"شائعة الوفاة".. رفيق بوتفليقة الدائم
شائعة وفاة الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، تعتبر مرافقا دائما له في رحلاته العلاجية إلى الخارج، تعرف على السبب.
يرافق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في رحلاته العلاجية إلى الخارج، سيل من الأخبار تدور حول تدهور حالته الصحية والذهاب إلى إعلان وفاته، لكن هذه الأخبار تتحول إلى شائعات بمجرد ظهور الرئيس في لقطات قصيرة على التلفزيون الرسمي.
لم يتفاعل الرأي العام الوطني في الجزائر مع الأخبار التي راجت حول دخول الرئيس بوتفليقة في غيبوبة ومفارقته الحياة، لأنه تعود على مثل هذه الشائعات في كل مرة يغادر فيها الرئيس البلاد متوجها إلى فرنسا أو سويسرا من أجل العلاج، وصار مألوفا لديه تلك المواقع التي تعيد الأخبار نفسها غير الصحيحة.
وبدت أخبار صحة بوتفليقة كما لو كانت مقررا موضوعا في الصحف الوطنية الصادرة هذه الأيام، رغم مرور أسبوع كامل من سفره إلى عيادة القلب الشهيرة في مدينة جرونوبل الفرنسية؛ إذ اكتفت معظم وسائل الإعلام في الجزائر بتقديم خبر مغادرة الرئيس البلاد في شكله الخام كما ورد من رئاسة الجمهورية، دون محاولة البحث في التفاصيل.
وتكتفي رئاسة الجمهورية بخصوص سفر بوتفليقة للعلاج، ببيانين في العادة، الأول عند مغادرته للبلاد، وتشير فيه إلى مكان انتقال الرئيس وتوضح أيضا أنه ذهب ليجري فحوصات دورية عادية. أما البيان الثاني فيكون مرتبطا بعودته دون إعطاء أية تفاصيل عن حالته الصحية وما جرى أثناء سفره.
ويعاب على رئاسة الجمهورية في الجزائر، اختصارها الشديد فيما يخص أخبار صحة الرئيس بوتفليقة، بما لا يشبع رغبة كثير من الجزائريين، خصوصا قادة المعارضة، في الاطلاع على حقيقة الوضع الصحي لرئيسهم، ومدى قدرته فعليا على الاضطلاع بصلاحياته الواسعة التي ينص عليها دستور البلاد.
تركت هذه الحالة المجال واسعا أمام الشائعات التي أصبح مطلقوها يتلاعبون كما يشاءون بهذا الموضوع، مستغلين سهولة تروجيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تخضع للقواعد المتعارف عليه صحفيا في نشر الأخبار والتأكد من صحتها.
وكانت الشائعات قد لازمت أول إعلان عن مرض الرئيس بوتفليقة سنة 2005، فبينما كانت الأخبار الرسمية تتحدث حينها عن إصابته بقرحة معدية، كان آخرون يروجون لإصابته بالسرطان.
ولما عاوده المرض في أبريل 2013، وأعلن عن إصابته بنوع مخفف من الجلطة الدماغية، تحدثت الصحيفة الفرنسية "فالور أكتيال" عن وفاة الرئيس بوتفليقة لأول مرة محدثة صدمة حقيقية، سارعت السلطات لنفيها في حينها عبر إظهار الرئيس بوتفليقة على التلفزيون في لقطات من مستشفى فال دوجراس الفرنسي الذي كان يعالج فيه.
وبحسب الصحفي بوعلام جمراسة، المتابع لنشاط رئاسة الجمهورية، فإن مسؤولية الشائعات تتحملها رئاسة الجمهورية، التي تتجنب نشر الأخبار عن تطورات علاج الرئيس في الخارج. ففي الغالب تكتفي الرئاسة ببيان مقتصب يعلن عن سفر الرئيس "لإجراء فحوصات روتينية"، لكن طول فترة العلاج تغذي الشائعات.
ويشير جمراسة، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن هذا الواقع يضطر الجزائريين لاستقاء أخبار صحة رئيسهم، من وسائل إعلام أجنبية، فرنسية تحديدا، ومن مصادر مجهولة، لهذا السبب تغيب الدقة والمعطيات الصحيحة عن هذا الملف.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA==
جزيرة ام اند امز