أزمة جديدة.. ناشطة سياسية تضع علاقة الجزائر وفرنسا على المحك
أزمة جديدة طفت اليوم على سطح العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي بدأت في التحسن مؤخرا.
وأعلنت الجزائر، مساء اليوم الأربعاء، استدعاء سفيرها لدى باريس، سعيد موسى، إلى البلاد للتشاور "فورا"، احتجاجا على مشاركة دبلوماسيين ورجال أمن فرنسيين في تهريب مواطنة جزائرية بطريقة غير شرعية وغير رسمية، مطلوبة أمام القضاء الجزائري.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنها أعربت لسفارة فرنسا لديها عن إدانتها الشديدة لانتهاك السيادة الوطنية من قبل دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية.
وسبب الأزمة هو الناشطة والمعارضة الجزائرية أميرة بوراوي التي وصلت من تونس إلى فرنسا، أمس الثلاثاء لتتفادى بذلك ترحيلها إلى الجزائر، بعد تدخل الخارجية الفرنسية.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد وصلت بوراوي، التي تحمل جواز سفر فرنسيا، إلى مطار ليون على متن خطوط شركة "ترانسافيا"، بعد تدخل باريس لدى السلطات التونسية للسماح لها بالسفر إلى فرنسا بدلا ترحيلها إلى الجزائر حيث تواجه هناك خطر الاعتقال.
وأميرة بوراوي ناشطة سياسية عرفت بمعارضتها لنظام الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وسجنت في عام 2020، وتم الإفراج عنها في يوليو/تموز من نفس العام. وفي 2021 أصدرت ضدها محكمة حكما بالسجن لسنتين بتهم الإساءة للدين وللرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون بسبب منشوراتها على الفيسبوك.
وأوقفت بوراوي، التي تدير برنامج "مقهى صحافة سياسة" في "راديو إم" الجزائري، في تونس، منذ يوم الجمعة الماضي، بينما كانت تتأهب للسفر إلى باريس حيث يقيم ابنها.
وبحسب محاميها التونسي هاشم بدرة، فقد وصلت بوراوي إلى تونس بعد أن اجتازت الحدود مع الجزائر، بشكل غير قانوني، متحدية قرار السلطات الجزائرية بمنعها من السفر.
واستخدمت الناشطة الجزائرية جواز سفرها الفرنسي للتوجه إلى فرنسا عبر مطار قرطاج بتونس، إلا أن شرطة الحدود منعت سفرها وأخضعتها إلى التحقيق قبل أن يتم إحالتها إلى القضاء أمس الأول الاثنين.
ورغم قرار القاضي بالإفراج عنها، صادرت السلطات التونسية جواز سفرها، وكانت مهددة بالترحيل إلى الجزائر مساء نفس اليوم، إلا أن السفارة الفرنسية تدخلت لتنهي الأمر بشكل مختلف.
من جانبها، اعتبرت بوراوي أن سفرها إلى فرنسا عبر تونس ليس هروبا إلى "المنفى" مؤكدة أنها "ستعود قريبا".
وقالت بوراوي في منشور على حسابها بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "لم أذهب إلى المنفى، فأنا في بلدي هنا مثلما كنت في الجزائر.
وأضافت بوراوي "سأعود قريبا جدا" إلى الجزائر.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أغلقت السلطات الجزائرية "راديو إم" واعتقلت مديره الصحفي إحسان القاضي ووجه له تهم عرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية، وتلقي أموال ومزايا من هيئات وأشخاص داخل الوطن وخارجه قصد القيام بأفعال من شأنها المساس بأمن الدولة.
وتأتي هذه الأزمة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس تبون إلى باريس، التي أعلن أنه سيزورها خلال العام الجاري 2023.
وشهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا انتهى بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في أغسطس/آب الماضي، والتي تعهد خلالها الجانبان بمواصلة العمل على ملف الذاكرة المشتركة وأرشيف فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر والمصالحة بين البلدين.
كما أطلق الجانبان في ختام زيارة ماكرون إعلانا مشتركا أعاد إطلاق التعاون الثنائي في المجالات كافة، ومهد لتخفيف نظام التأشيرات للجزائريين، مقابل زيادة التعاون من الجزائر في مكافحة الهجرة غير القانونية.
ووصف تبون أكثر من مرة نظيره الفرنسي ماكرون بأنه "صديق"، ورحّب بـ"علاقات الثقة" الجديدة بين الجزائر وفرنسا.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز