9 عادات فريدة لأمازيغ الجزائر بعيد الأضحى.. أغربها "التخضيب بالدم"
يزخر الموروث الشعبي والثقافي الجزائري بالقصص التراثية الحقيقية منها والأسطورية، وتكتب معها قصة شعب عمره بمئات آلاف السنين.
ولا تكاد تخلو مناسبة أو منطقة جزائرية من حكايات قديمة لا يزال الكثير منها إلى يومنا تتجسد في عادات متوارثة، مثلما هو الحال عند أمازيغ الجزائر.
- عادة جزائرية قديمة بعيد الأضحى.. اللسان للأطفال والجلد لوجه المراهقات
- تخضيب رأس الأضحية بالحناء.. عادة جزائرية تتحدى الزمن
ويكفي أن تزور قرية صغيرة بهذا البلد العربي والأمازيغي لتكتشف "عالماً آخر غريباً أو فريدا" تسوده الأساطير والخرافات وحتى الحقائق التاريخية، تبرز في تلك العادات التي يستذكرها أهل هذه المناطق في المناسبات الدينية والاجتماعية.
ومن أكثر المناسبات الدينية التي تروي جانباً من قصص الأمازيغ بالجزائر هو عيد الأضحى، به تفاصيل صغيرة عن قصص أسطورية أو خرافية أو حقيقية مستمدة من الموروث الشعبي الأمازيغي الضارب في التاريخ.
ومن أكثر المناطق الأمازيغية الجزائرية التي لا زالت محافظة على ذلك الموروث، منطقة القبائل الأمازيغية، وتحديدا بمداشرها وبلداتها الصغيرة المعروفة باسم "الدشور" وهي جمع كلمة "دشرة" وتعني القرية الصغيرة.
بهذه "الدشور" تكتشف في عيد الأضحى عادات غريبة في عيد الأضحى، ووراء كل عادة غريبة قصة لا تقل غرابة امتزجت فيها الخرافات والأساطير المتوارثة، لتصنع أجواء عيد فريدة عن بقية المناطق الجزائرية.
وفي هذا التقرير، تستعرض "العين الإخبارية" 9 أبرز عادات فريدة عند أمازيغ الجزائر في عيد الأضحى.
نحر التيس بيوم عرفة
من أقدم العادات في القرى الصغيرة لمنطقة القبائل الجزائرية توجد عادة شراء ونحر تيس، ليس يوم عيد الأضحى، بل "يوم عرفة".
إذ يولي أمازيغ الجزائر "قدسية" كبيرة لهذا اليوم مثل أيام عيد الأضحى، وصيامه كأنه "إجباري" في هذه البلدات الصغيرة والساحرة بجمالها.
ولأنهم يعرفون بأن الإسلام دين يسر وليس عسرا، فإن اقتناء التيس ليوم عرفة ليس بالإلزامي "على كل فرد من القرية"، ويمكن أن تتشارك فيه مجموعة من الأقارب، ويُسمح أيضا بشراء بين كيلوجرام إلى كيلوجرامين من اللحم، وفي أضعف الأحوال تذبح دجاجة.
وبعد أن يذبح التيس في الصباح الباكر من يوم عرفة، تشرع النسوة في هذه القرى في تحضير وجبة العشاء وهي "الكسكسي بلحم التيس والخضار"، وتسمى عندهم بـ"وجبة ليلة عيد الأضحى" وباللهجة الأمازيغية ""إمَنْسي لعيد".
تخضيب الحواجب بالدم
هناك أيضا عادة غريبة جدا عند أهل قرى منطقة القبائل الأمازيغية في عيد الأضحى، وهي "إلزام البنات" بـ"تخضيب ما بين حواجبهن بقليل من دم الأضحية برأس السكين الذي ذبحت بها الشاة" وهناك من يقول إنها لا تتعدى نقطة أو نقطتان من ذلك الدم.
وتُستمد هذه الطقوس من أسطورة أمازيغية قديمة تسمى "سَكْسَغَاكُنْتْ ثْشَرْكَا" وتعني "إزالة الشرك".
وفي حال رفضت البنات القيام بهذا الطقس الغريب فإنهن يتعرضن لعقاب من والدتهن لكن بعد مرور ما يسمى "أيام لعواشر".
منع إبكاء الأطفال
ولأمازيغ منطقة القبائل الجزائرية عادة أخرى، وهي "منع معاقبة أو إبكاء أي طفل" خلال أيام عيد الأضحى.
وفي معتقداتهم فإن ذلك "يمنع الحزن عن الطفل في أعياد حياته المقبلة".
