الجزائر تدين اعتداء لندن وتفتح مدارس لمواجهة التطرف
رابطة دعاة وأئمة دول الساحل الإفريقي قررت تأسيس مدراس لمحاربة التشدد الديني
قررت رابطة دعاة وأئمة دول الساحل الإفريقي تأسيس مدراس لمحاربة التشدد الديني.
جاء الإعلان عن ذلك في ختام أعمال الجمعية العامة العادية الأولى للرابطة، التي عقدت مؤخرا بمقر المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر العاصمة.
وكانت الرابطة قد ناقشت عدة قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب، من خلال تحسين استخدام وسائل الإعلام من طرف الدعاة والأئمة، وكيفية حماية الشباب من التطرف.
وأكد المشاركون على أهمية التجربة الجزائرية في مواجهة التطرف والفكر التكفيري بدول الساحل، والاستفادة منها في التقرب من الشباب واحتضانهم لحمايتهم من الأفكار المتطرفة.
وفي حديثه مع "بوابة العين الإخبارية"، اعتبر رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الإفريقي، الدكتور أحمد مرتضى، أن "اختلاف وتفرق المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي هو أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الغلو في الدين والأفكار المتطرفة"، مشيرا إلى "استفادة الرابطة من التجربة الدينية للجزائر في حماية الشباب من التطرف".
كما كشف عن "مؤتمر في الأيام القادمة بإحدى دول الساحل لاستقطاب مجموعة من العلماء والأئمة من دول مختلفة للمساهمة في توعية الشباب بخطورة التطرف".
من جانبه، لفت الأستاذ المحاضر في كلية العلوم السياسية، عادل زقار، في اتصال مع "بوابة العين الإخبارية"، إلى أن "ظاهرة الإرهاب يغذيها الخطاب المتطرف الذي لا يمت للإسلام بصلة، ورغم الخسائر التي تكبدتها الجزائر جراء هذه الظاهرة إلا أنها لم تغفل عن محاربة الفهم الخاطئ للدين".
وفي ربطه بين الأفكار المتطرفة وهجمات لندن الإرهابية قال زقار، إنها "حلقة جديدة من حلقات تشويه الإسلام دين التسامح والوسطية الذي لطالما تحاول الأحزاب المتطرفة في أوروبا تلقفه للترويج لما يسمونه بالإرهاب الإسلامي، وهي في الحقيقة أفكار مهووسة بالقتل تحتمي وراء الدين".
من جانب آخر، أعربت الجزائر عن إدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي وقع يوم أمس في العاصمة البريطانية لندن، معربة عن وقوفها مع الحكومة البريطانية وعائلات الضحايا.
وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، لوكالة الأنباء الجزائرية "إن الاعتداء الذي ضرب العاصمة البريطانية هو عمل إرهابي جبان نندد به بأشد العبارات، وأن هذا الاعتداء يبين مرة أخرى أن الإرهاب يضرب دون هوادة في كل مكان"، معلنا في الوقت نفسه أن الجزائر لم تسجل أي ضحية جزائرية في اعتداء لندن الإرهابي.
كما دعا الدبلوماسي الجزائري "إلى عمل تشاوري من طرف المجموعة الدولية للمواجهة الناجحة ضد هذه الآفة التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم في العالم".
وفي تعليقه على هجمات لندن "لبوابة العين الإخبارية"، قال حسني عبيدي رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول العالم والمتوسط بجنيف، "إن الهدف الذي تسعى إليه التنظيمات الإرهابية من خلال هجمات لندن وباريس وغيرها هو زعزعة الرأي العام، وزرع الخوف والصدمة الناجم عن الاعتداء أكثر من الاعتداء نفسه"، لكنه لفت إلى وجود "ثغرات أمنية في هذه الدول تستغلها التنظيمات المتطرفة في تنفيذ هجماتها".
وعن الاتهامات التي تلاحق المسلمين عقب الهجمات الإرهابية في أوروبا أضاف عبيدي، "إن هؤلاء الإرهابيين لا يمثلون الإسلام ولا المجتمعات الإسلامية، والجاليات العربية والإسلامية هي أول ضحايا الاعتداءات الإرهابية نتيجة الصور النمطية المستوحاة من أفعال إجرامية لتنظيمات تزعم أن أفكارها مستمدة من الدين الإسلامي"، داعيا إلى "ضرورة تغيير المعادلة والعمل من أجل مقاربة تسامح وتعايش".
من جهته، لفت اللواء المتقاعد والخبير الأمني، عبد العزيز مجاهد، في اتصال مع "بوابة العين الإخبارية" إلى أن هجمات لندن وباريس وبروكسل شبيهة بالهجوم الإرهابي على مقر للأمن في مدينة قسنطينة (شرق الجزائر) الشهر الماضي، قائلا: "هي عمليات فردية يقوم بها ما يطلق عليهم بالذئاب المنفردة، والتي يمكن أن تحدث في مختلف مناطق العالم، وتستهدف إثارة ضجة إعلامية نتيجة فقدانها القدرة على المناورة".
وأضاف "هذه الهجمات تؤكد فعالية الرؤية الجزائرية للإرهاب بأنه ظاهرة لا تعترف بالحدود ولاتقتصر على بلد بعينه، ومحاربتها تتطلب تنسيق كل الجهود الدولية وفق مفهموم موحد للإرهاب"، داعيا إلى "ضرورة أن تتوازى الرؤى الأمنية الأوروبية مع رؤى أخرى تعتمد على محاربة الأفكار المتطرفة في الداخل الأوروبي التي تربط بين الدين الإسلامي والأعمال الإرهابية التي لا دين لها".