نكسة إخوان الجزائر بالمحليات.. 5 أسباب وراء السقوط الحر
تلقت جماعة الإخوان في الجزائر صفعة جديدة، اليوم الثلاثاء، مع إعلان نتائج انتخابات المحليات، لترسم على خارطة مستقبلها خيبة جديدة.
وكتبت الانتخابات المحلية التي جرت بالجزائر، السبت الماضي، وأعلنت نتائجها اليوم، الهزيمة الثانية لتيارات الإخوان خلال العام الحالي، بعد خسارة الانتخابات التشريعية.
- انتخابات المحليات بالجزائر.. خسارة تاريخية للإخوان "وجبهة التحرير" تتصدر
- محليات الجزائر.. انتخابات بلا مفاجأت والبرلمان يرسم الخارطة
ووفقاً للنتائج المعلن عنها، تراجعت جماعة الإخوان للمركزين الخامس والسادس في انتخابات المجالس البلدية، إذ حصل ما يسمى "البناء الوطني" على 1848 مقعدا، يليه ما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" بـ1820 مقعدا في المجالس البلدية.
وعن نتائج انتخابات المجالس الولائية، فقد سجل جماعة الإخوان خسارة تاريخية أيضا، إذ حصلت ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" على 239 مقعدا، ثم ما يسمى بـ"حركة البناء الوطني" بـ230 مقعدا.
خبيران جزائريان كشفا لـ"العين الإخبارية" عن الأسباب التي كتبت هزيمة جديدة لجماعة الإخوان في الانتخابات المحلية لتكون الثانية المدوية خلال العام الحالي بعد الانتخابات التشريعية الماضية.
ووفق الخبيرين، فإن هناك 5 عوامل أدت إلى سقوط أبرزها: "انتهاء العمل بنظام المحاصصة السري" الذي كانت الجماعة من أكثر المستفيدين منه طوال 3 عقود كاملة.
وكذا ما سماه أحد الخبيرين بـ"الخطاب التهريجي" خلال الحملات الانتخابية الذي عاد بالأثر العكسي عليهم، و"الانتهازية" في إشارة إلى "هروب كوادرها إلى قوائم أخرى أو استقطاب تيارات إخوانية لكوادر بديلة تبحث عن المناصب".
بالإضافة إلى توقيف السلطات الجزائرية منح الدعم المالي للأحزاب والتيارات في الانتخابات.
علاوة على عنصر "عدم انتشار جماعة الإخوان محلياً" والذي يعد أحد أكبر العوامل التي تكشفت في انتخابات هذا العام، وأيضا قدرة المستقلين على أن يكونوا "البديل المقنع".
خيبة المحاصصة
الأكاديمي الدكتور قادري حسين فسر تراجع جماعة الإخوان في الانتخابات المحلية، وحصر ذلك في جملة من الأسباب أبرزها "إنهاء العمل بنظام المحاصصة السري" المعروف بـ"نظام الكوتة".
وأوضح ذلك عندما قال: "يبدو أن النظام السابق كان يقسم الكعكة على بعض الأحزاب والتيارات، ومن أسباب تراجع الإسلاميين (الإخوان) وخاصة حركة مجتمع السلم (الإخوانية) يعود إلى توقف العمل بنظام الحصص، فقد كان لهم دور وظيفي معين، رغم أنهم كان يتباكون دائما ويزعمون سرقة أصواتهم".
وأكد بأن التيار الإخواني في الجزائر "غير مهيكل كما في كثير من الدول، والانتخابات الأخيرة أثبتت وجود أزمة كوادر بهذا التيار، وقد شهدنا هروب كثير منهم نحو قوائم مستقلة".
وعن الخطاب الإخواني في الانتخابات، نبه الدكتور قادري إلى أنه من مفارقات الانتخابات الجزائرية أن "ذلك الخطاب هو نفسه الذي كان مستعملا في عهد النظام السابق، وأزمتهم في كوادرهم" في إشارة إلى عدم قدرتهم على استقطاب عناصر على قناعة بتوجههم الإخواني.
الانتشار المحدود
بدوره، أكد المحلل السياسي والخبير القانوني الدكتور عامر رخيلة على أن "عدم امتلاك الإسلاميين (الإخوان) لقاعدة شعبية كان من أبرز أسباب تراجعها في الانتخابات".
وأوضح في حديث مع "العين الإخبارية" بأن التيارات الإخوانية "لا تملك قواعد شعبية مثل الأحزاب التقليدية، وشاهدنا كيف خسرت حتى في عدد من معاقلها، وهذا ما يؤكد بأن قواعدها لم تكن تقليدية ولا ثابتة".
وأشار إلى سبب آخر لتراجع ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" الإخوانية، وذكر بأن ذلك يعود أيضا "إلى أن الإمكانيات التي كانت تُسخر من طرف الدولة في الانتخابات ومنحها أموالا لم تعد موجودة، وهذا ما له انعكاسات".
ونوه كذلك إلى الخطاب الإخواني الدارج في الانتخابات، والذي وصفه بـ"الهزلي والتهريجي والذي لم يتغير رغم التغيرات التي حصلت في الجزائر".
وتابع قائلا: "الإسلاميون (الإخوان) دخلوا أيضا الانتخابات منقسمين وتنافسين بين تيارين (حركة مجتمع السلم والبناء الوطني)، وهو ما أدى إلى انشطار أصوات مؤيديهم بين التيارين".
المحلل السياسي لفت أيضا إلى "قدرة المستقلين على تحقيق المفاجأة واستقطاب الأصوات التي كانت لصالح جماعة الإخوان، وهي الأصوات التي لم تكن من منطلقات إيديولوجية بل لحسابات عشائرية وقبلية، وفي ظل وجود قوائم مستقلة وجد الناخب متغيرا جديدا يمكن انتخابه".
وخلص الدكتور رخيلة إلى أن جماعة الإخوان "تبقى عند كثير من الجزائريين من أوجه النظام السابق، ويرى في استمرار تواجدها في الساحة عدم وجود تغيير حقيقي".
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز