البولفاف.. أسهل وأسرع أكلة على مائدة الجزائريين في العيد
اقترب عيد الأضحى المبارك، وبدأت معه طقوس الجزائريين الخاصة بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
مناسبة يولي لها أهل هذا البلد العربي أهمية كبيرة جداً، تتجلى في عاداتهم وتقاليدهم، المستمدة أصلاً من تعاليم الدين الإسلامي أو من موروثهم الشعبي.
- أطباق عيد الأضحى الجزائرية.. أصناف شهية غنية باللحم
- حلويات عيد الأضحى 2021 في الجزائر.. وصفات تقليدية ترسم البهجة
قد تختلف تلك العادات من منطقة جزائرية إلى أخرى، إلا أن بعضاً منها يكاد يكون "الطقس الموحد" في جميع منازل الجزائريين.
ومن بين تلك العادات التي يتبعها أهل الجزائر صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك هو إعداد أكلة تقليدية خاصة تسمى شرق الجزائر بـ"البولفاف" وفي بقية المناطق بـ"الملفوف".
هي عادة إلزامية محببة لدى الجزائريين، ينتظرون هذه المناسبة الدينية، ليس لتذوقها فقط، بل ليعيشوا أجواء العائلة والمرح والمحبة التي أنستهم فيها هموم ومشاغل الأيام الأخرى.
وقد تكون هذه الأكلة التقليدية "الأسهل والأسرع" تحضيرا وإعدادا في المطبخ الجزائري، لكن ميزتها تلك اللمة العائلية في إعدادها، حتى إن هذه الأكلة عند كثير من العائلات الجزائرية "من اختصاص الرجل".
بينما يترك الرجل ذاته "مشقة" غسل وتنظيف أمعاء والكرشة وبقية ما يستخرج من داخل أضحية العيد لربة المنزل، وكذا الأمر ذاته للأطباق التي تسمى بـ"الثقيلة" التي يكون فيها لحم الخروف المكون الرئيسي.
طريقة تحضير "الملفوف" الجزائري
وبين "الملفوف" و"البولفاف" تختلف تسميات هذه الأكلة إلى حد ما، وكذا الأمر نسبياً في طريقة إعدادها، فكلها تصنع من كبد وشحم الخروف أو دهنه، لكن ما يجمعها هو أنه "أول ما يتذوقه الجزائريون بعد نحر أضحية العيد "مباشرة".
الاختلاف يكمن في طريقة تحضير "البولفاف" عند سكان الشرق الجزائري، إذ تكون قطع الكبد كبيرة الحجم مقارنة بـ"بولفاف" بقية المناطق الجزائرية، كما تغطى كل قطعة منها بشكل كامل بشحم الخروف.
وفيما يتعلق بالبهارات، فلكلٍ طريقته حسب مذاقه ورغبته، وإن كان الملح مادة أساسية، فإن هناك من يضع الكمون أو الفلفل الأسود.
تُغرز قطع الكبد المكسوة بالشحم بشكل متساوٍ في سيخ معدني أو خشبي، ويفضل كثير من الجزائريين أن لا تتعدى القطع 5 في كل سيخ لسهولة شويها على الجمر، وتوضع بين كل قطعة كبد قطع صغيرة أخرى من الطماطم والفلفل الحار لتزيد من روعة مذاق "البولفاف".
وتفضل معظم العائلات الجزائرية أن يكون ذوق هذه الأكلة على نار الجمر، ولا يكاد يخلو منزل جزائري من "الشّوّايّة" التي يتم فيها طهي "البولفاف" على الجمر.
هي ليست وسيلة كهربائية، بل يدوية، يصنعها اللحامون وتباع في الشوارع والمحلات أياماً قبل عيد الأضحى بالجزائر.
عادة محبة
"مسعودة" سيدة جزائرية من مدينة باتنة الواقعة شرقي الجزائر وتُعرف أيضاً بـ"عاصمة منطقة الأوراس" كشفت لـ"العين الإخبارية" عن أسباب تفضيل الجزائريين لأكلة "البولفاف" صبيحة يوم العيد.
مما ذكرته لـ"العين الإخبارية" بأن هذه الأكلة سهلة جداً، وبأنها تتركها لأبنائها لتحضيرها وشويها، لكنها اعتبرت بأن تلك اللحظات هي "أجمل ما تنتظره أمٌ وهي ترى أبنائها مجتمعين".
كل أبنائها متزوجون ويسكنون بعيدا عنها – كما قالت -، وأضافت بأنهم ينتظرون مناسبة عيد الأضحى ليجتمعوا في منزل الوالدين.
وبعد نحر أضاحيهم بساحة المنزل، أول ما يتم نقله إلى المطبخ هو كبد وشحم الخروف كما قالت السيدة "مسعودة"، ثم يشرع أبناؤها في تقطيع الكبد والشحم، وتحضير الجمر ووضعه في "الشواية".
السيدة الجزائرية وهي تتحدث عن عادة أكلة "البولفاف"، لم تكن تتحدث فقط عن مجرد أكلة أو عادة، بل تبين من حديثها لـ"العين الإخبارية" بأن لهذه الأكلة خاصية تميزها.
فهي – بحسب السيدة مسعودة – "أكلة يعدها الأبناء في أجواء من المرح والفرح والتسابق بينهم على من يطهو أحسن وأسرع، واللمة العائلية بأجواء مميزة".
أجواء – تضيف السيدة الجزائرية – بأنها "نادرة الحدوث ببقية الأيام لمشاغل الأبناء بحياتهم الخاصة"، لكنها أيضا "فرصة لاستعادة ذكريات الزمن الجميل عندما كان جميع الأبناء يعيشون في منزل واحد".
ورغم التعب الذي ينال منها طوال يوم كامل من تنظيفٍ وطهي باليوم الأول من عيد الأضحى، إلا أن السيدة "مسعودة" أكدت لـ"العين الإخبارية" أنها "لا تتمنى انتهاء ذلك اليوم حتى تبقى ترى أبنائها مجتمعين حولها، تعبهم في أجواء المرح والضحك راحة كبيرة لي" كما قالت.
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز