رغم كورونا.. مظاهرة بالجزائر تطالب بإطلاق سراح أحد النشطاء
منظمات حقوقية اتهمت السلطات الجزائرية باستغلال جائحة كورونا لإنهاء الحراك الشعبي بعد تسارع وتيرة الاعتقالات في صفوفه.
شهدت محافظة بجاية الواقعة شرق الجزائر، الأربعاء، احتشاد عدد من المتظاهرين أمام محكمة المدينة احتجاجاً على اعتقال ومحاكمة أحد نشطاء الحراك الشعبي.
وتجمع نحو 50 شخصاً، رغم إجراءات الحظر المفروضة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد)، أمام محكمة بجاية تنديداً باعتقال وسجن الناشط "مالك برداش" وطالبوا بإطلاق سراحه.
- مسودة الدستور الجزائري الجديد.. بين التفاؤل وخيبة الأمل
- الجزائر تمدد قيود كورونا لثالث مرة.. وتتحكم بالوباء
وحمل المحتجون الذي كانوا يرتدون أقنعة طبية، لافتات كتب عليها "نحن جميعا مالك برداش"، ورددوا هتافات مناوئة للنظام الجزائري.
يأتي ذلك، بعد أيام من مظاهرة في محافظة تيزيوزو (شرقي البلاد) هي الأولى من نوعها من إقرار السلطات الجزائرية منع المسيرات الشعبية في إطار التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
وندد أكثر من 100 شخص بمدينة "تيزيغنيف" بما أسموه "استغلال أزمة كورونا لقمع الحراك"، وبتوقيف عدد من نشطائه ببعض محافظات البلاد، بمشاركة بعض نواب حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية".
وانتقلت المسيرة إلى مقر أمني حيث اعتقل 5 من نشطاء الحراك الشعبي للتحقيق معهم، وطالب المتظاهرون بالإفراج عنهم ووقف "حملات القمع والتخويف" وفق شعاراتهم، ورددوا شعارات قديمة بينها "الجزائر حرة ديمقراطية".
واتهم قياديون في الحزب المعروف اختصاراً بـ"الأرسيدي" السلطات الجزائرية بمحاولة "إنقاذ نفسها من استمرار الحراك الشعبي".
واتهمت منظمات دولية غير حكومية السلطات الجزائرية بما أسمته "استغلال وباء كورونا لوأد الحراك الشعبي" الذي بقي جزء منه مستمراً إلى غاية مارس/أذار الماضي.
وانتقد حقوقيون جزائريون في الآونة الأخيرة "تصاعد وتيرة الاعتقالات" بعد منع التجمعات والمظاهرات خشية كورونا، والتي استهدفت صحافيين ومدونين ونشطاء في الحراك.
وأثارت القوانين الجديدة في الجزائر بينها "قانون مكافحة العنصرية والكراهية" وتعديل قانون العقوبات مخاوف حقوقيين ونشطاء سياسيين من "تراجع الحريات العامة وتكميم حرية التعبير" وفق تعبيرهم.
وسبق للرئيس الجزائري أن اتهم أطرافاً لم يسمها تنشط في الحراك الشعبي بـ"التخابر مع جهات أجنبية لفرض أجندتها ومحاولة الضغط بالمسيرات الشعبية لاستعادة الدولة العميقة امتيازاتها ومواقعها في مفاصل الدولة".
واتهم أيضاً أحزاباً من منطقة القبائل بـ"التطرف"، وألمح إلى "خضوعها لأجندات أجنبية" وفق تصريح أدلى به لوسائل إعلام محلية بداية الشهر الحالي.
وكشفت الأجهزة الأمنية الجزائرية عن توصلها إلى معلومات تفيد "بتلقي نشطاء من الحراك تعليمات من جهات فرنسية مشبوهة لتحويل المظاهرات إلى ساحات للفوضى والعنف" بعد إجراءها تحقيقات معمقة مع بعض الموقوفين.
ووزعت رئاسة الجمهورية في الجزائر، الخميس الماضي، مسودة الدستور على الشخصيات السياسية والأكاديمية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمنظمات الطلابية، تضمنت 73 تعديلاً لـ"نظام شبه رئاسي".
وشدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منذ ترشحه لانتخابات الرئاسة على أن تعديل الدستور هو "أولوية ولايته الرئاسية" وتعهد بإنهاء الحكم الفردي والقطيعة مع ممارسات وسياسات نظام سلفه المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، وربَط خروج بلاده من إرث نظامه بـ"سد الفراغات القانونية والدستورية".
بينما يرى مراقبون أن مستقبل الحراك الشعبي يظل غامضاً في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا في البلاد والانقسام الحاصل داخله.
وسجلت الجزائر، الأربعاء، 7 وفيات و186 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) خلال الـ24 ساعة الأخيرة، فيما بلغ إجمالي الإصابات في االبلاد إلى 6253 إصابة والوفيات إلى 522 وفاة.
وأكدت وزارة الصحة الجزائرية تسجيل 60 حالة شفاء جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية؛ ليصل إجمالي من تماثلوا للشفاء إلى 3058 حالة.