بائع برتقال يهز عرش الفساد في الجزائر بلافتة كرتونية
قد تكون الفكرة غريبة أو المقارنة غير منطقية إلى حد ما أو للوهلة الأولى، لكن أن تصنع صورة واحدة فقط الحدث بالجزائر، فهنا يكمن الحدث.
لكن ما سر هذه الصورة، ولماذا صنعت الحدث بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر؟
- أحصنة وفرسان بالقشابية وسط الثلوج.. صور تثير دهشة الجزائريين
- الإقالة الثانية المثيرة بالجزائر خلال يوم.. والسبب "دش استحمام"
وتداول الجزائريون عبر منصات التواصل، السبت، صورة لبائع فواكه من برتقال وتفاح وغيرهما في شاحنة "هيربيل"، لكنه وضع لافتة تبدو غريبة فيما كُتب فيها.
اللافتة الكبيرة والبائع من محافظة الجلفة الواقعة في شمال صحراء الجزائر، كتب عليها صاحبها "نبيع البرتقال ومنبيعش البلاد" (أبيع البرتقال ولا أبيع البلاد).
وما كان لافتاً بأن الرسالة التي أراد البائع إيصالها من خلال تلك اللافتة "تكن مثار جدل أو غموض" لدى الجزائريين، وهي التي ترجمتها تعليقاتهم، وإن أعطت تفسيرات متعددة لمعاني هذه الجملة.
"العين الإخبارية" تحرّت دوافع رفع البائع تلك اللافتة الكبيرة جدا، فقد تبين بأن أسعار البرتقال في "أسواق الجملة" "أقل من السعر الذي عرضه البائع لزبائنه"، إذ تتراوح أسعارها بين 50 دينار (نوعية رديئة) (0.35 دولار أمريكي) إلى 200 دينار (1.40 دولار).
أما أسعار نوع البرتقال المسمى "اليوسفي" الذي تشتهر به الجزائر فتتراوح بين 100 دينار (0.70 دولار) إلى 200 دينار (1.40 دولار).
أما المفاجأة الأولى فإن ذلك البائع يعرض لزبائته واحدة من أجود أنواع البرتقال في الجزائر وهي "اليوسفي"، فيما تكمن المفاجأة الثانية أن محافظة الجلفة التي تعتبر منطقة شبه صحراوية وفلاحية أيضا إلا أنها "لا تنتج البرتقال"، فيما ترتفع أسعارها حتى المحافظات الشمالية المعروفة بإنتاجها الوفير من البرتقال.
وكان تفاعل الجزائريين عبر مواقع التواصل كبيرا مع فكرة ولافتة ومبادرة البائع، وأجمعوا على استحسانها والتأكيد على أنه "لازال يوجد الخير في الجزائر" وفق كثير من التعليقات.
أما قراءة رواد مواقع التواصل لما كتب في اللافتة فقد تباين بين من قارن ذلك البائع بـ"رموز النظام السابق" الذين قالوا إنهم "باعوا وطنهم بأبخس الأثمان ونهبوا أموال الشعب".
بينما عدها آخرون تأكيدا على "وطنية الجزائري" ورسالة واضحة "من أبسط مواطن" لـ"كل التيارات والشخصيات السياسية والمالية والمتاجرين بهموم المواطن والذين باعوا ضمائرهم وبلدهم لمصالحهم الشخصية أو لجهات خارجية"، وفق تعبيرهم.
فيما قارن آخرون بين بائع البرتقال وبائعي بقية الخضر خصوصاً البطاطس التي سجلت مؤخرا عودة في ارتفاع الأسعار نتيجة احتكار المنتوج من قبل بعض المضاربين وفق ما كشفت عنه وزارة التجارة الجزائرية.