"تهريج وإفلاس".. خطاب إخوان الجزائر في "المحليات" يسقط الأقنعة
تهريج وإفلاس.. هكذا وُصف الخطاب السياسي لجماعة الإخوان بالجزائر في دعايتهم للانتخابات المحلية التي تنطلق السبت المقبل.
وعلى مدار الأسبوعين الأولين من عمر الحملة الانتخابية، رسمت تصريحات قيادات إخوانية جزائرية عناوين عريضة للاستهزاء والسخرية وحتى الغضب في الأوساط الشعبية والمثقفة على ما أجمعت على وصفه بـ"حالة الإفلاس السياسي" التي وصلت إليها تلك التيارات الإخوانية اللاهثة وراء مصالحها السياسية.
مهازل إخوانية
دعاية الإخوان للانتخابات المحلية المبكرة التي ستنظم، السبت المقبل، لم تخل كعادتها من التصريحات التي أثارت سخرية الجزائريين، ودهشة البعض منهم لما وصفوه بـ"تدني مستواهم السياسي"، برزت في تجمعات شعبية انتخابية شبه فارغة في كثير منها.
تدن يقول المراقبون إنه تجلى في اجترار تيارات الإخوان خطابات شعبوية "لم يكن لها علاقة بطبيعة الانتخابات المحلية" المرتبطة أساساً بهموم ومصالح المواطن، إذ كانت الأخيرة غائبة في دعايتهم الانتخابية، وتقدمت مصالحهم الحزبية بشكل فضح أطماعهم الضيقة المحصورة في المكاسب الانتخابية.
وفي الوقت الذي كان فيه الجزائريون ينتظرون وعودا انتخابية تتماشى مع رغبتهم في التغيير، وحاجتهم لمسؤولين محليين منتخبين يهتمون بانشغالاتهم، أطل عليهم الإخوان بخطاب "هزلي"، يقول المراقبون إنه "سيكون أحد عوامل المقاطعة الشعبية" للانتخابات المقبلة.
ومن بين تلك التصريحات ما أدلى به أحد المرشحين الإخوان المنتمين لما يسمى "حركة مجتمع السلم" عندما اكتفى بوعود شعبوية أثارت سخرية حتى الحاضرين عندما قال إن "برنامج الحركة الانتخابي يهدف لإسعاد المواطن".
كلام آخر أثار سخرية شعبية واسعة صدر عن الإخواني عبد القادر بن قرينة رئيس ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" عندما زج باسم جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم في دعايته الانتخابية.
وفي أحد تجمعاته الانتخابية قارن الإخواني بن قرينة بين صلاته في الرصيف خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية 2019، وما قال إن "بلماضي اضطر للصلاة في الطائرة".
تصريحات ودعاية انتخابية تفوهت بها جماعة الإخوان أجمع كثير من الجزائريين عبر منصات التواصل الاجتماعي على اعتبارها "تأكيدا على انتهازيتهم وأطماعهم المحدودة"، وحتى "جهلهم بطبيعة الانتخابات المحلية".
وركزت ردود أفعال رواد مواقع التواصل على افتقار تلك التيارات الإخوانية لبرامج سياسية، واجترارهم في كل مرة خطابات شعبوية، و"كأنهم يعيشون في زمن غير زمان الجزائريين" كما علق ناشطون عبر "فايسبوك".
تنظيمات سرية
وقرأ خبيران في تصريحين منفصلين لـ"العين الإخبارية" ذلك الخطاب الإخواني الانتخابي من عدة زوايا، أبرزها "انتماؤهم الفكري للإخواني" الذي عده خبير بـ"الفارغ"، وكذا تركيزهم على "الشعبوية والتهريج كآخر أوراق استقطاب الناخب"، وافتقارهم لـ"برامج ومشاريع سياسية".
وشدد الخبيران في السياق على أن التيارات الإخوانية "نموذج صريح للفشل السياسي" لجماعة "تعيش في غير زمانها وحتى مكانها".
المحلل السياسي الدكتور عامر رخيلة قدم قراءة للخطاب الإخواني الخاص بالانتخابات المحلية المقبلة، مؤكدا بأنها خروجها "فقط" بقوائم انتخابية عشية كل انتخابات يوحي بأنها "شبيهة بالتنظيمات السرية".
وأوضح ذلك في حديث مع "العين الإخبارية" بالقول: "للأسف بعد مرور 3 عقود من التعددية الحزبية في الجزائر لم تتبلور معالم حزب سياسي محدد".
وأشار إلى أن التيارات الإخوانية بالجزائر "التي لا وجود لها في الشارع في الأيام العادية، وكلما جاءت الانتخابات تحتل ترتيب متقدم الترشيحات وليس النتائج وكأنها تنظيم سري".
وأكد المحلل السياسي بأن ذلك "ليس بالأمر الغريب"، رابطاً الأمر بـ"منابعها الفكرية المتعلقة بتنظيم الإخوان".
ويرى الدكتور رخيلة أنه بالمجمل "فإنه لم يتم إنتاج أحزاب سياسية في الجزائر، وهناك اعتمادات حزبية لا ننتظر منها بلورة خطاب سياسي أو خطاب حملة انتخابية واعية ومدركة لمعطيات وملتزمة بخطوات محددة".
ووصف الخطاب الانتخابي الإخواني بـ"التهريج البعيد عن التصريحات البناءة"، مضيفاً أن "الشيء الملفت للنظر أن من يعيش في الجزائر لا يمكنه أن يحس بوجود أجل انتخابي قادم وحراك انتخابي بسبب هذا النوع من الخطاب".
إفلاس إخواني
في السياق ذاته، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور عبد الرحمن بن شريط في حديث مع "العين الإخبارية" أن "الخطاب السياسي لا يمكن أن يكون بعيدا عن الوضع السياسي وعن ظروف الأحزاب والتيارات وغيابها الميداني وانتظار المناسبات الانتخابية، يفترض أن يتناسب مع المستقبل وما ينتظره من المترشحين".
وعن خطاب جماعة الإخوان في الدعاية الانتخابية أعرب المحلل السياسي عن "عدم تفاجئه"، وأوضح ذلك بالقول: "هذا الخطاب لا يفاجئني ولا أتوقع أكثر منه، وهذا النموذج من المترشحين وقادة هذه التيارات لا نتوقع منهم خطابا سياسيا بالمعنى الراقي والنقد المبني على البراهين، وتقديم مشاريع يمكن تنفيذها في الواقع، وإعطاء وعود مشفوعة بأرقام ودراسات وأبحاث".
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز