رئيس الجزائر يعلق على ذبح محامية في ظروف غامضة
جريمة اغتيال غامضة تهز الجزائر بعد ذبح محامية شرق البلاد، وأجهزة الأمن تلقي القبض على 3 مشتبهين ورئيس الجزائر يعلق على الواقعة
استنكر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جريمة اغتيال محامية جزائرية شرق البلاد "ذبحاً" ووصفها بـ"الاغتيال الجبان".
ونشر تبون، مساء الثلاثاء، تغريدة عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر" وجه فيها تعازيه لعائلة المحامية المغدورة ياسمين طرافي صاحبة الـ28 عاماً التي تعرضت للذبح من قبل 3 مجرمين بمحافظة البويرة (شمال شرق الجزائر).
- الجيش الجزائري يدمر 12 مخبأ للإرهابيين شرقي البلاد
- وسقط "بن شعشوعة".. القبض على أخطر تاجر مخدرات بالجزائر
وقال الرئيس الجزائري في تغريدته: "أمام الاغتيال الجبان الذي راحت ضحيته المحامية طرافي ياسمين بالبويرة وهي في مقتبل العمر، لا يسعنا إلا أن ننحني أمام روحها الطاهرة، متضرعين للمولى أن يلهم ذويها الصبر والسلوان"، وقدم تعازيه الخالصة لعائلتها وأسرة المحامين.
واهتزت الجزائر، ليلة الاثنين، على جريمة بشعة وصفت بـ"الغامضة" قام بها مجهولون ضد المحامية ياسمين طرافي (28 عاماً) حينما كانت في طريقها مع خطيبها للعودة إلى مسقط رأسها بمحافظة البويرة.
وقام المجرمون بـ"ذبحها من الوريد إلى الوريد"، وتعرض خطيبها لضرب مبرح أدخل بعدها مباشرة إلى العناية المركزة بمستشفى البويرة، الذي أكد بأنه في "حالة خطرة بعد دخوله في شبه غيبوبة".
وتمكن الدرك الجزائري (فرقة أمنية تابعة للجيش)، الثلاثاء، من إلقاء القبض على 3 مشتبهين بعد أن تمكن خطيب المغدورة من التعرف على الجناة، وتمت إحالتهم إلى المحكمة.
وأصدرت نيابة الجمهورية بمنطقة "عين بسام" التابعة لمحافظة البويرة بياناً اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، كشفت فيه عن حيثيات الجريمة.
وأشار إلى تحويل قوات الدرك جثة الضحية المحامية إلى مستشفى المدينة، فيما يتواجد خطيبها المدعو "ك.ع" في مستشفى بالعاصمة بحالة "شبه غيبوبة" بعد تعرضه لاعتداءات على الرأس.
وأمرت النيابة العامة بتشريح جثة المحامية المغدورة، لتحديد أسباب وظروف وفاتها، مؤكدة في السياق استمرار التحقيقات الأمنية للكشف عن ملابسات وأسباب الجريمة.
وكشف البيان عن أن الضحيتان كانتا على متن سيارة من نوع "فيات فيورينو" متوقفة بالطريق الرابط بين منطقتي "عين بسام وبئر غبالو" بمحافظة البويرة، وهي اللحظة التي تمت فيها الجريمة في حدود العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي (21.00 بتوقيت جرينيتش) بحسب أهل الضحية.
وأكدت تمكن فرق الدرك من خلال تحريات أولية من توقيف 3 أشخاص مشتبه بهم في ضلوعهم بالجريمة، والذين تتراوح أعمارهم بين 23 و29 و32 سنة.
وأثارت جريمة ذبح المحامية ياسمين طرافي صدمة في الشارع الجزائري، خصوصاً مع طريقة اغتيالها بـ"الذبح من الوريد إلى الوريد" وهو الأسلوب الهمجي والإجرامي ذاته الذي تستعمله الجماعات الإرهابية سنوات التسعينيات في تنفيذ مجازرها الجماعية ضد المدنيين في القرى والمداشر، أو خلال "حواجزها المزيفة" بالطرقات.
ووصف المتابعون جريمة الاغتيال بـ"الغامضة"، واستبعد آخرون أن تكون دوافع العملية تصفية حسابات انتقاماً من أحكام قضائية خصوصاً وأن المغدورة لا زالت في مرحلة التربص والاختبار في سلك المحاماة ولم تمارس بعد مهمتها كمحامية.
رسالة مؤثرة
وأعاد الجزائريون نشر تغريدة سابقة للمحامية الراحلة ياسمين طرافي نشرتها، شهر مارس/آذار الماضي، عبر صفحتها على موقع "الفايسبوك" "تنبأت فيها بقرب أجلها وطلبت الصفح من الجميع" دون أن تتحدث عن تهديدات بالقتل.
وتوجهت بنداء إلى كل "من اغتابتهم بزلة لسان في نفسها أو مع جماعة بدون قصد أو أخطأت بحق أي أحد"، وطلبت منهم أن يسامحوها.
وأرجعت الراحلة ياسمين أسباب مخاوفها من "انتشار موت الفجأة وتساقط الأرواح"، وتساءلت "نحن راحلون ولا نعلم كيف سنفارق الدنيا؟ ومتى؟ ومن المؤلم مفارقتها وقلوبنا مليئة بالمواقف التي لم تُحك ولم تجد للغفران طريقاً لها".
وختمت بالقول: "سامحوني لوجه الله، وليس عيباً أن تعترف بأنك أخطأت.. اللهم لا تبليني في أحبتي واجعلني أول من يرحل عنهم"، فكان لها ذلك بأن رحلت بجريمة بشعة كسرت قلوب أهلها ومعارفها.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز