بالصور.. الجيش الجزائري يكثف مناوراته العسكرية
قائد الجيش الجزائري بالإنابة يشرف على ثالث مناورات عسكرية خلال شهر بعنوان "الدرع 2020"، تزامنا مع التطورات الميدانية في ليبيا ومالي
كثّف الجيش الجزائري في الأسابيع الأخيرة من تنفيذ مناورات عسكرية باستخدام مختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية في مختلف النواحي العسكرية، توازياً مع التطورات الميدانية في ليبيا وشمال مالي.
وبعد أن أجرى مناورات في الناحيتين العسكريتين الثالثة والرابعة في الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من البلاد باسم "ردع 2020" و"بركان 2020"، نفذ الجيش الجزائري، الخميس، مناورات عسكرية جديدة بعنوان "الدرع 2020" بالناحية العسكرية الثانية بمحافظة وهران (غرب).
- جيش الجزائر بالخارج.. "عقيدة استباقية" فرضها إرهاب وحدود ملتهبة
- مهام الجيش وأزمة ليبيا.. تبون يكشف السيناريوهات المقبلة
وأعطت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها اطلعت "العين الإخبارية" على محتواه، على تفاصيل المناورات العسكرية التي أشرف عليها اللواء السعيد شنقريحة قائد أركان الجيش بالإنابة، مشيرة إلى أنها تندرج في إطار "اختتام برنامج التحضير القتالي لعام 2019/2020".
و"الدرع 2020" هو تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية قامت بتنفيذه الوحدات العضوية للفرقة الثامنة المدرعة مدعومة بوحدات من القوات البرية ولجوية وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم، بميدان الرمي والمناورات التابع للفرقة الثامنة المدرعة.
وأوضحت "الدفاع الجزائرية" هدف المناورات العسكرية الثالثة من نوعها خلال الشهر الحالي، والمتمثلة في "الرفع من القدرات القتالية والتعاون بين مختلف الأركانات، وتدريب القيادات والأركانات على التحضير والتخطيط وقيادة العمليات في مواجهة التهديدات المحتملة".
بالإضافة إلى "تحسين منظومة الوضع في حالة الطوارئ، ومواجهة كافة التهديدات المحتملة، لاسيما بعد إدماج معدات ومنظومات أسلحة جديدة، تتماشى مع مقتضيات الحرب الحديثة".
وأكدت الوزارة بأن "الأعمال القتالية المنفذة اتسمت باحترافية عالية في جميع مراحلها وبمستوى تكتيكي وعملياتي جد ممتاز، يعكس بحق القدرات القتالية العالية للأطقم والقادة في كافة المستويات، كما يعكس الكفاءة العالية للإطارات في مجال تركيب وإدارة مختلف الأعمال القتالية".
ويؤكد المراقبون بأن تحرك الجيش الجزائري بمناورات عسكرية يعكس "التعامل الجدي للجزائر مع التطورات الميدانية الأخيرة في ليبيا وشمال مالي، وبأنها باتت تشكل خطراً حقيقياً وصريحاً على الأمن القومي للبلاد".
وأشار خبراء أمنيون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" بأن كثافة ونوعية المناورات العسكرية التي ينفذها الجيش مؤخراً تعني "رفع الجيش حالة التأهب والجاهزية إلى درجات قصوى مما كانت عليه في السنوات الأخيرة".
مرجعين ذلك إلى تزايد النشاط الإرهابي في شمال مالي الذي تسيطر عليه جماعات إرهابية منضوية تحت لوائي تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين.
كما أكد خبراء أمنيون بأن "اقتراب تركيا والدواعش من الحدود الجزائرية مع ليبيا بات أكبر تهديد وخطر تواجهه الجزائر منذ تفجر الأزمة الليبية قبل 9 سنوات".
وشدد الخبراء الأمنيون لـ"العين الإخبارية" أن توجه الجزائر نحو تكليف الجيش بمهمات خارجية فرضتها تحديات ورهانات خطرة، لم تعد معها "المقاربة التقليدية الدفاعية مجدية"، وتزيد من حجم الضغوط على الأمن القومي للبلاد.
وأشاروا بأن تخصيص مواد دستورية تؤطر المهام الخارجية للجيش يؤكد أن الجزائر تسير نحو تبني "العقيدة الاستباقية العسكرية" في مواجهة التحديات المحيطة بحدودها الشاسعة والتي تقارب 6 آلاف كيلومتر.
مؤكدين في السياق أن المناورات العسكرية وحسم الجيش موقفه من مسألة "المهام الخارجية" يؤكدان بأن الجزائر تتجه "لتوسيع الحرب على الإرهاب بتوجيه ضربات للجماعات الإرهابية المتمركزة خارج حدودها الشرقية والجنوبية".
ويعزو المراقبون تغيير مقاربة الجزائر، إلى حدودها الملتهبة وهشاشة الأنظمة الأمنية في عدد من الدول المحيطة بها، وتهديدات الجماعات الإرهابية خصوصاً عند الحدود مع ليبيا ومالي.
كما أن التدخل العسكري التركي في ليبيا زاد من قناعة الجزائر بضرورة تغيير توجهاتها الاستراتيجية العسكرية، وألزم عليها ذلك "تبني العقيدة الاستباقية" لحماية حدودها وأمنها القومي من التدخلات الخارجية والجماعات الإرهابية والأطماع الأجنبية.
علاوة أيضا على التدخلات الأجنبية العسكرية القريبة من حدودها على رأسها تركيا، والقواعد العسكرية الأجنبية المحيطة بالجزائر، وكلها باتت تشكل تهديداً صريحاً على أمنها القومي يفرض عليها "تكييف الاستراتيجية العسكرية مع تلك المتغيرات".