الجزائر تدخل "الصمت الانتخابي" برئيس "غير محسوم" لأول مرة
بعد 3 أسابيع من الحملة الانتخابية وقبل 3 أيام من التصويت في الداخل لاختيار ثامن رئيس في تاريخ البلاد.
دخلت الجزائر، الإثنين، في صمت انتخابي بعد 3 أسابيع من الحملة الانتخابية للمرشحين الخمسة عبر جميع محافظات البلاد.
يأتي ذلك قبل 3 أيام من اقتراع الجزائريين، الخميس المقبل، في الداخل لانتخاب ثامن رئيس في تاريخ هذا البلد العربي.
- "رئاسية الجزائر".. تطمينات للداخل والخارج قبل الصمت الانتخابي
- إقبال محدود على التصويت بالخارج في انتخابات الرئاسة الجزائرية
ويمنع القانون الجزائري على المرشحين الخمسة من منتصف ليلة الإثنين بالتوقيت المحلي (23.00 بتوقيت جرينتش) حتى موعد الاقتراع القيام بأي نشاط انتخابي.
وكشفت السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر عن "عدم امتلاكها إجراءات ردعية وعقابية في حق أي تجاوزات تصدر من المرشحين"، وتكتفي بمراسلتهم في حال وجودها.
وأكدت عدم حدوث تجاوزات طوال فترة الحملة الانتخابية، باستثناء بعض الشكاوى التي تلقتها من بعض المرشحين التي قالت إنها "لا ترقى لدرجة التجاوزات التي من شأنها المساس بالحملة الانتخابية.
وشهدت الجزائر، الجمعة الماضي، أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة التي ستجرى، الخميس المقبل، وبثت عبر القنوات المحلية، بمشاركة المتنافسين على خلافة بوتفليقة.
ويتعلق الأمر بكل من: عبدالعزيز بلعيد رئيس حزب "جبهة المستقبل"، والمرشح المستقل عبدالمجيد تبون، وعلي بن فليس رئيس حزب "طلائع الحريات"، وعز الدين ميهوبي رئيس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، وعبدالقادر بن قرينة المحسوب على جماعة الإخوان ورئيس "حركة البناء".
وأشار خبراء لـ"العين الإخبارية" إلى أن المناظرة التلفزيونية الأولى من نوعها التي جرت الجمعة الماضي، لم تتمكن من حسم المرشح الأكثر حظا بدخول قصر "المرادية" الجمهوري، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أهميتها في هذا الوقت، ومنح الاقتراع المقبل نوعا من المصداقية.
وأجمع المتابعون للانتخابات الرئاسية الجزائرية على أنها تشهد حالة غير مسبوقة في الاستحقاقات الانتخابية، بالنظر إلى تساوي حظوظ غالبية المرشحين، وصعوبة التكهن بهوية من يخلف بوتفليقة، عكس المواعيد السابقة التي كانت محسومة خاصة في عهد الرئيس المخلوع عبدالعزيز بوتفليقة.
وحذرت السلطة المستقلة للانتخابات، الأحد، من بوادر تزوير بدأت تلوح في الأفق من جهات لم تسمها، وهددت باللجوء إلى العدالة والتطبيق الصارم للقانون، في وقت كشفت وسائل إعلام محلية عن تلقي بعض المحافظين تعليمات سرية من جهات تابعة للدولة العميقة لدعم واحد من المرشحين الذين يملكون عددا كبيرا من المنتخبين المحليين.
نهاية حملة من العاصمة ومسقط الرأس
وفيما يشبه "العرف الانتخابي" في الانتخابات الجزائرية، اختار المرشحون الخمسة المحافظات ذات التأثير بوعائها الانتخابي على كل مرشح، بين العاصمة أو مسقط رأس كل واحد منهم.
واختار 3 مرشحين الجزائر العاصمة آخر محطة في حملتهم الانتخابية لما تحمله من ثقل سياسي وفق المراقبين لتوجيه رسائل محددة إلى جميع الناخبين، وهم علي بن فليس وعبدالمجيد تبون وعبدالعزيز بلعيد.
بينما فضل عز الدين ميهوبي والإخواني عبدالقادر بن قرينة تنشيط آخر يوم من الحملة الانتخابية في محافظات مسقط رأسهما وهما المسيلة (جنوب) وورقلة (جنوب شرق).
وركز كل مرشح على أولويات برنامجه الانتخابي في آخر محاولة لإقناع الناخبين، تمحورت غالبيتها حول إصلاحات سياسية مثل تعديل الدستور وقانوني الأحزاب والانتخاب، بالإضافة إلى وعود اجتماعية واقتصادية بتحسين القدرة الشرائية وإعفاءات ضريبية وتصحيح الخلل في قطاعات الصحة والتعليم والبنى التحتية.
ويسود الشارع الجزائري انقسام غير مسبوق بين مؤيد للانتخابات ومعارض لها، وسط استمرار مظاهرات كل طرف، بشكل باتت بعض شوارع البلاد "ساحة صراع شعبي انتخابي" كما وصفه محللون لـ"العين الإخبارية".
ويرى المؤيدون في انتخابات الرئاسة "فرصة لتحقيق بقية مطالب الحراك الشعبي، وتجاوزا لمرحلة أخطر مشابهة لفترة التسعينيات التي شهدت تكالب الجماعات الإرهابية بعد إلغاء المسار الانتخابي، وتجسيدا للقطيعة مع النظام السابق".
بينما يعدها المناوئون "مهزلة سياسية بوجوه محسوبة على النظام السابق، ومنعدمة الضمانات لوجود شخصيات محسوبة على بوتفليقة في السلطة والانتخابات، والتفافا على الحراك وإعادة لتدوير النظام السابق".