"الشخشوخة" الجزائرية.. نقطة ضعف لا تقاوم
يقول أهل الاختصاص إن "الأكلات هي أصالة الشعوب"، والمطبخ الجزائري الثري يترجم أصالة هذا الشعب العربي.
وللجزائريين قصص طويلة وكثيرة مع الأكلات والأطباق وحتى الحلويات التقليدية، التي لا ترمز فقط لذلك المطبخ الأصيل، بل لتاريخ بلد يمتد لمئات القرون.
- المردومة الأمازيغية.. أكلة جزائرية قديمة تنتشر خلال عيد الأضحى
- "البوزلّوف".. وصفات جزائرية متعددة لرأس أضحية العيد
ووراء كل طبق تقليدي جزائري قصة تروى، كما لكل أكلة منه مناسبته المفضلة أو المحددة، وترمز في غالبها إلى الأفراح أو حتى الأتراح، ولعل أبرز قيمة لها هي تلك اللمة العائلية التي تنجح تلك الأكلات التقليدية في جمعها.
ومن أشهر الأطباق الجزائرية "دون منازع" وفي جميع الولايات والقرى والمناطق الجزائرية، يوجد طبق "الشّخْشوخة".
طبق تقليدي قديم جدا لا يختلف اثنان بالجزائر، سواء على تسميته الموحدة أو مذاقه الذي لا يقاوم، إذ يعتبره الجزائريون "معشوق الأكلات التقليدية" و"نقطة الضعف التي لا تقاوم"، حتى إن السياح من أي دولة "يصدمهم" مذاقه.
وعكس طبق "الكسكسي" المشهور أيضا بالجزائر والمخصص للأفراح والأتراح، فإن طبق "الشخشوخة" مخصص لكل مناسبات الفرح مهما كان نوعها، أعراس وحفلات ختان، ونجاح، وأي شيء يرمز للفرح يكون طبق "الشخشوخة" سيدا للمائدة الجزائرية، فهو في معتقدات الجزائريين "عربون بركة" أو "تعبير عن حالة فرح قد لا تتكرر".
و"الشخشوخة" من المعجنات، وهي عبارة عن عجينة أو رقائق من العجين يتم صنعها من القمح اللين والماء والملح والزيت وتعجن جيدا، ثم يتم تقطيعها إلى قطع صغيرة على شكل كرات، وتُفتح بعدها بأصابع اليدين وراحتهما، ثم تطهى على ما يسمى في الجزائر بـ"طاجين الشخشوخة" وهو قطعة معدنية دائرية.
أصل الشخشوخة
لا توجد دراسات دقيقة بحثت في أصول طبق "الشخشوخة" التقليدي الجزائري، لكن كل ما توفر منها يؤكد أنها أكلة لعرب وأمازيغ الجزائر، وتوجد أنواع مختلفة منها سواء في معجناتها التي تعتبر مكونها الأساسي أو طرق تحضيرها.
وتذكر بعض المراجع التاريخية أن لطبق "الشخشوخة" قصة "صراع بين الغني والفقير"، وأوردت بأن ظهورها كان نتيجة "صراع طبقي بين الفقراء والأغنياء"، وأعده الفقراء ردا منهم على طبق كان مخصصاً للأغنياء فقط كان يسمى "المْصَوَّر".
وتشتهر عدة مناطق بشرقي الجزائر بـ"شخشوختها" الخاصة التي تميزها عن بقية مناطق الجزائر، إذ نجد "الشخشوخة الشّاوية" وهم أمازيغ شرق الجزائر، وكذا "الشخشوخة المسيلية" نسبة لولاية المسيلة، وكذا "شخشوخة بسكرة" وهي ولاية في شمال صحراء الجزائر، وأيضا "الشخشوخة البوسعادية" نسبة لمنطقة بوسعادة.
ومن أشهر أنواع هذه الأكلة التقليدية التي تتمتع بشعبية واسعة في جميع محافظات الجزائر، توجد أيضا "شخشوخة الظفر"، وهي علامة مسجلة بمطبخ ولاية قسنطينة العريقة التي تسمى أيضا "عاصمة الشرق الجزائري".
"الشخشوخة" التي تصنف كـ"إرث جزائري خالص" من المعجنات، وهو ما يعاب أحياناً على المطبخ الجزائري الذي يضم في قائمته الطويلة عدة أكلات من المعجنات، مثل "الكسكسي" و"لمحور" و"التريدة" و"الرشتة" وغيرها.
وتتميز كل أنواع "الشخشوخة" الجزائرية بمذاقها الحار واللذيذ كونها تعد بالفلفل الحار ومختلف أنواع البهارات القوية.
وتقدم" العين الإخبارية" في هذا التقرير، واحدة من أشهى وصفات أكلة "الشخشوخة" الجزائرية التقليدية التي يتم تحضيرها أيضا لعيد الأضحى.
طريقة تحضير طبق "الشخشوخة" التقليدي الجزائري
المكونات
- 2 كيلوجرام من لحم الغنم
- 3 حبات طماطم مفرومة
- ملعقتان كبيرتان من معجون الطماطم
- 3 فصوص من الثوم
- حبتان من الكوسة
- ملعقتان كبيرتان من الزبدة
- حبتان من البصل
- حبات من الفلفل الحار
- كوب من الحمص المنقوع في الماء
- رشة واحدة من الفلفل الأسود
- رشة واحدة من الملح
طريقة التحضير
- في قدر توضع المكونات التالية: اللحم والحمص والطماطم والبصل والبهارات، ثم تضاف لها ملعقتان من الزبدة مع نصف كوب من الماء، وتترك على نار هادئة حتى تنضج تلك الخضراوات.
- يضاف بعد ذلك كمية من الماء تقدر بلتر ونصف وتترك إلى درجة الغليان، وتضاف لها ملعقتان من معجون الطماطم.
- يتم بعدها تقطيع صفائح الشخشوخة وتطهى على البخار، ثم تضاف لها كمية قليلة من الزبدة.
- توضع بعدها في صحن كبير وتسكب عليها المرق، وتزين بحبات الحمص والكوسة، ويقسم اللحم إلى قطع متساوية وتضع على جوانب الصحن.