الجيش الجزائري يشيد بإنجازات تبون.. «مغازلة» على طريق «المرادية»
دعم غير مباشر أعلن عنه الجيش الجزائري، اليوم الإثنين، للرئيس عبدالمجيد تبون، الذي طالبه البعض بالترشح لولاية رئاسية ثانية.
وتجرى الانتخابات الرئاسية في الجزائر أواخر العام الجاري، فيما لم يعلن تبون بعد موقفه الرسمي من الترشح لفترة ثانية في قصر "المرادية" الرئاسي.
وقالت مجلة "الجيش" الناطقة بلسان المؤسسة العسكرية في الجزائر إن "الجزائر الجديدة تحقق مكاسب ثمينة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأصبحت تحتل دورا بارزا إقليميا ودوليا".
وأشارت إلى أن استضافة الجزائر للقمة السابعة لمنتدى البلدان المصدرة للغاز، هي بحق قمة التحديات الكبرى، كونها عقدت في خضم توترات جيوسياسية وصعوبات اقتصادية تخيم على دول العالم، وقالت إن "الجزائر طرف فعال في ضمان أمن الطاقة العالمي، وهو ما يعكس مكانتها المرموقة. وموثوقيتها الأكيدة في ساحة الطاقة العالمية".
وأشادت المجلة بتدشين الرئيس تبون مع نظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني على تدشين عدد من المشاريع الاستراتيجية المشتركة يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقالت إن تدشين جامع الجزائر بما يحمله من رمزية المكان والزمان وهو صرح ديني وحضاري وثقافي.. من شأنه الإسهام في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز وحدة ومناعة الأمة الجزائرية".
وأشادت مجلة "الجيش" بما حققته "الجزائر الجديدة على نهج تجسيد الاستراتيجية الشاملة للتنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كطرف إقليمي ودولي فاعل، ترافقه جهود مضنية يبذلها الجيش الوطني الشعبي سواء على التحضير القتالي لضمان جاهزية وحدات قوام المعركة أو فيما يتعلق بتعزيز أواصر التعاون مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة".
وسبق أن نشرت مجلة "الجيش" في يناير/كانون الثاني الماضي «حصيلة إيجابية» عن ولاية تبون الأولى، ورأت استمراره في السلطة.
من جانبه، قال المحلل السياسي عمر داسة إنه "لا شك أن الجيش يدعم ترشح الرئيس تبون لولاية ثانية".
وأضاف داسة لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الجزائري يلقب بـ"صانع الرؤساء"، أي أنه لا يمكن أن يأتي رئيس للبلاد يعارضه الجيش، مشيرا إلى أنه بموجب الدستور الجزائري فإن رئيس البلاد يتولى كذلك منصب وزير الدفاع.
وأشار إلى دور رئيس الأركان الراحل الفريق أول أحمد قايد صالح في إدارة الفترة الانتقالية بين استقالة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة وانتخاب تبون، مشيرا إلى هناك شائعات أن ترشح تبون للرئاسة كان يقف وراءه قايد صالح.
وتوفي الفريق قايد صالح في 23 ديسمبر/كانون الأول 2023 بعد أيام من تنصيب تبون رئيسا للبلاد في 19 من الشهر ذاته.
وسبق لرئيس الأركان الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة أن أعلن عن دعمه لتبون، مرحباً بـ"المشاريع المنفذة خلال السنوات الأربع الماضية"، ودعا إلى "مواصلة هذا العمل".
وخلال جلسة افتتاح الدورة غير العادية للبرلمان بغرفتيه (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني) في ديسمبر/كانون الأول الماضي، طالب أعضاء بالبرلمان الجزائري تبون بالترشح لفترة رئاسة ثانية، ليرد الأخير على تلك المطالبات قائلا "إن شاء الله يعطيني الصحة الكافية" دون أن يعلن رسميا موقفه من الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية عام 2024.
وانتخب تبون في ديسمبر/كانون الأول 2019 لولاية مدتها 5 سنوات، ويمكنه الترشح لولاية ثانية وأخيرة، وفقا للدستور الجزائري.
وتبون هو أول رئيس جزائري منتخب بعد استقالة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة في أبريل/نيسان 2019، إثر حراك شعبي استمر عدة أشهر.
وفاز تبون بأصوات 58.15% من الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وبين استقالة بوتفليقة وانتخاب تبون تولى عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة (الغرفة العليا بالبرلمان) الراحل رئاسة الجزائر بشكل مؤقت، بحسب ما ينص عليه الدستور الجزائري.