العيد الكبير في الجزائر.. أضحية بأجواء روحانية وتقليدية
الجزائر، البلد العربي الذي يسمي شعبه عيد الأضحى بـ"العيد الكبير" كشعيرة دينية ومناسبة لا تتكرر لإبراز العادات والتقاليد.
وأدى صباح السبت، مئات آلاف الجزائريين صلاة العيد بجميع مساجد الجمهورية في تمام الساعة 06.00 صباحاً بالتوقيت المحلي (05.00 بتوقيت جرينيتش) في أجواء غابت عنها "طقوس كورونا" للمرة الأولى منذ عامين.
- 6 سلالات من أغنام الجزائر.. أكثرها طلبا "أولاد جلال" وأغربها "تعظيمت"
- "الدغمة".. سلالة غنم نادرة تقاوم الانقراض بالجزائر
وعقب أداء صلاة العيد، شرعت العائلات الجزائرية في نحر أضاحيها، إذ يعتبر عيد الأضحى من الأعياد الدينية التي يوليها الجزائريون اهتماماً بالغاً، وخير دليل ذلك تسميته بـ"الكبير".
وللجزائريين طقوسهم الخاصة في عيد الأضحى، فبعد أداء صلاة العيد، فإن أغلبية الجزائريين يفضلون نحر أضاحيهم بأنفسهم، والبعض الآخر ينتظر ساعات وهو يبحث أو ينتظر من يساعده في النحر والسلخ.
وبحكم تغير الظروف المعيشية بالجزائر في العقدين الأخيرين، ونتيجة لزيادة عدد السكان باتت العمارات السكنية الأكثر انتشارا، ومعها تراجعت بعض العادات القديمة التي كانت تتطلب منازل كبيرة.
إذ يلجأ كثير من الجزائريين إلى نحر الأضاحي في ساحات العمارات، أو في شرفات المنازل، ومع ذلك يتمسك أهل هذا البلد العربي بتلك الأجواء الروحانية والحميمية في يوم ليس كسائر الأيام.
وللجزائريين عادة تلي عملية نحر الأضحية، إذ أن أول ما يأكله رب المنزل هو قطعة من كبد الأضحية.
وتتقاسم المرأة والرجل في يوم عيد الأضحى "تعب العيد"، فإذا كان الرجل نتيجة ذبح الأضحية وسلخها، فإن للمرأة الجزائرية دورا لا يقل، إذ تتهيأ النسوة قبل يوم العيد، بتجهيز الأواني الخاصة بلوازم الأضحية.
وبعد نحر الأضحية، تكون جاهزة لمرحلة غسل كل ما يتم استخراجه من الخروف، من أمعاء ومعدة وكبد.
هالة العيد
طقوس الجزائريين في عيد الأضحى تبرز أياماً قبل ذلك، وتحديدا من يوم شراء الأضحية، خصوصاً لتلك العائلات التي تفضل إحضاره إلى المنزل قبل أسبوع أو أكثر عن يوم العيد، فتبدأ معه فرحة الأطفال.
وليلة العيد، للجزائريين عادة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وهي تخضيب رأس الخروف بالحناء، وهناك من يخضب حتى ذيله وخروفه، وهي تعني في عادات أهل الجزائر "البركة"، أي لأن تكون الأضحية مباركة.
ومن بين عادات الجزائريين المميزة في "العيد الكبير" المرتبطة باستهلاك اللحم بعد التصدق بجزء منه، حيث يتم تقسيمه إلى يومين.
ففي اليوم الأول لا يأكل الجزائريون لحم الأضحية، بل أعضائه الداخلية من كبد وطحال وأمعاء ومعدة، سواء بقليها أو استعمالها في أطباق تقليدية قديمة "لا تُشم رائحتها" إلا في عيد الأضحى.
ومن بينها "البوزلوف" وهو رأس الأضحية، و"البكبوكة" و"العصبانة"، أما غداء اليوم الأول من عيد الأضحى عند الجزائريين فيكون في العادة "كسكسي" باللحم الأحمر، أو "الشخشوخة".
واعتبارا من اليوم الثاني للعيد، يشرع الجزائريون في أكل لحم الأضحية، وهو اليوم الذي يسمى في بعض المناطق بـ"المعازيم"، ويبدأ من الشوي إلى مختلف أنواع الأكلات الجزائرية التقليدية.
وتكثر العزائم في أيام عيد الأضحى، حتى إن هناك عادة قديمة عند أهل الجزائر وهي إهداء بعضهم البعض قطعاً من اللحم، وتكون أيضا مناسبة للمات العائلية على الشواء في أجواء من الفرح والمرح.
أما اليوم الثالث، فهناك عادة أيضا قديمة وهي تجفيف جزء من لحم الأضحية باستعمال الملح، وعائلات أخرى تضيف الفلفل الأحمر، ثم يترك تحت أشعة الشمس حتى يجف لتخزينه لفصل الشتاء واستعماله في أكلات تقليدية، ويسمى بـ"الكديد" أو "الخليع".
ومن بين العادات القديمة التي لازال يتمسك بها أهل هذا البلد العربي، هو إهداء خطيبة الابن "فخذ الأضحية" في ثاني أيام العيد، دلالة في الموروث الجزائري على "أنها أصبحت فردا من عائلة زوجها المستقبلي".