيرانية، وسد النهضة ومساندة مصر في قمة المناخ واستثمار عقدها بدولة عربية، والتدخلات التركية في الشأن العربي، والأزمة السورية والتطورات على الساحة الليبية واستراتيجية الأمن الغذائي العربية.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز