تخضيب رأس الأضحية بالحناء.. عادة جزائرية تتحدى الزمن
أيام فقط تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وهي مناسبة دينية روحانية وشعبية أيضا في جميع الدول العربية والإسلامية.
ولعيد الأضحى بالجزائر خصوصية كبيرة، تبدأ قبل حلول يوم العيد بأيام وأسابيع، بمظاهر فريدة بالشوارع والمدن، يسميها الجزائريون "ريحة العيد" (رائحة العيد).
- "مهيبة العيد".. طقوس تكريم "كنة" المستقبل في الجزائر
- حق الملح.. مكافأة المرأة الجزائرية في العيد على "معركة مطبخ رمضان"
وقبل حلول عيد الأضحى تشهد شوارع وأسواق مدن الجزائر حركة كبيرة، وتتحول الشوارع إلى "أسواق" كبيرة لبيع كل ما هو مرتبط بأضحية العيد، من علف وسكاكين و"شوايات".
كما تتباهى العائلات خصوصا في العاصمة الجزائرية بـ"الكباش ذات القرون الكبيرة"، وتشترك عديد منها في وضع أضاحيها بساحات العمارات أو الشوارع، خاصة تلك العائلات التي تقطن في العمارات.
الحناء.. بركة الأضحية
غير أن هناك عادة قديمة جدا ما زالت في معظم مناطق الجزائر وهي "تخضيب رأس الأضحية بالحناء" ليلة عيد الأضحى.
"العين الإخبارية" بحثت عن أصل هذه العادة الجزائرية القديمة، ووجدت الجواب عند السيدة "جازية" وهي سيدة جزائرية بالعاصمة الجزائرية، وأم لابنين اثنين.
"جازية" قالت لـ"العين الإخبارية" إن هذه العادة متوارثة من الأجداد وفي جميع مناطق الجزائر، ويُجهل تاريخها.
لكنها ربطتها بـ"بركة الحناء"، إذ أشارت إلى ارتباط "الحناء" بالفرح والبركة في الموروث الجزائري، وفسرت عادة تخضيب رأس الأضحية بالحناء ليلة العيد على أن تلك "الأضحية بركة وسُنّة نبوية وجب تكريمها بالحناء".
كما لفتت السيدة "جازية" أيضا إلى أن "الحناء" في الموروث الجزائري دلالة على "الشيء الجديد الجميل أو التبرك بما هو قادم من جديد".
وأشارت إلى أن عادة استعمال الحناء لا تقتصر فقط على أضحية العيد، فقد نوهت إلى معتقد جزائري قديم ما زال سائدا وهو أن وضع الحناء على أي شيء "يجلب البركة"، ومنه فإن تخضيب رأس الخروف حتى "يكون مباركاً".
وقالت: "في عاداتنا ليلة عيد الأضحى، نحضر الحناء في طبق خاص، ونخضب به أيدي وحتى أرجل الأطفال، ومن نفس الطبق نضع الحناء على رأس الخروف".
وتابعت قائلة: "بالنسبة لنا، فإن ذلك يجعل من الأضحية مباركة، وهو ما نقوم به مع بعض الأمور أو الأغراض التي نقتنيها جديدة مثل السيارات، إذ نضع الحناء على إطارات السيارة لتكون سيارة مباركة وتطرد عنها العين والنحس".