تجنب "لعنة الأجداد"
ومن العادات الغريبة والعجيبة أيضا في هذه المنطقة الجزائرية، ربط تحضير العشاء بإلزامية "تفوير الكسكسي".
وبعد نحر الأضحية وسلخها وتحضير أكلة "البوزلوف" للعشاء، لا يمكن لأي سيدة بيت بالقرى الأمازيغية الجزائرية أن تنسى "تفوير الكسكسي" وإلا "حلت عليهم لعنة الأجداد".
خرافة أمازيغية لا زالت سائدة في قرى منطقة القبائل الجزائرية، إذ تلجأ كثير من العائلات هناك لما يسمى بـ"تفوير الكسكسي" وتعني "طهي الكسكسي على البخار"، والهدف من ذلك في معتقداتهم القديمة "تجنب لعنة الأجداد" التي تسمى في اللهجة القبائلية بـ"ذَدَّعَة".
أجزاء من الأضحية
عادة قبائلية أمازيغية أخرى في عيد الأضحى بالجزائر، وهي نزع الكتف الأيمن من الأضحية، مع جزء من رقبتها وجزء آخر من الكبد ليأكل منها أفراد العائلة.
ويشترط في هذه العادة أن يتم نزع تلك الأجزاء من الأضحية "قبل آذان المغرب"، فيما يُجهل مصدر هذه العادة.
عين وأنف الخروف
ولا تتوقف العادات الغريبة لأهل منطقة القبائل الأمازيغية خلال عيد الأضحى عند ما سبق، فهناك ما هو أغرب منها.
إذ تلتزم قرى ومداشر هذه المنطقة الجزائرية اعتمادا على أساطير أمازيغية قديمة بـ"عدم تقديم عين الخروف أو أنفه لفتيات البيت".
واستنادا إلى تلك الأساطير والخرافات فإن منحهن تلك الأجزاء من الأضحية هو "فأل شيء"، وتسرد أيضا أنه إذا أكلت البنت العين "ستكون تحت مراقبة الجميع، وستكون عرضة للانتقاد واكتشاف كل هفواتها وأخطائها".
أما "أسطورة أنف الأضحية" فتروي أن ذلك الأنف "يرمز إلى العبوس" بينما في معتقدات الأمازيغ يشترط على الفتاة "أن تكون مبتسمة دائماً".
عيدية اللحم
ويشتهر أمازيغ الجزائر بعادات التكافل الاجتماعي في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية، وتبرز خلال عيد الأضحى واحدة من أوجه ذلك التكاتف في عادة تقليدية وهي "عيدية اللحم".
إذ تتبادل العائلات فيما بينها "قُفة" مملوءة بالطحين والكتف الأيمن من الأضحية وجزء من أكلة البوزلوف والكرشة، وعلبة حناء وقطعاً من الصابون وعلبتي قهوة وسكر، وتغطى تلك القفة بقطعة قماش، ولا يمكن للرجل أن يزور أخته أو والدته إلا وبيده تلك القفة.
الكتف الأيسر
ولا تخلو هذه العادة التي تحمل كل قيم التضامن الاجتماعي عند أمازيغ الجزائر من بعض الغرائب، فتتم بطقوس وحسابات لا يمكن تجاوزها.
وفي عادات منطقة القبائل الجزائرية في عيد الأضحى أنه إذا كانت في العائلة أخت متزوجة فيشترط أن "يقدم لها الكتف الأيسر"، وإن كانت هناك أخوات أخريات متزوجات يقدم لهن "الفخذ الأيمن والفخذ الأيسر".
الهدية النقدية
ولكونها منطقة تقدس التضامن والتكاتف الجماعي، فإن للفقير بينهم أو محدود الدخل نصيب من فرحة العيد.
وفي حال عجز أحد أفراد العائلة عن شراء أضحية العيد، يقدم له أشقائه وشقيقاته "هدية نقدية" أو نصيبها من اللحم، وهي عادة سائدة في كل قرى أمازيغ الجزائر.
مكسر العظام
عادات أمازيغ الجزائر في عيد الأضحى تمتد إلى يومه الثالث الذي يسمى عندهم بـ"مَرْزِي إَغَسَانْ" ويعني "مُكسر العظام".
هي عادة غريبة أيضا، تقوم فيها ربات البيوت بسلخ اللحم من الأفخاذ والأكتاف، وتحضر للقلي أو الشوي كوليمة لوجبة الغذاء.
أما تلك العظام فلا يتم رميها، إذ يتم تقطيعها ثم كسرها، و"بها يحضر عشاء اليوم الثالث" من العيد.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA==
جزيرة ام اند امز