إخوان الجزائر وتبون.. حجر في مياه الانتخابات الرئاسية
رغم أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون دائم الانتقاد لجماعة الإخوان، فإن استقباله أحد ممثليهم في القصر الرئاسي فتح الباب أمام التكهنات حول السباق الرئاسي المقرر في أواخر العام الجاري.
بحسب بيان للرئاسة الجزائرية، استقبل تبون، أمس الإثنين، رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة.
بن قرينة حل ثانيا بنسبة 17.3% في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس تبون عام 2019، وشارك حزبه بعدها في الحكومة بوزيرين ورأس أحد نواب الحزب البرلمان، إلا أنه لم يعلن بعد موقفه من الترشح للرئاسة مرة أخرى.
وفي تصريح مقتضب عقب استقبال تبون له قال بن قرينة إن "اللقاء كان إيجابيا ومثمرا وناقشنا فيه القضية الفلسطينية وأعربنا عن دعمنا للمقاومة السياسية السلمية التي تقوم الجزائر بها في مجلس الأمن وكافة المحافل الدولية".
وأضاف "تناولنا وضعنا الداخلي بإسهاب كبير تقييم للسابق القريب والآني واستشراف المستقبل القريب والاستحقاقات القادمة كلها، وما ينجم عنها من دعم استقرار الدولة وتنفيذ البرامج ، وتطرقنا كذلك لمراجعة قانون الانتخابات".
ولم يكشف بن قرينة عما إذا كان سيخوض السباق الرئاسي المقبل من عدمه.
تأجيل الانتخابات؟
بن قرينة سبق له أن أثار الجدل الشهر الماضي، بعدما ألمح إلى إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة أواخر العام الجاري.
وقال إن "انتخابات 2019 كانت لاسترجاع الجمهورية، أما المقبلة فهي أول انتخابات حقيقية. وإذا لم يحدث أي طارئ خارق وكبير..."، وقطع كلامه تاركاً انطباعاً بأنه يتوقع عدم إجرائها في موعدها المحدد دستورياً (مرة كل خمس سنوات)، ثم أضاف: «ليس في ذهني شيء معين، ولا أعتبر الأمر وارداً، لكن أرى أن السنغال أجَّل انتخاباته... نحن نتحدث عن الفرضيات فقط".
وقوبل طرح بن قرينة بغضب في الشارع السياسي الجزائري دفعه لتبرير طرحه بأن تصريحاته تم تأويلها ليفهم منها رغبته في إرجاء الاستحقاق الرئاسي دستورياً.
رفض شعبي
من جانبه، قال المحلل السياسي عرفات بيداري إن الإخوان يناورون قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "بن قرينة منذ انتخابات 2019 يحاول تقديم نفسه باعتباره زعيم التيار الإسلامي بالجزائر، وهو ما جدد خلافاته مع حزب "حركة مجتمع السلم" (حمس) الذراع السياسية الرئيسية للإخوان بالجزائر.
وأشار بيداري إلى أن الإخوان يواجهون رفضا شعبيا في الشارع الجزائري، منذ انتهاء العشرية السوداء في 2002، بسبب ما اقترفته أيديهم بحق الجزائريين من جرائم وفظائع، وقال "لذلك يحاول دائما التنظيم تقديم نفسه عبر أكثر من حزب على أمل أن ينجح في خداع الشعب".
وأوضح أنه خلال عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة أو حتى بعده فشل الإخوان في تحقيق أي انتصارات كبرى في أي استحقاق انتخابي سواء في البرلمان أو المجالس المحلية أو الرئاسة.
وقال إنه رغم استمرار انتقادات حركة البناء الوطني للحكومة إلا أنها تشارك بوزيرين، كما أن سليمان شنين أحد نوابها رأس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى بالبرلمان) بعد استقالة بوتفليقة".
وتوقع بيداري أن يقدم الإخوان مرشحا للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وقال "لن يفوتوا الفرصة.. إنهم لا يريدون إدراك الرفض الشعبي لهم"، إلا أنه أضاف "لا فرصة لهم في الوصول لقصر المرادية".
وقال إن "وصول الإخوان للسلطة في أي دولة عربية كان مرتبطا بالتصويت العقابي، والجزائر كانت أول من فعلت ذلك في انتخابات البرلمان في ديسمبر/كانون الأول 1991 وهو ما فجر العشرية السوداء، ولسنا مستعدين لتكرار الأمر".
ويعود تأسيس حزب حركة البناء الوطني بالجزائر إلى عام 2013، حين انشق مصطفى بلمهدي عن حزب "حمس" برفقة عدد من الأعضاء الآخرين من بينهم بن قرينة، ليؤسسوا حزب "جبهة التغيير" بقيادة وزير الصناعة السابق عبدالمجيد مناصرة، بعد خلافات مع أبو جرة سلطاني زعيم "حمس" في ذلك الوقت.
ولاحقا انشق مصطفى بلمهدي وبن قرينة وآخرون عن جبهة التغيير، حزب "حركة البناء الوطني" بعد خلافات داخلية بين قيادات جبهة التغيير.
ولا تخفي جماعة الإخوان علاقتها بحركة البناء الوطني ورئيسها، إذ هنأت الجماعة في بيان نشرته على صفحتها بن قرينة بفوزه بفترة ثانية على رأس الحركة في مايو/أيار الماضي.
ويمثل التيار الإسلاموي في الجزائر 5 أحزاب هي حركة مجتمع السلم (حمس) وجبهة العدالة والتنمية (تضم 3 أحزاب) وحركة البناء الوطني وحركة النهضة الإسلامية والجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة.
وكان الرئيس تبون هو أول من فتح الباب أمام التكهنات حول ترشحه لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة نهاية عام 2024.
وخلال جلسة افتتاح الدورة غير العادية للبرلمان بغرفتيه (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني) في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، طالب أعضاء بالبرلمان الجزائري، تبون بالترشح لفترة رئاسة ثانية.
ورد تبون على تلك المطالبات قائلا "إن شاء الله يعطيني الصحة الكافية" دون أن يعلن رسميا موقفه من الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية عام 2024.
وانتخب تبون في ديسمبر/كانون الأول 2019 لولاية مدتها خمس سنوات، ويمكنه الترشح لولاية ثانية وأخيرة، وفقا للدستور الجزائري.
وتبون هو أول رئيس جزائري منتخب بعد استقالة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة في أبريل/نيسان 2019، إثر حراك شعبي استمر لعدة أشهر.
وفاز تبون بأصوات 58.15% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA==
جزيرة ام اند امز