بالصور.. "شاشاوي" عاصمة الحصان الجزائري الأصيل
حظيرة "شاشاوي" الجزائرية تعتبر أكبر مركز لتربية الخيول في أفريقيا والوطن العربي، ويفوق عمرها 140 عاما، وبها أكثر من 300 حصان.
لطالما سحرت الخيول الجزائرية الأصيلة الكثير من عشاق ركوب الخيل، وهواة التصوير، والقنوات التلفزيونية العالمية، خصوصاً أن الجزائر عُرفت منذ القدم، بأنها ميدان للأحصنة العربية والبربرية الأصيلة.
خيول مدينة "تْيَارَت" الجزائرية (400 كلم غرب الجزائر العاصمة) من أشهر الخيول الجزائرية والعربية، فازت مؤخراً بلقب أفضل صورة على قناة ناشيونال جيوجرافيك.
وجاء اختيار خيول تْيَارَت بهذا اللقب خلال مسابقة نظمتها القناة التلفزيونية، وشارك فيها عميد المصورين في الولاية خليفة محمد.
أما عن السر وراء اختيار الصورة في المسابقة، فأكد صاحبها أنه انتظر كثيراً توقيت التقاطها، وهي فترة استراحة الصباح بمركب الخيل "شوشاوي" الواقع في "عاصمة الرُستميين" تْيَارَت.
وتشتهر مدينة تْيَارَت الجزائرية باحتضانها أكبر مركز لتربية الخيول في أفريقيا والوطن العربي، من خلال حظيرة "شاشاوي" العملاقة التي يفوق عمرها 140 عاماً، وتمتد على مساحة تقدر بنحو 876 هكتاراً، ويطلق عليها عشاق الخيول "جنة الحصان الأصيل".
وتضم هذه الحظيرة أول مخبر علمي يتم فيه التزاوج بين الخيول العربية الأصيلة والخيول البربرية الأصيلة وتربيتها أيضاً.
وتملك حظيرة "شاشاوي" مركزاً خاصاً بالتلقيح الجيني للخيول البربرية، ويوجد بها أكثر من 300 حصان، من بينها أكثر من 200 حصان عربي أصيل، وحوالي 90 من البربرية الأصيلة.
تاريخ الحظيرة
تعتبر منطقة تْيَارَت "مهد الفروسية" في الجزائر، وتمتاز بخصوبة أراضيها وبيئتها الإيكولوجية المناسبة وتوفر كميات كبيرة من المياه على طول العام، ما دفع الاحتلال الفرنسي إلى التفكير في جعلها منطقة لتربية الخيول العربية والبربرية التي كانت تشتهر بها المنطقة منذ عهد الدولة الرستمية.
- كأس رئيس الإمارات للخيول العربية تواصل نجاحاتها بأمريكا
- حفلات الزفاف الهندية بدون خيول خوفا من وباء "الرعام"
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1877، أسس الفرنسيون "حظيرة شاشاوي"، واستفادوا من خبرة سكان المنطقة لتربية خيول الحظيرة، وتطوير سلالاتها، لتصبح اليوم أهم مركز أسهم في منع انقراض هذه الأنواع من الخيول الأصيلة.
وتؤكد الدراسات التاريخية للمنطقة، أن سكان مدينة تْيَارَت كانوا من أوائل الجزائريين الذين اشتهروا بتعلم ركوب الخيل منذ عهد الدولة الرستمية التي كانت تْيَارَت عاصمتها (776 ميلادي – 909 ميلادي)، وكانوا من أحسن الفرسان الرستميين.
كما كانت الخيول العربية والبربرية الأصيلة أهم سلاح للمقاومات الجزائرية التي اندلعت بعد احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830، وشكّل قادة المقاومة جيوشاً بأكملها في مواجهة الترسانة الحربية التي دخل بها الاحتلال الفرنسي، من أمثال الأمير عبدالقادر، والشيخ المقراني، والشيخ الحداد، ولالا فاطمة نسومر.
وإلى يومنا هذا، يعتبر ركوب الخيل عادة متوارثة عبر الأجيال، ومظهراً من مظاهر التباهي بقيمة الفروسية في مختلف مناسبات المنطقة، خاصة في حفلات الزفاف والختان والمولد النبوي الشريف.
وفي عام 1955 صنفت السلطات الجزائرية "حظيرة شاشاوي" ضمن المواقع الأثرية الجزائرية، لما تمثله من قيمة تاريخية وثقافية كبيرة للجزائر.
وتحتضن الحظيرة سنوياً مسابقات محلية ودولية يشترك فيها مئات الفرسان من الجزائر ومن مختلف دول العالم.