عدّاد كورونا يتوهج بالجزائر.. سلالة محلية و"دلتا" تتمدد
عادت جائحة كورونا لتضرب بقوة من جديد في الجزائر بعد التزايد الكبير بعدد الإصابات، وسط إعلان حالة الاستنفار القصوى بالمستشفيات.
آخر الإحصائيات الرسمية المقدمة عن الحالة الوبائية، أكدت ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا بالجزائر إلى 141 ألفا و471 إصابة مؤكدة بعد تسجيل 464 إصابة جديدة، الأحد، بينما وصل عدد الوفيات إلى 38798 ألف حالة وفاة عقب تسجيل 10 حالات وفاة جديدة.
سلالة دلتا تتمدد
في مقابل ذلك كشف معهد "باستور" للتحاليل والبحوث الطبية بالعاصمة الجزائرية عن تسجيله 7 حالات جديدة من السلالة المتحورة "دلتا"، ليرتفع بذلك عدد المصابين بهذه السلالة من فيروس كورونا إلى 31 حالة بالجزائر، بعد تسجيل أول حالة في 3 مايو/أيار الماضي.
المعهد الطبي قدم أرقاماً أخرى عن سلالات أخرى صنفها في خانة "السلالات المثيرة للقلق"، و"السلالات تحت المراقبة" والتي تم رصدها منذ أبريل/نيسان الماضي.
وكشف معهد "باستور" عن تسجيله ارتفاعاً في نسبة السلالات المثيرة للقلق وبلغت نسبتها من إجمالي المصابين بالفيروس إلى 50.47 % من سلالة "B.1.1.7 Alpha" و2.63 % من سلالة "B.1.617.2 Delta".
وعن السلالات تحت المراقبة، أوضح المعهد الطبي بأن سجل 44.18 % من سلالة "B.1.525 Eta" ومن السلالة "A.27" المكتشفة مؤخرا فقد بلغت نسبتها 2.72 %.
السلالة المحلية
ولم تعد الجزائر تجابه "كورونا متعددة الجنسيات" القادمة من الهند وبريطانيا ونيجيريا، إذ اكتشف أطباء جزائريون "سلالة محلية".
وقال اختصاصيون في تصريحات لوسائل إعلام حكومية، إن "السلالة الجزائرية المتحورة" مختلفة عن السلالات الأجنبية.
وأوضحوا أن الأبحاث التي أجريت عليها أكدت أنها "ضعيفة"، مرجعين ذلك إلى استمرار غلق حدود البلاد، ما يجعل الفيروس "يتأقلم بشكل طبيعي في بيئته".
وأكدوا أن "تأقلم الفيروس بسلالته المحلية مع الجو والإنسان جعل السلالة الجزائرية المتحورة غير خطرة".
غير أن المختصين الجزائريين في علم الأوبئة استبعدوا فرضية تحقق المناعة الجماعية، وتوقعوا أن يستمر ذلك إلى شهور لمعرفة مدى تعاطي الفيروس مع الجسم من خلال إنتاجه للأجسام المضادة.
حالة استنفار
في هذه الأثناء، عقدت اللجنة العلمية الحكومية المكلفة برصد ومكافحة تفشي فيروس كورونا اجتماعاً طارئاً مع مدراء المستشفيات الحكومية، وأعلنت حالات استنفار قصوى بالمحافظات التي سجلت عودة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، خصوصاً بالعاصمة.
وأعلنت بعد ذلك مستشفيات العاصمة حالة تعبئة واستنفار قصوى بعد أن امتلأت بحالات الإصابة بـ"كوفيد–19" وتقرر إعادة تفعيل مخطط مجابهة الفيروس بوضع بقية الأقسام الطبية تحت تصرف حالات كورونا.
في خطوة استباقية لتطويق تفشي فيروس كورونا، قامت السلطات الجزائرية بتحويل الفضاءات العمومية في معظم الولايات من ساحات وحدائق إلى فضاءات مفتوحة للتلقيح ضد فيروس كورونا، وسط تزايد في إقبال الجزائريين على عملية التلقيح.
كما سرّعت الحكومة الجزائرية عملية جلب اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، ويتوقع أن تتسلم 3 ملايين جرعة خلال شهر يوليو/تموز الحالي من اللقاح الصيني "سينوفاك"، و5.5 مليون جرعة ن لقاح "أسترازينكا".
الموجة الثالثة
وأكد أعضاء في اللجنة الحكومية الجزائرية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا عن دخول الجزائر "المرحلة الثالثة" من موجة كورونا، مؤكدين أن الوضع الوبائي في الجزائر "دخل مرحلة الخطر".
كما أكد أطباء مختصون بأن الجزائر دخلت مرحلة "مخيفة" لتزامنها مع الصيف الساخن، مؤكدين بأن الموجة الثالثة أخطر من الموجات السابقة التي ضربت البلاد.
وبناء على الأعراض المسجلة على الحالات الجديدة، كشف أطباء من مستشفيات العاصمة أيضا في تصريحات إعلامية عن أن "جميع الحالات الجديدة تتطلب كثرة الأكسجين"، ومعظمها من شباب في مقتبل العمر.
أسباب متعددة
وتباينت أسباب عودة تفشي فيروس كورونا في الجزائر بشكل كبير بين الاختصاصيين، إذ اعتبر البعض منهم أن الارتفاع المسجل في درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة بالتزامن مع حالة الجفاف التي تضرب البلاد وندرة المياه "انعكست سلباً على النظافة بصفة عامة وهو ما يؤدي إلى تفشٍ أكبر للوباء".
بينما أكد مسؤولو مستشفيات حكومية تسجيلهم دخول عدد كبير من المصابين بشكل أكبر من الموجتين الأولى والثانية العام الماضي، مرجعين ذلك إلى "سلوكيات الجزائريين في الاستهتار والتراخي في الالتزام بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا".
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز