لأول مرة في الجزائر.. المنفي يتأبط هواجس الأمن ورغبة المصالحة
لأول مرة منذ توليه المنصب، وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى الجزائر، في زيارة يترقب أن تبحث ملفي المصالحة والأمن.
وهذه أول زيارة للمنفي إلى الجزائر قادماً إليها من جمهورية الكونغو برازافيل، حيث كان في استقباله بمطار "هواري بومدين" الدولي بالعاصمة الجزائرية رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن ومدير ديوان الرئاسة الجزائرية نور الدين بغداد، ووزير الداخلية كمال بلجود.
- الدبيبة من الجزائر: الاتفاق على تأمين الحدود وخروج المرتزقة
- المنفي يصل الكونغو.. دعوات لـ"الاتحاد الأفريقي" بدعم ليبيا
ومساء الثلاثاء، ذكرت الرئاسة الجزائرية في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي التي تدوم يومين، تأتي في إطار مواصلة التعاون و"تأكيدا على متانة علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين".
المصالحة الليبية
وعشية زيارة المنفي للجزائر، أكدت نجوى وهيبة المتحدثة باسم المجلس الرئاسي في ليبيا على "الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في دعم المصالحة بين الليبيين بالنظر إلى تجربة الجزائر الرائدة في هذا المجال" .
وفي تصريح للإذاعة الجزائرية الرسمية، اعتبرت المسؤولة الليبية أن الجزائر "اتخذت موقفاً يتسم بالحكمة والرزانة خلال فترة المعارك الأخيرة، ومثل هذا الموقف يجعلها تحظى بمكانة متميزة في علاقاتها مع ليبيا".
وأشارت إلى "عدم انقطاع الاتصالات السياسية بين البلدين أبدا ومنها زيارة وزير الخارجية السابق صبري بوقدوم ولقاؤه برئيس المجلس الرئاسي، وكذا الزيارة الأخيرة لرئيس حكومة الوحدة الليبية (عبدالحميد دبيبة) إلى الجزائر برفقة عدد من الوزراء وهو ما سيفتح مزيدا من الآفاق للتعاون الاقتصادي بين البلدين".
وعقب تسلمه مهامه، مطلع الشهر الحالي، جدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة موقف بلاده الداعم لجهود الأمم المتحدة واستعدادها التام لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.
وكان يان كوبيش، المبعوث الأممي في ليبيا من أوائل المسؤولين الدوليين الذين هاتفهم لعمامرة لبحث تطورات العملية السياسية في ليبيا وإيجاد مخرج ينهي الأزمة في هذا البلد العربي والأفريقي.
الهاجس الأمني
ولم يستبعد متابعون لزيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي الأولى للجزائر، بأن يطغى الملف الأمني على مباحثات محمد يونس المنفي مع المسؤولين الجزائريين على رأسهم رئيس البلاد عبد المجيد تبون.
ورأى مراقبون بأن حديث الرئاسة الجزائرية عن "مواصلة التعاون" يؤكد "المرحلة الجديدة" في علاقات البلدين التي أُعلن عنها خلال زيارة الدبيبة نهاية مايو/أيار الماضي، التي تم خلالها إعادة ترتيب أوراق العلاقات بين البلدين بأفرعها الأمنية والسياسية والاقتصادية.
واتفق الجانبان في تلك الزيارة على تأمين الحدود المشتركة من الخطر الإرهابي المتنامي، وخروج المرتزقة من الأراضي الليبية و مكافحة الجريمة العابرة، ودعوة الطرف الليبي لنظيره الجزائري لـ"المشاركة في المصالحة بين الليبيين".
بالإضافة إلى تركيز الجزائر وليبيا على تجديد تعاونهما الاقتصادي، من خلال فتح المعابر الحدودية المشتركة بين البلدين، ورفع مستوى التبادل التجاري.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز