من القمة إلى القاع.. 3 أخطاء استراتيجية أدت لانهيار منتخب الجزائر
واصل منتخب الجزائر مسلسل سقوطه المدوي بمغادرة بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 من دور المجموعات، أمس الثلاثاء.
وكان بطل أفريقيا في مناسبتين، تذيل المجموعة الرابعة برصيد نقطتين من تعادلين أمام أنغولا (1-1) وبوركينا فاسو (2-2) مقابل خسارته أمام موريتانيا (0-1).
وجاءت هذه النكسة الجديدة لتضاف لسلسلة الإخفاقات التي عاشها "الخضر" في السنوات الماضية، والتي يبقى أبرزها الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2022.
وترصد "العين الرياضية" عبر التقرير التالي 3 أخطاء استراتيجية أدت لانهيار منتخب الجزائر في الفترة الأخيرة.
الصلاحيات المطلقة لجمال بلماضي
منح الاتحاد الجزائري صلاحيات مطلقة للمدرب الوطني جمال بلماضي الذي لم يحسن استغلال هذه الثقة وقام بعدة خطوات دمرت المكاسب التي حققها منتخب الجزائر بعد تتويجه بطلا لأفريقيا عام 2019.
ديكتاتورية بلماضي وعدم تقبله للانتقادات والآراء المخالفة أثرا سلبيا على الأجواء في صفوف "محاربي الصحراء"، مما تسبب في انقسامات عديدة في صفوف اللاعبين.
ولم يقم الاتحاد الجزائري لكرة القدم بدوره كقوة ضغط معاكسة، واستسلم لسيطرة المدرب الذي استغل شعبيته الجارفة في صفوف الجماهير من أجل فرض هيمنته، حتى ولو كانت تعاكس مصلحة منتخب الجزائر.
عدم الاستقرار الإداري
الملحمة التي حققها منتخب الجزائر خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، أشعلت حربا داخلية في صفوف الاتحاد الجزائري لكرة القدم، كان من تداعياتها الإطاحة بالرجل القوي في تلك الفترة، خير الدين زطشي.
وفي غضون عامين، تولت 3 شخصيات رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهم شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف وأخيرا وليد صادي.
ولا تعرف الأسباب الحقيقة وراء حالة عدم الاستقرار الإداري هذه، ولو أن بعض الأطراف ترجح حدوث تدخلات خارجية من أجل فرض أسماء بعينها على رأس الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
في كل الحالات، انعكس هذا الأمر سلبيا على منتخب الجزائر الذي تأثرت نتائجه بشكل كبير من تلك الفوضى الإدارية والتنظيمية.
عدم طي صفحة ملحمة 2019
عانى منتخب الجزائر طوال السنوات الأخيرة من تمسك جميع الأطراف بمحاولة استنساخ الملحمة التي تم تحقيقها خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019.
وصبت جميع الخيارات الفنية والتكتيكية وحتى الإدارية كلها في إطار محاولة إعادة نفس الظروف التي سمحت لـ"الخضر" بالفوز بلقب المسابقة الأبرز في القارة الأفريقية عام 2019.
وما لم تفهمه السلطات الرياضية في الجزائر وأيضا جمال بلماضي، أن تحقيق الأهداف الجديدة يقتضي اعتماد رؤية وطريقة عمل مستحدثتين ومتناسقتين مع التغييرات التي تحدث في عالم كرة القدم بشكل دوري.
ومن الواضح أن "هاجس" تكرار ملحمة 2019 جعل جميع الأطراف ترتكب أخطاء فادحة في عمليتي التخطيط والتحليل، لينعكس هذا الخلل الاستراتيجي سلبيا على الجانب الرياضي.
aXA6IDMuMTQ1Ljc1LjIzOCA=
جزيرة ام اند امز