قيادي إخواني يعترف: تراجعنا بمشهد انتخابات الجزائر
أقر، السبت، قيادي إخواني في الجزائر بتراجع تمثيل فصيله في المشهد الانتخابي وتواجدهم ببلديات البلاد "بشكل حاد".
وفي تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام المحلية، اعترف القيادي الإخواني أبو جرة سلطاني الرئيس السابق لما يسمى بـ"حركة مجتمع السلم" بتراجع الفصيل الإخواني "بين الأمس واليوم".
- "تهريج وإفلاس".. خطاب إخوان الجزائر في "المحليات" يسقط الأقنعة
- "محليات" الجزائر.. نكسة إخوانية مرتقبة مع سيطرة للأحزاب التقليدية
وعلى غير عادة إخوان الجزائر، قدم الإخواني سلطاني أرقاماً أكدت تراجع الحركة في الأوساط الشعبية وبالمشهد الانتخابي، عندما كشف عن أن التيار الإخواني "كان حاضرا في 1500 بلدية وهو اليوم يتواجد فقط في 500 بلدية".
واعتبر مراقبون بأن تصريحات الإخواني سلطاني رد على مزاعم غريمه الإخواني عبد الرزاق مقري، الذي زعم، السبت، بأن حركته "ستكتسح الانتخابات"، وهو الخطاب الذي دأبت على اجتراه جماعة الإخوان عشية كل موعد انتخابي قبل أن تصطدم بقرار الصندوق.
ويعد الإخواني سلطاني من الوجوه المعارضة للرئيس الحالي لما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، فيما يفسر ذلك العارفون بخبايا جماعة إخوان الجزائر على أنه "أحد أوجه الصراع على الزعامة" داخل هذا الفصيل.
ويتوقع متابعون للانتخابات المحلية الجزائرية نكسة انتخابية لجماعة الإخوان، التي لم تدخل غمار الانتخابات إلا بتيارين اثنين وهما ما يعرف بـ"حركة البناء الوطني" و"حركة مجتمع السلم"، فيما تشير توقعات أولية إلى احتمال "اكتساح التيار الأول للثاني" في نتائج المحليات.
وفي وقت سابق، وصف خبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" الحملة الدعائية لجماعة الإخوان بـ"التهريج والإفلاس" نتيجة الخطاب السياسي للجماعة على مدار 3 أسابيع.
ورسمت تصريحات قيادات إخوانية جزائرية عناوين عريضة للاستهزاء والسخرية وحتى الغضب في الأوساط الشعبية والمثقفة على ما أجمعت على وصفه بـ"حالة الإفلاس السياسي" التي وصلت إليها تلك التيارات الإخوانية اللاهثة وراء مصالحها السياسية.
تصريحات ودعاية انتخابية تفوهت بها جماعة الإخوان أجمع كثير من الجزائريين عبر منصات التواصل الاجتماعي على اعتبارها "تأكيدا على انتهازيتهم وأطماعهم المحدودة"، وحتى "جهلهم بطبيعة الانتخابات المحلية".
وركزت ردود أفعال رواد مواقع التواصل على افتقار تلك التيارات الإخوانية لبرامج سياسية، واجترارهم في كل مرة خطابات شعبوية، و"كأنهم يعيشون في زمن غير زمان الجزائريين" كما علق ناشطون عبر "فايسبوك".
ورجح محللون سياسيون لـ"العين الإخبارية" بأن يكون "مكررا" من "نسخة" الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في يونيو/حزيران الماضي، وحملت معها مفاجآت كثيرة.
هيمنة الأحزاب التقليدية التي تملك انتشارا واسعاً في مختلف البلديات والمحافظات "بعيدا عن الأغلبية" كما كان سائدا في الانتخابات السابقة، في مقابل نكسة إخوانية جديدة كما حدث لهم في الانتخابات التشريعية الأخيرة.