"حرباء السياسة".. جزائريون يسخرون من تناقض الإخوان
هجوم شعبي لاذع يستهدف إخوان الجزائر على خلفية مواقفهم المتضاربة والمتلونة من السلطة، واصفين إياهم بـ"حرباء السياسة".
وانهالت ردود أفعال الجزائريين بين الغاضبة والساخرة مما أسموه بـ"تأرجح" الإخواني عبد الرزاق مقري، رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم"، بين "المعارضة المزعومة ومغازلة السلطة"، أو لما اعتبروه "نموذجاً للمعارضة التجارية".
وأثارت تصريحات مقري، بعد استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأسبوع الماضي، صدمة جزائريين ممن رأوا أنها متناقضة مع تصريحات أخرى لم تمر عليها إلا ساعات معدودات.
- ذكرى حراك الجزائر.. لافتات مناوئة لـ"انتهازية" الإخوان
- إخوان الجزائر في ذكرى الحراك.. تحذير من "الخطر الأعظم"
وبعد أن اتهم الرئيس الجزائري وحكومته بـ"الكذب على الشعب"، لم يجد رأس جماعة الإخوان بالجزائر أدنى حرج وهو يتغزل بتبون وسياساته، حتى أن نشطاء غردوا ساخرين بأن "ذلك كان متوقعاً كون مقري دخل القصر الرئاسي في يوم عيد الحب"، وبأنه "عبر بطريقته الخاصة عن حبه الوحيد وهو الدخول إلى ذات القصر رئيساً بأي طريقة كانت".
"ومن كاذب خارج أسوار الرئاسة إلى سيادة رئيس طموح داخلها"، و"تمنيات بأن يوفقه الله في خدمة البلاد"، أظهر الإخواني عبد الرزاق مقري "حالة من التلون السياسي العجيب التي لا يتقنها إلا الإخوان" وفق تعبير جزائريين عبر موقع فيسبوك.
وقبل ذلك بساعات، اتهم مقري الرئيس الجزائري وحكومة عبد العزيز جراد بـ"الكذب على الرأي العام"، وزعم أنهم "يخفون عن الجزائريين إعادة العمل بنمط التمويل غير التقليدي وتمويل خزينة الدولة من إعادة طبع النقود".
وسرعان ما فند بنك الجزائر تصريحات الإخواني مقري، وكشف عن تراجع الكتلة النقدية بالبنوك الحكومية في 2020 مقارنة بـ2019، وهو العام الذي أوقف فيه العمل بسياسة التمويل غير التقليدي، وشدد تبون غداة توليه الحكم بأنها "خطر على الوضع الاقتصادي للبلاد".
حرباء سياسية
لم تكن بضع تعليقات وردود أفعال، بل كانت بالآلاف تلك التي انهالت بشكل غير مسبوق تعليقا على تصريحات مقري، في مواقف أجمعت معظمها على وصفه بـ"حرباء السياسة" و"ذو الوجهين" وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
كما اعتبرت تعليقات أخرى أن التيارات الإخوانية في الجزائر ليست سوى "شركات تتاجر بالدين، وبأن الدين الوحيد لديها هو كسب الكراسي، وأنهم وصمة عار على السياسة والدين".
حساب باسم "خالد لبيض"، علق مستغرباً من "عجزه عن فهم التركيبة الذهنية للإخوان"، وكتب قائلا: "تعمقت في السياسة وفهمت كل كبيرة وصغيرة، ولم أفهمك يا مقري إن كنت مؤيدا أو معارضاً".
فيما اتهم آخرون حركة "حمس" الإخوانية بـ"الانتهازية"، وبأن سياستها تعتمد على "الوقوف مع الواقف"، مطالبين بـ" بطردهم مع بقية الأحزاب من الساحة السياسية".
وقال آخر متوجها لـ"المقري": "أنتم تخططون وتقفون مع من له الحكم، وتقفون مع الواقف، لكم عدة وجوه وكل يوم بقناع، لا يهمكم دين ولا وطن، فقط الكرسي وقضاء مصلحتكم.. كل الأحزاب يجب على الشعب أن يكنسها خارج الدولة".
وأجمعت تعليقات أخرى على أن التيارات الإخوانية "تعيش في وادٍ غير ذلك الذي يعيش فيه الشعب"، وأن "الجزائر كبيرة على الإخوان".
ردود أفعال الجزائريين على تلون المواقف السياسية للإخوان، وإن اتخذت في معظمها طابعاً هزلياً وساخراً، إلا أن مضمونها تعدى الاستغراب إلى فهم "تركيبة السلالة الإخوانية المعقدة" على حد وصف أحد المعلقين.
وأكدت في معظمها على أنه "لا حدود للنفاق السياسي للإخوان"، وأنهم من "أسباب التخلف الذي تعيشه البلاد" و"عاجزون سياسياً"، و"مشاريع سياسية فاشلة لم تعد تجذب مستهلكي السياسة".