مصرع جزائري سقط في أنبوب مائي منذ 6 أيام
العمل لا يزال جاريا لاستخراج جثة الشاب الجزائري عياش محجوبي وسط مطالبات من سكان منطقة "أم الشمل" بعدم التسرع تجنباً لتشويه الجثة
لم يسبق أن تحول حادث في الجزائر إلى قضية رأي عام في كل بقعة من البلاد كما حدث مع واقعة سقوط الشاب عياش محجوبي (26 عاماً) في "أنبوب مائي" يشبه البئر الارتوازية بمنطقة "أم الشمل" التابعة لمحافظة المسيلة، (242 كلم جنوبي الجزائر العاصمة).
وبعد 6 أيام كاملة من سقوط الشاب داخل الأنبوب، الثلاثاء الماضي، وعقب تضارب كبير للأخبار، أعلنت مصالح الحماية المدنية الجزائرية، الأحد، في بيان لها، مصرع الشاب عياش بعد أن غمرت المياه كل جسمه، فيما لا يزال العمل جارياً لاستخراج جثته، وسط مطالبات من سكان منطقة "أم الشمل" بعدم التسرع في إخراج الجثة تجنباً لتشويهها.
وذكر مواطنون من محافظة المسيلة، في حديثهم لـ"العين الإخبارية"، أن سقوط الشاب عياش الذي يعمل فلاحاً بمنطقة "أم الشمل" جاء عندما كان يسير في تلك المنطقة الزراعية الخالية، دون أن يعلم بوجود ذلك الأنبوب المائي.
فيما تباينت روايات بعض الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تأكيد والد عياش أن الأنبوب المائي مغلق منذ 18 عاماً، ونفى أن يكون ابنه مصاباً بإعاقة ذهنية.
فيما رجحت مصادر من منطقة "أم الشمل" فرضية الشبهة الجنائية في حادثة سقوط الشاب، في انتظار فتح تحقيق أمني في ملابسات الحادث.
بداية الحادثة كانت الثلاثاء الماضي، حين هرع سكان منطقة "أم الشمل" لإنقاذ الشاب عياش بعد تأخر مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية للمدينة في الحضور، وسارع سكان المنطقة باستخدام جرافات ومعدات أخرى خاصة بهم وشرعوا في الحفر على جوانب الأنبوب المائي في محاولة لإخراج عياش.
وسقط عياش داخل الأنبوب المائي وتوقف عند عمق 30 متراً، في وقت يصل عمق الأنبوب إلى 100 متر، ولا يتجاوز قطره 40 سنتيمتراً.
وطوال 6 أيام كاملة، استمرت محاولات فرق الحماية المدنية في الحفر للوصول إلى عياش، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل، واستعملوا مضخات لامتصاص المياه لكنها لم تتمكن من ذلك.
كما ألقت فرق الحماية المدنية بأنبوب أكسجين في محاولة لإنقاذ حياته، واستمرت المحاولات بالحفر مع الاستعانة بمضخات المياه.
ورجحت مصادر في الحماية المدنية أن يكون الشاب عياش توفي في اليوم الـ4 من وجوده داخل الأنبوب المائي بعد ارتفاع منسوب المياه، لتتحول العملية من محاولة لإنقاذ الشاب إلى عملية لانتشال جثته.
وشهد حادث سقوط عياش محجوبي داخل البئر الحديدية المائية تفاعلاً غير مسبوق من قبل الجزائريين، وخلف ردود فعل متضامنة وغاضبة، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي، في سابقة هي الأولى من نوعها بالجزائر، إلى منصات لنقل الأخبار العاجلة والبث المباشر لعمليات الإنقاذ، وسط حضور كثيف لسكان منطقة "أم الشمل".
وتصدر هاشتاق "#أنقذوا_عياش" قائمة الترند العالمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد أن أخذت قضية الشاب عياش أبعاداً عالمية، كما انتشر هاشتاق "#كلنا_عياش" بشكل كبير عبر موقع "تويتر"، والذي عبر من خلاله كثير من الجزائريين عن غضبهم من الفشل في إنقاذ مواطن جزائري واستخراجه من حفرة.
وسارعت مصالح محافظة المسيلة لإرسال تعزيزات أمنية مكثفة إلى منطقة "أم الشمل" خشية تحول غضب سكانها إلى احتجاجات عارمة.
واتهمت عائلة عياش محجوبي وسكان منطقة "أم الشمل" السلطات المحلية لمحافظة المسيلة "بالتقصير في محاولة إنقاذ عياش"، وبأن كل المعدات الموجودة لإنقاذ الشاب هي ملك لسكان منطقة "أم الشمل".
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز